رياضة

اليد الأقوى..

| مالك حمود

رحم اللـه من قال الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها، فالاحتفاظ بالبطولة يتطلب الحفاظ على مقوماتها وظروفها ومناخاتها، والخلل في الموازين، يضعف المقومات، ويقلب المعادلات، ويخبو نجم بطل ما كاد يأخذ مكانه في قمة كرة اليد السورية، ليصعد مكانه بطل آخر، وحكاية بطولة وأبطال، وطموحات وآمال، لم يكن إعجابي بفوز نادي الطليعة ببطولة الدوري السوري للرجال بكرة اليد، أقل من إعجابي في العام الماضي بفوز نادي الاتحاد ببطولة دوري الرجال لكرة اليد.
فوز الاتحاد بالبطولة أعطاني إحساس التفاؤل بكرة اليد وهي تشهد قطباً جديداً، واتساعاً جغرافياً إضافياً للعبة الطامحة لتجاوز سنين الأزمة ومرارتها وتأثيراتها المباشرة، ولاسيما أنها أصابت بعض المحافظات المتخصصة بكرة اليد والعاشقة لها، والمعروفة بصناعتها العديد من نجومها، وفوز الطليعة أعطاني شعور العودة إلى الأصالة، عودة زعامة كرة اليد السورية إلى نادي الطليعة العريق والعتيد، وصاحب الماضي التليد، وبالوقت ذاته هي عودة الزعامة إلى مدينة حماة أكبر قلاع كرة اليد السورية.
وبين الفرحتين، تذرف العين دمعتين، الأولى على بعض المشاهد البعيدة عن الرياضة وصورها الجميلة، سواء بالوزن الزائد لبعض الحكام النخبة، ولو لم يكونوا تحت هذه التسمية لما تم انتقاؤهم لتحكيم مباريات التجمع النهائي للرجال.! ناهيك عن الحساسية غير المبررة التي بدت بين جمهوري المدينة الواحدة.
والدمعة الثانية تذرفها العين المتعبة في البحث عن نادي الاتحاد في مباريات التجمع النهائي، فهل أصبح البطل بين ليلة وضحاها خارج معادلة المنافسة؟! أين البطل؟! وأين البطولة؟! وهل هي حالة طارئة أو راهنة في النادي؟! وهل مجرد ابتعاد أو إبعاد مشرف اللعبة بالنادي كاف لنسف بنيان طموحات الفريق وآماله.؟! نفرح لرؤية مدرب ناجح وطامح حقق البطولة بالأمس مع الاتحاد، ويحققها اليوم مع الطليعة في مشروع مدرب وطني قادم وبقوة، ولكن أين البقية، وأين الروافد من لاعبين صاعدين، ومدربين واعدين، كي تبقى يدنا هي الأقوى؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن