قضايا وآراء

ماذا يجري في إدلب وحولها؟

| ميسون يوسف

عندما أطلق الجيش العربي السوري العمليات العسكرية الأخيرة في ريف حماه الشمالي وعلى مشارف سهل الغاب، سارع البعض إلى القول إن عملية تحرير إدلب الكبرى قد انطلقت على حين رأى أحد الخبراء العسكريين والإستراتيجيين أن العمليات ترمي إلى تهيئة البيئة العملانية وإلى تنفيذ إجراءات تمهيدية من أجل انطلاق هذه المعركة الموعودة.
أما في التنفيذ ونتائجه فقد بات مؤكداً أن العملية كانت في سياق العمليات التحضيرية التمهيدية التي ترمي إلى تحقيق أهداف معنوية ومادية وعملانية لمصلحة الجيش العربي السوري وتكشف قدرات المجموعات الإرهابية العاملة في المنطقة كما تكشف الخطط المعادية التي يعدها معسكر العدوان على سورية لمواجهة الجيش العربي السوري عند الانطلاق إلى تحرير إدلب والوصول إلى الحدود مع تركيا.
وهكذا فقد تمكن الجيش العربي السوري عبر الجولة الأولى من المواجهات ومدعوماً بالحلفاء من استعادة مناطق إستراتيجية مهمة ومن إعادة رسم خط التماس مع الفصائل الإرهابية، وإنزال ضربات مؤلمة بمواقعهم أدت إلى انهيارات معنوية وتشتت في صفوفهم، كما أنها فتحت كوة في الجدار الذي تقيمه المجموعات الإرهابية بوجه المدنيين الذين تتخذهم رهائن ودروعاً بشرية تحتمي بهم.
وانسجاماً مع طبيعة العملية توقفت القوى المهاجمة بعد تحقيق الأهداف التي ذكرت، من أجل إعادة تقييم الموقف للعودة إلى الميدان في الوقت المناسب وبالخطة المناسبة، ما فسر بشكل متباين وفي كثير من الأحيان بعيداً عن الحقيقة، إلى الحد الذي ذهب البعض إلى القول إن هناك وقف إطلاق النار فرض على الجبهة والتزمت به سورية، أو أن هناك حذراً سورياً من المتابعة.
لكن الميدان سرعان ما كذب الأقاويل وأكد أن سورية تعمل وفقاً لخططها ووفقاً لجدول أولوياتها الذي تعتمده وفقاً للظروف المختلفة وللإمكانات المتاحة تحت عنوان الواقعية الآمنة مع السعي الدائم إلى خفض حجم الخسائر وتحرير الأرض والمواطن مهما كانت الأخطار والمهل.
فتحرير إدلب وضع على السكة الصحية وتدار عمليات المواجهة للتحرير وفقاً للمبادئ التي ذكرت ولن يكون لتركيا فرصة في تمرير مشروعها العدواني الاحتلالي كما لن يكون لأميركا إمكانية فرض إستراتيجيتها الرامية إلى إطالة أمد الصراع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن