سورية

مراقبون شككوا بإمكانية تطبيق قراراتها … «القمة الإسلامية» تطالب بانسحاب «إسرائيل» من الجولان وتدعو لمقاطعة الدول التي نقلت سفاراتها إلى القدس

| وكالات

أكدت منظمة التعاون الإسلامي عدم اعترافها بأي قرار يستهدف تغيير الوضع القانوني والديمغرافي للجولان العربي السوري المحتل، ودعت إلى صون وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها.
وطالبت المنظمة في البيان الختامي الذي أصدرته في ختام قمتها في مكة المكرمة ليل أول من أمس «بانسحاب إسرائيل الكامل من الجولان السوري المحتل إلى حدود الرابع من حزيران 1967».
وشدد البيان الختامي على رفض الدول الـ57 الأعضاء في المنظّمة لقرارِ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري المحتل. وأكد عدم اعتراف المنظمة «بأي قرار أو إجراء يستهدف تغيير الوضع القانوني والديموغرافي للجولان، وخصوصاً رفض وإدانة القرار الأميركي الخاص بضم الجولان للأراضي الإسرائيلية، واعتباره غير شرعي ولاغياً ولا يترتب عليه أي أثر قانوني».
وشدد البيان على موقف المنظمة «المبدئي الداعي إلى ضرورة صون وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها ووئامها الاجتماعي».
وكان رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ظهر وهو يحمل خريطة جديدة لـكيان الاحتلال أرسلها له الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعد أن وقع عليها بكلمة «رائع»، مشيراً إلى ضمها الجولان العربي السوري المحتل.
وخلال خطابه العام تحدث نتنياهو عن التطورات الأخيرة التي أدت إلى حل البرلمان وتحديد موعد جديد للانتخابات، في 17 من أيلول المقبل.
وبعد إخفاقه في تشكيل حكومة ائتلافية، تباهى نتنياهو بالخريطة وقال: «إن الخريطة قدمها له مستشار الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كوشنر».
وأدانت قمّة منظمة التعاون الإسلامي «نقل سفارتَي كُلّ من الولايات المتحدة الأميركيّة وغواتيمالا إلى مدينة القدس»، وحضّت «جميع الدول الأعضاء في منظّمة التعاون الإسلامي على مقاطعة تلك البلدان التي قامت بالفعل بافتتاح بعثات دبلوماسيّة في مدينة القدس».
كما حثّتها على «وقف أي نوع من العلاقات والتبادلات التجارية والزيارات معها، سواء كانت فعاليات سياسية أو ثقافية أو رياضية أو فنية مشتركة، إلى حين تراجعها عن ذلك».
وشكك مراقبون بإمكانية تطبيق هذه الدعوات، في ظل العلاقات الوطيدة التي تجمع بين معظم أعضاء المنظمة وبين الولايات المتحدة الأميركية، على حين تحاول هذه الدول استباق المواقف الأميركية التي ستعلن قريباً بخصوص الإعلان عن «صفقة القرن».
وكان ترامب أعلن اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمةً لـ«إسرائيل»، ونقل السفارة الأميركية إليها، كما أوقف مساعدات بمئات ملايين الدولارات كانت تُقدّم للفلسطينيين.
قادة الدول الإسلاميّة شددوا على أن «أيّ مقترح يُقدَّم من أي طرف كان» لا يتبنّى «الحقوق الفلسطينية» و«لا يتّسق مع المرجعيّات الدولية المتفق عليها والتي تقوم عليها عملية السلام في الشرق الأوسط، مرفوض»، داعين «إسرائيل» إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلّتها بعد عام 1967 والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
وفي وقت لاحق أصدرت القمة الإسلامية إعلاناً تضمن 12 مبدأ وخطوة يجب على دول المنظمة التعاون الإسلامي الالتزام بها والحفاظ عليها حملت عنوان «إعلان مكة» أشارت في بعض أجزائه إلى التأكيد على أهمية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية للأمة الإسلامية، وإدانة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله ومظاهره، ورفض أي محاولة لربط الإرهاب بأي جنسية أو حضارة أو دين، ورفض الطائفية والمذهبية بجميع أشكالها ومظاهرها.
وكانت القمة العربية التي انعقدت في السعودية أيضاً قد اختتمت أعمالها قبل يوم واحد فقط من انعقاد قمة منظمة الدول الإسلامية، حيث وجّه البيان الختامي انتقادات لإيران بسبب دعم اليمن وسورية والبحرين.
وطالب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز خلال القمة المجتمع الدولي باستخدام «كافة الوسائل» لردع إيران، وقال: إن على المجتمع الدولي «تحمّل مسؤولياته إزاء ما تمثله الممارسات الإيرانية».
ورفضت سورية ما ورد في البيان الختامي للقمة العربية الطارئة، بخصوص ما سمته التدخل الإيراني في الشؤون السورية، معتبرة أن البيان يمثل بعينه تدخلاً غير مقبول في شؤونها الداخلية.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح له نقلته وكالة «سانا» يوم الجمعة الفائت: إن الجمهورية العربية السورية تؤكد أن الوجود الإيراني في سورية مشروع لأنه جاء بطلب من الحكومة السورية وساهم بدعم جهود سورية في مكافحة الإرهاب المدعوم من قبل بعض المجتمعين في هذه القمة.
وتابع المصدر: لقد كان حرياً بهذه القمة إدانة تدخلات الدول الأخرى في الشأن السوري والتي تفتقد إلى الشرعية والمشروعية وكانت ولا تزال تهدف إلى تقديم الدعم اللامحدود بمختلف أشكاله إلى المجموعات الإرهابية وإطالة أمد الأزمة في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن