الأخبار البارزةشؤون محلية

صباغ رئيساً للمجلس في السنة الأخيرة للدور التشريعي بعد فوزه بالتزكية … النواب البعثيون يوبخون نائباً لإساءته للإسلام والحزب ويطالبونه بالاعتذار.. والثاني يطلب مهلة لجلسة اليوم للرد

| محمد منار حميجو

شن عدد كبير من النواب الممثلين لحزب البعث في مجلس الشعب هجوماً لاذعاً على زميلهم في المجلس نبيل صالح على خلفية ما نشره على صفحته الشخصية «الفيسبوك» أساء من خلاله للدين الإسلامي وحزب البعث واتهم بعض قادته بأسلمة الحزب، فوجه الكثير من النواب كلمات حادة لصالح لم تخل من التوبيخ.
وافتتحت جلسة المجلس أمس بانتخاب مكتبه وحموده صباغ رئيساً له بعدما فاز بالتزكية لعدم ترشح أي نائب لهذا المنصب، فقال صباغ: إنها السنة الأخيرة من ولاية مجلس الشعب في دوره التشريعي الثاني وهذا يتطلب منا جميعاً بذل جهود مكثفة في أدائنا كي نستطيع تحقيق أهداف المجلس وإنجاز عمله وبرامجه في أوقاتها المحددة وبكفاءة عالية.
وبعد الانتخابات، داخل نحو 60 نائباً استمرت مداخلاتهم أكثر من ساعتين ونصف الساعة طالب معظمهم صالح بالاعتذار وحذف المنشورات المسيئة للدين الإسلامي والحزب، على حين طالب آخرون باتخاذ إجراءات بحقه.
ورغم أن صالح طالب بإعطائه مهلة لجلسة اليوم لتوضيح سطور المنشور الذي أثار الضجة إلا أن رئيس المجلس صباغ أصر على أن يرد أثناء الجلسة لكيلا يكون هناك إضاعة لوقت المجلس الأمر الذي رفضه صالح وتم رفع الجلسة من دون أن يرد أو يعتذر بناء على طلب الكثير من الأعضاء.

تفاصيل المداخلات

لم تخل مداخلات النواب من اللهجة الحادة بل وصلت في بعضها أن وصفوه بأنه لا يعلم ألف باء السياسة، كما دعاه البعض إلى العودة إلى رشده وأن يحمل من اسمه نصيب، فقال النائب ماهر موقع: لا يجوز لنا أن نتهم أي دين بالتطرف أو بشذوذ لا علاقة لهذا الدين به وإنما ألصقت به، مضيفاً: في هذا المجلس نمارس كل الحريات في المناقشات ولكن أن يكون هناك اتهام للدين الإسلامي وللمؤسسات الدينية بمعانٍ لا علاقة لها بجوهر هذا الدين أعتقد أن هذا يسيء إلينا كمجلس ومجتمع.
وفي مداخلة له أضاف موقع: وهنا أشير إلى ما تحدث إليه زميلنا نبيل صالح في إحدى كتاباته عن تحالف علماني والذي لا نعلم عنه شيئاً، معتبراً أنه لا يوجد في سورية دولة دينية بل وطنية وكنا نتعايش في حياتنا بمفهوم العلمانية بشكل ممارس.
وأشار زميله علي الشيخ أنه يجب على النائب في المجلس أن يراعي المحافظة على هيبته وأن يراعي الاحترام الواجب لمؤسسات الدولة، موضحاً أن النظام الداخلي نص على أنه لا يجوز للنائب أن يأتي أفعالاً داخل المجلس أو خارجه تشكل خروجاً عن القيم الأخلاقية أو الاجتماعية للمجتمع السوري.
ورأى الشيخ أن ما كتبه زميله الصالح تدخل عبثي في شؤون الحزب ومعتقدات أبناء سورية والمؤسسة الوطنية الراعية للشؤون الدينية الممثلة بوزارة الأوقاف التي تستحق كل التقدير والاحترام، مضيفاً: لذلك أدعو الزميل إلى الاعتذار واتخاذ الخطوات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحالة.
واعتبر النائب آلان بكر أن ما نشره الصالح تجاوز الخطوط الحمراء، مضيفاً: جميعنا نتمسك بالحق في التعبير عن الرأي وحرية العمل السياسي ولكن وفق الضوابط والأصول الدستورية وهو منهج الدولة السورية.
وأضاف بكر: لا يمكننا السكوت على من يبحث على تجميع «لايكات» على صفحته الفيسبوك تحت غطاء حرية التعبير كما لا يمكن أن نسمح بأن يتم التطاول على حزب عريق تصدى للمؤامرة الكونية على سورية، متسائلاً: من هذا الذي يسمح لنفسه أن يتدخل في شؤون الحزب فالأولى أن يتعلم ألف باء السياسة ويلتزم حدوده.
وتساءل بكر: من أخبر الزميل أن هناك توجهاً لإعادة العلاقات مع حماس؟ هل يريد تنصيب نفسه على الدولة؟ مضيفاً: نحن اليوم أمام تصرف لا يمكن السكوت عنه وكنا نأمل من الزميل أن يتوجه لنا بالسؤال قبل أن يبث سمومه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال النائب حسين عباس: أرى أن بعض الموتورين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للإساءة إلى البنيان الفكري والديني والاجتماعي والسياسي والتهجم على القيادات السياسية جهلاء، مضيفاً: من جهة لا يستحقون الرد عليهم ومن جهة أخرى نقول لهم إنهم واهنون وأفكارهم لا تدخل إلى آذان المجتمع الذي استطاع أن ينتصر على الإرهاب، فهو قادر على التمييز ما بين هذه الهرطقة والمواقف الحقيقية.
ورأى زميله رفعت الحسين: حينما يستخدم الفيسبوك لعرض العضلات الوهمية ونشر المفردات المعبرة عن المجتمع والشعب مثل «النفاق الديني أو تأميم القرآن»، متسائلاً: هل يوجد في سورية نفاق ديني أو أن القرآن يؤمم؟ ومضيفاً: نرفض هذا الكلام ونطلب الاعتذار.
وطلب النائب محمد خير العكام من زميله صالح أن يوضح مقولته التي نشرها: «كيف توقفت ثورة البعث على أبواب وزارة الأوقاف وكيف يمارس النفاق السياسي والديني من قبل البعض» وخصوصاً بعد إعادة دور وزارة الأوقاف في القانون الخاص بها الذي أقره المجلس بعد إجراء تعديلات جوهرية عليه.
ورأى العكام أن زميله صالح يتحدث عن خلافات وهمية بين الانتماء إلى أي حزب وبين الانتماء إلى الدين، معتبراً أن مثل هذا الكلام هو الذي يزيد من الخلاف الوهمي بين العلمانية والدين، وداعياً إياه إلى التوضيح أو الاعتذار، كما طالبه عمار الأسد بالاعتذار من الشعب السوري عن كل هذه المنشورات والتضليل وحذفها لأنها تسيء وتضر.
ولفت النائب عباس صندوق إلى أنه منذ استقلال سورية كانت الفكرة في الدساتير أن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، مؤكداً أن الأحزاب في سورية وعلى رأسها حزب البعث حاربت الأفكار الإرهابية الهدامة التي تسعى إلى تفرقة أبنائه.
وتساءل زميله مهند حاج علي: هل باتت العلمانية ستاراً لكل متطرف ووسيلة وغطاء لمهاجمة الأديان وخصوصاً أن مهاجمة الأديان تعتبر تطرفاً؟ مضيفاً: ما ورد على صفحة النائب صالح باسم ما يسمى التحالف العلماني بعيد كل البعد عن العلمانية وما كتبه يعتبر تدخلاً في شؤون حزب لا ينتمي إليه كما هو خطاب فيه تطرف وتحريض ضد فئة من الشعب نعتز بوجودها.
وقال النائب نضال حميدي: أذكّر الزميل أن أحد مبادئ الأمم المتحدة مأخوذة من الإسلام وهي عبارة الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب» متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً»، مضيفاً: نفتخر بأن نكون جزءاً من العالم الإسلامي.
وأضاف حميدي: سورية دولة فيها كل الطوائف يمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية حتى أنهم يشاركون أفراح وأتراح بعضهم البعض، مطالباً وزير العدل ملاحقة كل من يؤسس تنظيماً غير مرخص وفق القانون.
وأعرب النائب طوني حنا عن استغرابه من أن يكون منبر عضو المجلس خارج المجلس وأن يتخذ الفيسبوك منبراً ليهاجم الدين سواء الإسلامي أم المسيحي، مشدداً على ضرورة تفعيل النظام الداخلي للمجلس الخاص بسلوك الأعضاء، وطالباً من صالح الاعتذار.
وشدد زميله أنس زريع ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية بأن نجمع ولا نفرق ونبني ولا نهدم، مضيفاً: القرآن الكريم مقدس والاستهزاء بما جاء فيه إساءة للجميع، داعياً زميله صالح أن يعود إلى وطنيته وأن يكون له من اسمه نصيب.
ورأى النائب توفيق اسكندر أنه لم يلحظ في كتابات زميله صالح أي تهجم على الدين الإسلامي بل له ملاحظات على بعض رجالات الدين سواء كانت مسيحية أم إسلامية، متسائلاً: لماذا لا يرد عليه في موقعه الإعلامي أو على صفحته الشخصية على الفيسبوك، معتبراً أن هناك خللاً في طرح هذه المشكلة، كما أن هناك مصادرة للرأي، متسائلاً: هل يستحق هذا الموضوع كل هذا الاهتمام؟
ورأى النائب نايف الحريري أن من يختاره الشعب يجب أن يكون على قدر ثقته لا أن يخونه، موضحاً أن النائب صالح خرج عن محبته وطبيعة عمله في مجلس الشعب وحاول من خلال هذا الموقع أن يصنع مواقف لشخصه ويحقق مآرب شخصية لذاته متناسياً ما قدمه حزب البعث لهذا الوطن أولاً وللأمة العربية ثانياً.
واعتبر زميله علي الصطوف أن صالح يبحث عن أمجاد شخصية وهذا حق طبيعي، لكن أعتقد أن هذه الأمجاد لا تأتي ضمن عالم افتراضي في حين تأتي من خلال فعل وطني يمارسه الزميل ليحقق هذه المحبة من الآخرين، مشدداً على ضرورة أن تكون الحرية منظمة وفق الالتزام الوطني باعتبار أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير على الرأي العام ولا يحق لأحد التلاعب بمشاعره باعتبارها قضية مهمة ووطنية وذلك بفهم الأمور على حقيقتها وليس عبر مفاهيم وتعابير مضمونها «يبقى في قلب الشاعر».

صالح وصباغ

طالب النائب صالح بإعطائه مهلة لجلسة اليوم للرد على ما وجه له من انتقادات، قائلاً: استمر الهجوم ضدي لمدة ساعتين ونصف الساعة وأستمهل لليوم للرد على كل المداخلات لإثبات أننا ما زلنا نعمل في مجلس ديمقراطي مع العلم أن ما نشرته على صفحتي وموقعي أيده آلاف من السوريين.
ورد عليه صباغ: نحن حالياً في الجلسة «إذا أحببت أن ترد حالياً فلك الحق الآن، ففي جلسة الغد لدينا جدول أعمال محدد» فرد عليه صالح: «يجب أن أدافع عن نفسي في كل ما ورد وإذا أردتم أن تحكموني غيابياً فافعلوا».
فرد عليه صباغ: لا يوجد أحد يحاكمك غيابياً وأنت حاضر في الجلسة ولا يسأل أي زميل عن أي شيء بدر منه في حال كان ضمن أصول الدستور والمجلس ولك الحق الآن بالرد على أي زميل، مضيفاً: كأنك تريد إحداث مكتب استشاري للرد على هذا الموضوع فالزملاء لا يسألون عما يطرحونه تحت القبة.
إلا أن صالح أصر على طلب المهلة بقوله: هل تريدني أن أرد على كل هذا الجيش، وكل هذا الجيش على بطل واحد؟ وسأثبت أني لم أخطئ.. أعطني فرصة ليوم غد، فأثار ضجة في المجلس فرد عليه صباغ: اخترقت أكثر من مرة خصوصية المجلس بنشر الكثير مما كان يدور تحت القبة! صحيح أن جلساتنا علنية إلا أن هناك خصوصية للجلسة، مضيفاً: لا يوجد جيوش في المجلس.

وأضاف صباغ: هناك زملاء استهجنوا ما كتبته وطلبوا منك فعلاً معيناً ولا تحتاج إلى ردة الفعل هذه أو إلى مكاتب استشارية للرد وإن هناك عدداً كبيراً من الزملاء أعطيناهم الحق بالكلام ولك الحق في ذلك.
وأثار صالح بلبلة كبيرة حينما قال: إن الهجوم علي مرتب له قبل يوم من الجلسة وسمعت بهذا الموضوع قبل دخولي إلى الجلسة، فرد عليه صباغ: هذا اتهام لم أسمع به، ولم يطلب أي زميل مني التحدث عن هذا الموضوع، مؤكداً أن ما تم طرحه من الزملاء ما هو إلا حرص على الزميل صالح، مضيفاً: كما أنه لم نطلب من أحد الاعتذار ولم نمنع أحداً من الكلام، إلا إذا كانت كلمة مخلة وخارج السياق نشطبها من محضر الجلسة.
وأضاف صباغ: يبدو أن الزميل صالح لا يرغب بالرد رغم إعطائه الحق بذلك، فرد عليه: أحتفظ بالرد بالتفصيل لأن عدد المداخلات كبير وهناك اتهامات تطول كل حياتي إضافة إلى أن هناك تأويلاً لكلامي وفهماً بشكل خاطئ ومن حقي الرد بشكل واضح ومن بعده يحكم المجلس في الموضوع وخصوصاً أنه تم اصطيادي في بعض التأويلات.
إلا أن رئيس المجلس أكد له أن الوقت متاح للرد في الجلسة، إلا أن صالح أصر على إعطائه المهلة. ورفع صباغ الجلسة من دون اعتذار من صالح أو الرد على المداخلات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن