رياضة

النهائي الإنكليزي الثاني في اليوروباليغ بين آرسنال وتشيلسي … ديربي قاري بنكهة لندنية والكراهية عنوان

| خالد عرنوس

إنه زمن الإنكليز.. فالقارة العجوز دانت أخيراً وبعد انتظار طويل إلى آباء اللعبة الشعبية الأولى.. فها هي أربعة أندية من بلاد الضباب تهيمن على النهائيين الأوروبيين وزاد في غرابة الأمر أن ثلاثة منها تتبع العاصمة لندن، حيث سيخوض توتنهام نهائي دوري الأبطال أمام ليفربول في أول ظهور له في البطولة الأعرق يوم السبت القادم، على حين يجتمع الآرسنال مع تشيلسي في نهائي الدوري الأوروبي الليلة بداية من الساعة العاشرة مساءً بتوقيت دمشق على أرض الملعب الأولمبي في مدينة باكو الأذربيجانية تحت قيادة الحكم الإيطالي جيان لوكا روكي.
ويأتي اجتماع الفريقين ليشكل ثاني نهائي إنكليزي في البطولة بعد نهائي النسخة الأولى عام 1972 ويومها كان توتنهام (اللندني أيضاً) حاضراً بمواجهة وولفرهامبتون، ويتطلع الأرسنال إلى التتويج باللقب للعودة إلى المنصات الأوروبية بعد غياب قارب ربع قرن وكذلك لضمان مشاركة بدوري الأبطال في الموسم القادم، على حين تشيلسي يبحث عن لقب جديد يؤكد أفضليته بين أندية العاصمة على هذا الصعيد.

أول الحكاية
انطلقت مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي التي أصبحت اليوروباليغ فيما بعد موسم 1971/1972 وعرفت في بدايتها مشاركة فريق أو اثنين ممن يحتلان المركز الثاني أو الثالث من كل دولة أوروبية قبل أن تلغى بطولة كأس الكؤوس أواخر التسعينيات وتصبح اليوروباليغ تضم أبطال الكؤوس المحلية وبات لكل دولة حصــة معينة من المقاعد حسب التصنيف والنتائج، وعرفــت المسابقة تتويج 28 نادياً من 11 دولة بلقبها وحتى 2001 كانت الصدارة ثلاثيــة للطليان (يوفنتوس وإنتر) والإنكليز (ليفربول) بواقع 3 ألقاب وفي عام 2013 اســتطاع الإسباني أتلتيكو مدريد اللحاق بهذا الثلاثي قبل أن يأتي مواطنه إشبيلية ليكسر كل الأرقام بتتويجه بثلاث نسخ متتالية متصدراً لائحة المتوجين برصيد خمسة ألقاب، ولتتصدر الأندية الإسبانية اللائحة برصيد 11 لقباً تليها الإيطالية بـ9 ألقاب ثم الإنكليزية بـ8 فالألمانية بـ6، وبما أننا أمام نهائي من مدينة واحدة فلابـد من ذكر أن إشبيلية ومدريــد يتصــدران المشـهد بواقع 5 ألقــاب ثـم لنـدن وتورينــو وميلانــو وليفربــول بـ3 ألقاب.
نهائيات مختلفة
وجمع النهائي ناديين من بلد واحد تسع مرات، أولها انتهى بفوز توتنهام على وولفرهامبتون (2/1 و1/1) وتتصدر أندية إيطاليا هذا المجال، ففي 1990 فاز اليوفي على فيورنتينا (3/1 وصفر/صفر) وفي العام التالي فاز إنتر على روما (2/صفر وصفر/1) وفي 1995 فاز بارما على اليوفي (1/صفر و1/1) وفي 1998 فاز إنتر على لازيو (3/صفر) في أول نهائي من مباراة واحدة.
وجاء النهائي إسبانياً خالصاً في مناسبتين ففاز إشبيلية على إسبانيول بركلات الترجيح 3/1 بعد التعادل 2/2 عام 2007 وأتلتيكو مدريد على بلباو 3/صفر عام 2012، واجتمع فرانكفورت ومونشن غلادباخ الألمانيان في نهائي 1979 وفاز الأول (1/صفر و2/3) وفي 2011 فاز بورتو على براغا 1/صفر في نهائي برتغالي.

النهائي التاسع
وهاهم الإنكليز يعودون إلى نهائي البطولة بعد عامين فقط على تتويج مان يونايتد بلقبها على حساب أياكس الهولندي، أما المتنافسان فهما قطبان من أقطاب اللعبة في لندن ويعتبران مع توتنهام الأندية الأبرز في العاصمة البريطانية، وليس غريباً على لندن أن تجمع فريقين منها في مثل هذا النهائي، فلندن تضم 15 نادياً على مستوى الدرجات الأربع الأولى في بلد أم الكرة وذلك رغم عدم هيمنة هذه الأندية عملياًعلى مقدرات البطولات الأندية في البلاد في ظل تقدم مانشستر وليفربول.
ورغم أفضلية الآرسنال محلياً على جاره تشيلسي بواقع 41 بطولة على الصعد كافة مقابل 23 لقباً فإن البلوز يتفوق أوروبياً، حيث سبق له التتويج بـ5 ألقاب أوروبية جامعاً المجد من كل أطرافه محققاً كل البطولات الممكنة، فكان أول فريق بريطاني يفعل ذلك قبل أن يلحق به اليونايتد وسبق لتشيلسي أن خسر نهائي دوري الأبطال أمام اليونايتد 2008 وكأس السوبر الأوروبية عامي 2012 و2013 أمام الأتلتي والبايرن على التوالي.
أما الآرسنال فلم يحقق سوى لقب أوروبي يتيم كان على صعيد المسابقة المندثرة (كأس الكؤوس) عام 1994 وبالمقابل لدى المدفعجية عقدة من النهائيات القارية حيث خسر نهائي الشامبيونز 2006 أمام البرشا وكأس الكؤوس مرتين 1980أمام فالنسيا و1995 أمام سرقسطة وكذلك خسر كأس السوبر الأوروبية أمام ميلان وأيضاً نهائي اليوروباليغ 2000 من غلطة سراي التركي، يذكر أن الآرسنال فاز بكأس المعارض الأوروبية عام 1970 وهي المسابقة التي استعيض عنها بكأس الاتحاد.

قصة أخرى
إذا هو نهائي يجمع أحد أكثر الأندية كرهاً لبعضهما بين الأندية الإنكليزية وذلك حسب استفتاءات جماهيرية قبل عقد من الزمن، وعليه فنحن أمام مواجهة مملوءة بالكراهية داخل أرض الملعب وهذا سبب كاف لمتابعة قمة أوروبية بنكهة إنكليزية، وبعقلين من خارج بريطانيا، فتشيلسي يقوده الإيطالي ماوريسيو ساري والآرسنال يدربه الإسباني يوناي إيمري وكلاهما يخوض موسمه الأول في إنكلترا والغلبة للثاني الذي توج بلقب المسابقة 3 مرات مع إشبيلية، على حين ساري يبحث عن لقبه الأول وقد خسر أول نهائي أمام السيتي على مستوى كأس الرابطة.
ويعول ساري على تشكيلة يقودها إيدين هازارد الباحث عن ختام رائع لمسيرته مع البلوز وإلى جانبه ويليان وبيدرو الخبير أوروبياً ولا ننسى أوليفر جيرو لاعب الآرسنال السابق صاحب 10 أهداف في النسخة الحالية وبالطبع هناك ديفيد لويز ومن ورائهم جميعاً كيبا أغلى حارس مرمى في العالم، أما إيمري فلديه ثنائي الهجوم لاكازيت وأوباميانغ وقد سجلا معاً 13 هدفاً ومعهما الحارس تشيك الخبير ولاعب تشيلسي سابقاً وهناك القائد كوسليني وثنائي الوسط أوزيل وتشاكا.

أرقام خاصة
بلغ الآرسنال النهائي بعد خوضه 14 مباراة فاز بـ11 منها وتعادل مرة وخسر مرتين وسجل لاعبوه 29 هدفاً مقابل 9 أهداف بمرماه وحافظ على نظافة شباكه في 10 مباريات، أما تشيلسي فلم يخسر خلال العدد ذاته مسجلاً 12 فوزاً وسجل لاعبوه 32 هدفاً مقابل 9 أهداف بمرماه، وقد حافظ على نظافة شباكه خلال 8 مباريات، يذكر أن تشيلسي احتل المركز الثالث بالدوري برصيد 72 نقطة متقدماً على الآرسنال بفارق مركزين ونقطتين.
تاريخياً تقابل الفريقان رسمياً 197 مرة في كل المسابقات ففاز الآرسنال 76 مرة مقابل 63 فوزاً لتشيلسي وتعادلا 58 مرة والأهداف 275/256، وسبق أن التقيا مرتين أوروبياً ضمن ربع نهائي دوري الأبطال موسم 2003/2004 وتعادلا 1/1 وفاز تشيلسي إياباً 2/1، وقد تبادلا الفوز كل على أرضه بالدوري في الموسم المنصرم، وتواجه الفريقان في نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي عام 2017 وانتهى للآرسنال 2/صفر.
وخاض الآرسنال 6 مباريات أوروبية لم يحقق خلالها أي فوز مكتفياً منها بتعادلين، على حين تشيلسي لعب 17 مباراة ضد مواطنيه ففاز بـ6 وتعادل بـ7 مقابل 4 هزائم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن