سورية

الهجرة إلى أوروبا تشمل المسلحين السوريين والأجانب وإرهابيي «النصرة»

إدلب- الوطن :

شهدت الحدود السورية التركية حركة تسلل للكثير من عناصر التنظيمات المسلحة إلا أن الهجرة إلى أوروبا لم تقتصر على العناصر السوريين فقط بل انسحب الأمر على المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون ضمن صفوف تلك التنظيمات، والذين يتسللون إلى أوروبا فيما تحاول قوات حرس الحدود التركية منعهم لخشية حكومتها من إفراغ التنظيمات المسلحة من عناصرها الذين كشفوا عبثية انخراطهم في تلك التنظيمات.
ورصدت مصادر أهلية لـ«الوطن» تزايد هجرة المسلحين من جبل الزاوية ومن البلدات الحدودية مثل حارم وسلقين ودركوش في محافظة إدلب للحاق بمن سبقهم من زملائهم ولاغتنام فرصة سماح دول العبور لهم بالوصول إلى ألمانيا التي قدر عدد مسلحي إدلب الذين طلبوا اللجوء فيها وحدها بأكثر من ألفي مسلح ومثلهم ما زالوا في الطريق إليها.
وأوضحت المصادر لــ«الوطن»، أن المسلحين الذين يدخلون تركيا عن طريق التهريب بمساعدة حرس الحدود التركي (الجندرمة) مقابل مبلغ من المال، لا يضعون قادتهم بصورة قرارهم (الانشقاق عنهم أو الفرار إلى الخارج) تحت مسمى اللجوء حتى إن المئات من عائلاتهم سلكت طريق رب الأسرة الذي سبقها سراً خشية إلقاء القبض عليه بدليل تضييق معظم التنظيمات المسلحة على عناصرها الذين يجب عليهم تقديم إجازة سفر محددة في حال اضطرارهم إلى مغادرة الحدود ولو للعلاج.
وبين مصدر معارض قريب من حركة «أحرار الشام الإسلامية»، أن الحركة فقدت الكثير من مقاتليها جراء تسابقهم على الهجرة إلى أوروبا، وإلى ألمانيا بالتحديد، مبينةً أن الهجرة لا تقتصر على السوريين فقط بل انسحب الأمر إلى الأجانب من مقاتلي التنظيمات وخصوصاً جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، والتي وشت ببعض عناصرها، الذين ينوون الهجرة إلى غير بلدانهم الأم، إلى السلطات التركية لمنعهم من المغادرة والسفر في محاولة لإعادة استقطابهم.
إلى ذلك قدر المصدر أعداد «الجهاديين» العرب والأجانب في التنظيمات الإسلامية المتشددة الذين ركبوا موضة الهجرة، مدعين أنهم سوريون نظراً للتعاطف الأوروبي معهم، بأكثر من 500 «جهادي» ممن لا تبدو عليهم السحنة الأوزبكية والشيشانية، ولوحظ في الأسبوعين الأخيرين تشديد حرس الحدود التركي لإجراءات الرقابة وإطلاق النار على المتسللين عبر الحدود بخلاف ما كان عليه الأمر قبل ذلك، وفسر سكان المناطق الحدودية الذين يعمل الكثير منهم في تهريب الأشخاص على تركيا بأن حرس الحدود تلقى أوامر مغلظة من السلطات التركية بوقف هجرة المسلحين ولاسيما الشباب منهم لمنع إفراغ تشكيلاتهم المسلحة منهم، في إشارة إلى التورط التركي مع التنظيمات المسلحة في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن