رياضة

صلاح يعادل إنجاز ماجر وكلوب يكتب السطر الأول مع الريدز … بعد أربعة عشر عاماً ليفربول يعود ملكاً للقارة العجوز

| مدريد- محمود قرقورا

اختتم ليفربول موسمه المثالي بلقب دوري أبطال أوروبا إثر فوزه على ابن جلدته توتنهام في المباراة التي جمعتهما على أرضية ملعب واندا ميترو بوليتانو في العاصمة مدريد مساء السبت، وجاء الفوز بهدفين دون مقابل سجلهما محمد صلاح من ركلة جزاء في الدقيقة الثانية والبديل أوريجي في الدقيقة السابعة والثمانين.
الشوط الأول شهد أسرع ركلة جزاء في المباريات النهائية للبطولة على مدار أربع وستين نسخة فسددها صلاح بغياب ميلنر المتخصص الأول، ومضى النصف الأول بارداً فاتراً مع أفضلية نسبية للريز الذي كان حارسه أليسون في إجازة عكس لوريس الذي أنقذ تسديدة روبيرتسون التي تعد أفضل الفرص.
في الثاني تواصل الهدوء واستمر حذر توتنهام واعتمد الريدز المرتدات فبدد البديل ميلنر فرصة التعزيز، لتبدأ انتفاضة توتنهام التي أبطلها أليسون بتصديه لثلاث فرص خطرة ومن لا يسجل يقبل وهذا كان مصير توتنهام عندما سجل ديفوك أوريجي الذي أضحى ثاني بلجيكي يسجل في مباريات التتويج بعد كاراسكو 2016 وفي الوقت المتبقي واصل أليسون تألقه فبدد كرة هدف واستمر فان دايك الحصن المنيع فنال جائزة أفضل لاعب في المباراة.
وبغض النظر عن الأداء التجاري من جانب ليفربول والحذر المبالغ فيه، واستعارة فلسفة مورينيو الدفاعية الميكيافيلية وخسارة الاستحواذ المصحوبة بالتتويج وهذا لم يحصل منذ تتويج الإنتر مع مورينيو 2010 على حساب البايرن فإن اللقب ذهب لمن يستحقه عموماً، فالنادي الذي يهزم باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ وبرشلونة وبورتو يستحق التتويج، والذي يصنع ريمونتادا أشبه بالإعجاز أمام برشلونة يستحق الريادة.

مكاسب الأحمر كبيرة
حقق ليفربول أول ألقابه منذ التتويج بكأس الرابطة الإنكليزية المحترفة 2012 والمدرب كلوب بدأ رحلة الحصاد مع الأحمر، وصلاح عادل إنجاز رابح ماجر الذي بقي صامداً منذ 1987 والريدز فك الشراكة مع برشلونة والبايرن ليرصع قميصه بالنجمة السادسة ومن المصادفات أنه أبعد الناديين خلال الأدوار الإقصائية، واللاعب ستوريدج أضحى أول لاعب إنكليزي يحرز اللقب مع فريقين، إذ يعد أحد المتوجين مع تشيلسي 2012 والقاسم المشترك في المرتين أنه لم يلعب في النهائي، والثلاثي الإفريقي صلاح وماني وماتيب عادلوا إنجاز تشيلسي 2012 يوم فاز معه دروغبا وسالمون كالو وأوبي ميكيل،
ويبقى الرقم القياسي للاعبين الأفارقة الحاضرين في النهائي بحوزة تشيلسي يوم شارك خمسة لاعبين بين أساسي وبديل وهم إيسيان وماكيليلي ودروغبا وسالمون كالو وأوبي ميكيل ولكن الأزرق وقتها عبست بوجهه ركلات الترجيح.

انتصار كرة القدم
الفريق الذي يحصد 97 نقطة ويفوته قطار التتويج بلقب الدوري الإنكليزي يحق له الجلوس على عرش القارة، ولو لم يحدث ذلك لكان ظلم الكرة الذي لا يُطاق.
والمدرب المجتهد الذي فرض احترامه على القاصي والداني آن له قطف الثمار من حديقة الألقاب ولو جافاه التتويج للمرة الثالثة بعد 2013 و2018.
ولذلك جاءت تصريحاته لتؤكد ذلك فهو ظمآن لرد الدين لعائلته وجماهير ليفربول التي توافدت إلى مدريد رغم عدم حصولها على التذاكر، والعدد الذي كان يحتفل خارج الملعب أكبر من الجمهور الذي حضر بأرض الملعب.

خامس إفريقي وثاني عربي
بتسجيله في الدقيقة الثانية من علامة الجزاء وهي الأسرع في تاريخ المباريات التتويجية، أصبح صلاح أول لاعب مصري يُسجل في النهائي الأوروبي الأكبر على صعيد الأندية، وثاني عربي بعد الجزائري رابح ماجر الذي سجل بمرمى البايرن عندما كان في صفوف بورتو، وأضحى ثالث عربي متوّج مع إضافة المغربي أشرف حكيمي الذي لم يشارك في نهائي النسخة المنصرمة مع الملكي.
وركلة الجزاء في الثانية 118 جعلت صلاح يحرز ثالث أسرع هدف في المباريات النهائية بعد هدف باولو مالديني الذي جاء بعد 50 ثانية أمام ليفربول في نهائي اسطنبول 2005 وأنريكه ماتيوز للملكي بمرمى ريمس الفرنسي 1959.
وأصبحت ركلة الجزاء التي سجل منها صلاح هدف التقدم، هي أسرع ركلة جزاء تُسجل في تاريخ المباريات النهائية للمسابقة.
وبات صلاح رابع إفريقي يُسجل في نهائي دوري الأبطال صامويل إيتو في 2006 و2009، ودروجبا في 2012، وساديو ماني في 2018.

القطعتان الناقصتان
كثيراً ما أشرنا إلى أن ليفربول تحسن مردوده الإستراتيجي مع قدوم صمام أمام الدفاع فان دايك وحامي الخشبات أليسون، والصخرة الهولندية اختير رجل المباراة، وأليسون حرم توتنهام من التعديل غير مرة، وكل الحاضرين في الملعب تحدثوا عن النقلة النوعية بين نهائي 2018 ونهائي أمس الأول وخصوصاً أن حارس المرمى كان نقطة المنعطف الرئيسية.
وبعد التتويج نال ليفربول الإطراء من النقاد الإنكليز وها هو فيرديناند يحذر المنافسين من مواجهة الريدز مستقبلاً، وأبرز ثمار التربع على عرش القارة من جديد الاحتفاظ بالعناصر الأساسية بوجه الطامحين للتعاقد معهم كريـال مدريد وهذا يعيدنا للأذهان 14 عاماً عندما قاوم جيرارد العروض بعد ليلة اسطنبول.

أجواء صاخبة
منذ الصباح غطى اللون الأحمر مدينة مدريد ونسبة الوافدين من إنكلترا لا تقارن، والأغنية الخاصة بمحمد صلاح تردد صداها مراراً فضلاً عن نشيد ليفربول لن تمشي وحدك أبداً.
وكعادة جمهور أنفيلد قدم بالعشرات إلى مدريد مع أن المخصصات 17 ألف تذكرة، لتبدأ رحلة المتاعب بحثاً عن تذكرة بسعر السوق السوداء الباهظ من خلال رفع لافتة مكتوب عليها: أريد تذكرة ويبدأ بازار السعر الذي يبــدأ مــن ثلاثــة آلاف جنيــه إســترليني وهــذا للتذكــرة العادية.
وتظهر للعلن حالات سرقة التذاكر وبيعها، وبعد انتهاء المباراة يستمر بحث جمهور ليفربول عن التذكرة كي تبقى تذكاراً للوافدين إلى مدريد.
الاحتفالات بالتتويج السادس غطّت كل مكان في العاصمة مدريد مع إجراءات أمنية مشددة خشية سلوك المخمورين وبلغ عدد رجال الشرطة 4000 شرطي.
أفراح جماهير ليفربول استمرت حتى ساعات الصباح، ويمكن القول إن مدريد نامت بأمان لأن الريدز هو من فاز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن