قضايا وآراء

الموساد وتفجيرات 11 أيلول 2001

| تحسين الحلبي

في 17 كانون الأول 2001 كان رئيس «الموساد» جهاز التجسس والمهام الخاصة الإسرائيلي هو افرايم هاليفي ألقى كلمة في مؤتمر «هيرتسيليا» السنوي للأبحاث الإستراتيجية والأمنية في 16 كانون الأول 2001 أي بعد ثلاثة أشهر على تفجيرات نيويورك وواشنطن الإرهابية في 11 أيلول 2001 سلط فيها الضوء على الوضع الإستراتيجي الإسرائيلي «والخريطة الإستراتيجية الجديدة بعد إحداث التفجيرات».
وصف أن العالم بدأ «يشهد منذ تفجيرات 11 أيلول 2001 حرباً عالمية تختلف عن كل الحروب التي سبقتها».
وأضاف بموجب ما نشرته المجلة العبرية هايادعان «Hayadan» في 17 كانون الأول 2001 أن «ما حدث في 11 أيلول 2001 سيغير كل الشرق الأوسط مع استمرار هذه الحرب العالمية غير المسبوقة التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتثبت قواعد نظام عالمي أميركي».
ورأى في هذه الحرب الفرصة الذهبية غير المسبوقة في تاريخها لاستغلال ظروفها والتخلص من كل أعدائها، وهكذا تسببت التفجيرات باحتلال العراق عام 2003 واغتيال الحريري 2005 ومحاصرة سورية وتهديدها هي وإيران وبدأ الشرق الأوسط يشهد تزايد القوات الأميركية والأطلسية من أفغانستان إلى العراق إلى كل أشكال الحصار والتهديد على كل دولة تناهض السياسة الأميركية واستغلت إسرائيل فوراً هذه الحرب العالمية وقام رئيس حكومتها «ارئيل شارون» باجتياح عسكري وحشي لأراضي الضفة الغربية وارتكب مذبحة جنين وتصفيات جسدية لعدد من الشخصيات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة كان آخرهم الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2004.
في الأسبوع الماضي عادت «تفجيرات أيلول 2001» لتظهر من جديد في عدد من عناوين المجلات الأميركية، فقد بث الموقع الإلكتروني «وان ريلي هابيند» تسجيلاً في 28 أيار الجاري يشير إلى أصابع «الموساد» الإسرائيلي في تفجيرات «أيلول 2001» لكن مكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بي آي» أهمل بل تجنب الاستناد إليه، وفي اليوم 28 أيار الجاري نشر الكاتب والمفكر الأميركي فيليب غيرالدي المدير التنفيذي «لمجلس نيشينال انترنت» الأميركي تحليلاً في مجلة «أونز» الإلكترونية الأميركية تحت عنوان: «دور إسرائيل في تفجيرات 11 أيلول 2001» جاء فيه إن «قصة 11 أيلول لن تتلاشى لأنه من الواضح لكل من يقرأ التقرير المطول للجنة المكلفة بمتابعة موضوع التفجيرات أن مواضيع كثيرة تستوجب التحقيق جرى تجاهلها لأسباب سياسية، فإدارة الرئيس جورج دبليو بوش عملت على تجنب أي مسؤولية لما حدث وهذا الانحياز توسع حين قدمت غطاء لحلفاء الولايات المتحدة لإبعادهم عن المسؤولية وأهمهم إسرائيل والسعودية».
وأضاف «غيرالدي»: «الآن بعد 18 عاماً على التفجيرات بدأ يظهر انفراج لفضح المسؤولية، يخترق جدار الصمت الذي وضعته إدارة بوش»، ويكشف غيرالدي أن تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» حول التفجيرات جرى الإعلان عن السماح بنشرها منذ السابع من أيار الجاري وهي ستدعم دراسة وتصور كل معني من الكتاب والصحفيين الذين أشاروا لاحتمال وجود تورط إسرائيلي في التفجيرات وغيرالدي في مقدمهم.
فإسرائيل اتهمها الكثيرون بموجب معلومات وتقارير صحفية بوجود اطلاع مسبق لها على كل ما حدث في نيويورك وواشنطن العاصمة.
ويشير غيرالدي إلى وجود احتمال بأن بعض ضباط الموساد أتاح الحديث معهم الاستنتاج بوجود دور للموساد فيما جرى في 11 أيلول 2001 .
ويضاف إلى هذه المعلومات ما كشفه تقرير علني تمت صياغته في 28 صفحة وجرى توزيعه على الصحافة والمحامين عام 2016 تظهر فيه إدانة لمسؤولين سعوديين ودورهم في هذه التفجيرات التي نفذها 14 إرهابياً كان تسعة منهم من السعوديين وبعضهم كان له علاقة ببعض الدبلوماسيين السعوديين في سفارة المملكة في واشنطن بموجب هذا التقرير الذي استند إليه الآلاف من أقارب وعائلات ضحايا التفجيرات للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه التفجيرات ودفع التعويضات المالية عن فقدان أقاربهم. ويبدو أن غيرالدي وزملاءه يريدون الآن فتح باب معرفة تورط الموساد في هذه التفجيرات وخاصة لأن المعلومات الأميركية تشير إلى نشاط مكثف كانت تقوم به «محطة الموساد» في واشنطن ونيوجيرسي، لكن المخابرات الأميركية أغلقت هذا الملف! والسؤال هو: هل سيتمكن صحفيون وكتاب مثل غيرالدي وزملائه بفضح المستور؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن