سورية

ألمانيا تبلغ أقصى قدراتها لاستيعاب اللاجئين .. وتدين إخفاق الاتحاد الأوروبي في السيطرة على حدوده

أعلن خفر السواحل اليوناني أمس الأحد وفاة 28 شخصاً غرقاً قبالة سواحل اليونان إثر غرق مركب كان يقل أكثر من مئة مهاجر غير شرعي، في وقت تتفاعل فيه أزمة اللاجئين العابرين لـ«طريق الموت» عبر البحر الأبيض المتوسط لتكشف عن مزيد من الانقسام داخل أوروبا مع بلوغ ألمانيا أقصى قدراتها في استيعاب اللاجئين وإدانتها «الإخفاق الكامل» للاتحاد الأوروبي في السيطرة على حدوده الخارجية في مواجهة تدفق هؤلاء اللاجئين ومطالبتها «بإجراءات فعالة» في هذا المجال، معلنةً نيتها مراقبة الحدود مع النمسا التي يصل منها عشرات آلاف اللاجئين، وإيقافها بذلك تطبيق اتفاقات «شنغن» حول حرية التنقل في أوروبا.
وأعلنت ميونيخ أمس أنها وصلت إلى «الحد الأقصى» من قدراتها على استقبال اللاجئين وذلك غداة إطلاقها نداء لطلب المساعدة لإيوائهم، مؤكدةً أنها «لا تستطيع هي ومقاطعة بافاريا التصدي لهذا التحدي الكبير بمفردهما».
وقالت الشرطة المحلية: إن المدينة وصلت إلى «الحد الأقصى» من قدراتها على استقبال اللاجئين، موضحةً أن نحو 13 ألف شخص وصلوا نهار السبت وحده.
وصرح ناطق باسم قيادة شرطة ميونيخ «نظراً للأرقام التي سجلت (السبت) من الواضح أننا بلغنا الحد الأقصى من قدراتنا» على استقبال طالبي اللجوء الذين يتدفقون من دول البلقان عن طريق المجر ثم النمسا.
والأرقام التي ذكرتها الشرطة السبت قريبة من تقديرات ناطقة باسم منطقة بافاريا العليا قالت لوكالة فرانس برس مساء السبت: إن عدد الذين وصلوا نهار السبت وحده إلى المدينة «قد يصل إلى 13 ألف لاجئ».
لكن تدفق اللاجئين تباطأ قليلاً في ساعات الصباح الأولى من الأحد، وتحدثت الشرطة عن وصول «بضع مئات فقط».
وفي المدينة التي تشكل نقطة دخول المهاجرين إلى ألمانيا عن طريق البلقان، اضطر عشرات اللاجئين للنوم في الخارج على فرش عازلة للحرارة لأنه لم يعد هناك أماكن كافية لهم، كما ذكرت محطة التلفزيون البافارية «بي آر»، محذرةً من أن المدينة «اقتربت بشكل كبير من كارثة إنسانية».
وقررت ألمانيا أن تعيد بصورة مؤقتة عمليات المراقبة على الحدود مع النمسا التي يصل منها عشرات آلاف اللاجئين، فأوقفت بذلك تطبيق اتفاقات شنغن حول حرية التنقل في أوروبا، كما ذكرت أمس صحيفتا «بيلت» و«شبيغل» الألمانيتان.
وقالت شبيغل على موقعها الإلكتروني: إن كل الشرطيين الفدراليين وضعوا في حالة تأهب وأنه «سيتم إرسال كل الشرطيين المتوافرين إلى بافاريا لإغلاق الحدود».
من جهتها كتبت بيلد على موقعها الإلكتروني: «ألمانيا تغلق حدودها مع النمسا».
وفي المجر سجل رقم قياسي جديد السبت تمثل بوصول 4330 لاجئاً إلى هذا البلد الذي تحول إلى رمز للتشدد في مواجهة تدفق المهاجرين، خلافاً لألمانيا. وتنوي بودابست إغلاق حدودها مع صربيا اعتباراً من يوم الغد الثلاثاء 15 أيلول بخطين من الأسلاك الشائكة.
وبعد النمسا، استهجنت فرنسا أمس قرار المجر إغلاق حدودها. وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية هارليم ديزير: «مع الأسلاك الشائكة، وضعت المجر نفسها خارج قيم الاتحاد الأوروبي التي لا تقوم على بناء جدران أو وضع أسلاك شائكة».
إلى ذلك أعلن خفر السواحل اليوناني وفاة 28 شخصاً غرقاً قبالة سواحل اليونان إثر غرق مركب كان يقل أكثر من مئة مهاجر غير شرعي.
وغرق المركب قبالة شواطئ جزيرة فرماكونيس التي تبعد مسافة 15 كلم عن تركيا، وبين القتلى طفل، وتمكن خفر السواحل من إنقاذ 68 راكباً في حين نجا 29 آخرون سبحوا حتى شاطئ الجزيرة الواقعة جنوب شرق بحر إيجه، بحسب المصدر.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فإن أكثر من 2700 مهاجر قتلوا في المتوسط منذ مطلع السنة من أصل نحو 430 ألفاً عبروا البحر، وحوالي 310 آلاف منهم مروا عبر اليونان.
ورفضت أثينا أمس الانتقادات حول الطريقة التي تدير بها البلاد أزمة الهجرة، معتبرةً إياها «غير مقبولة».
وقالت رئيسة الوزراء بالوكالة فاسيليكي ثانو أثناء زيارة إلى ميتيلين في جزيرة ليبسوس، الوجهة الأولى للقادمين الجدد: «إن اليونان تتقيد تماماً بالاتفاقيات الأوروبية والدولية من دون تجاهل البعد الإنساني».
والسبت دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تشهد بلادها تدفقا غير مسبوق للاجئين، اليونان إلى حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل أفضل وطالبت بحوار مع تركيا التي يمر عبرها عدد من اللاجئين القادمين خصوصاً من سورية.
إلى ذلك دعا الرئيس الكوستاريكي لويس غييرمو سوليس إلى اتباع سياسة جدية في ما يتعلق بالمهجرين وعدم استغلال حاجاتهم وتأملاتهم، مؤكداً أن استقبال مهجرين سوريين له معنى رمزي فقط وليس له تأثير على حل الأزمة في بلادهم.
ورفض سوليس مبدأ عرض «اللجوء» على المواطنين السوريين قائلاً: «إن المجموعات التي تأتي من سورية لن تجد مأوى اجتماعياً أو دينياً أو ثقافياً يحتاجونه ليعيشوا حياة طبيعية».
(أ ف ب – سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن