عربي ودولي

السودان يدخل في العصيان المدني

| وكالات

بدأ المحتجون في السودان عصياناً مدنياً يستمر حتى تسليم المجلس العسكري الانتقالي السلطة لحكومة مدنية وطالب تجمّع المهنيين السودانيين، بإذاعة بيان تسليم السلطة للمدنيين عبر التلفزيون.
وأصدر تجمع المهنيين السودانيين بياناً بالجدول الثوري الأسبوعي، أوضح فيه أن «شعبنا السوداني الأبي ماض في طريق ثورته الذي اختطه بدماء الشهداء، من أجل بلوغ فجر الخلاص عنوة واقتداراً صعوداً لا هبوطاً، فالصعود مسلك الشهداء والعصافير والهبوط صفة الرواسب والأثقال».
هذا وقال شهود: إن شوارع العاصمة السودانية الخرطوم خالية إلى حد بعيد يوم الأحد مع بدء حملة العصيان المدني للمطالبة بحكم مدني في البلاد في الوقت الذي أطلقت فيه الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
ودعت المعارضة وجماعات الاحتجاج الموظفين إلى البقاء في المنازل بعد اقتحام قوات الأمن مقر الاعتصام يوم الإثنين ما أسفر عن مقتل العشرات كما وجه ضربة لآمال الانتقال السلمي بعد عزل الرئيس السابق عمر البشير في نيسان.
وجاء اقتحام مقر الاعتصام بعد أسابيع من المشاحنات بين المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد البشير وتحالف إعلان قوى الحرية والتغيير بشأن من يسيطر على الفترة الانتقالية التي ستؤدي إلى الانتخابات.
وتعمل بعض بنوك الدولة ومكاتب المرافق العامة بشكل طبيعي.
وفي مطار الخرطوم، حيث لا تعمل سوى القليل جداً من الرحلات، تكدس المسافرون في صالة السفر، وأغلقت معظم مكاتب السفريات بسبب انقطاع الإنترنت كما ارتفعت أسعار التذاكر.
وفي الخرطوم بحري عبر النيل الأزرق من وسط العاصمة، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا.
وتفاقم التوتر بين حركة الاحتجاج المدنية بقيادة قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين، والمجلس العسكري الانتقالي بعد اعتقال السلطات السودانية كلاً من الأمين العام لـ«الحركة الشعبية» خميس جلاب، ومبارك أردول المتحدث باسمها.
كما اعتقل يوم الجمعة محمد عصمت، أحد قادة تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض، بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإثيوبي الذي زار الخرطوم للتوسط في حل الأزمة السياسية في البلاد.
وذكرت الصحف أن السلطات اعتقلت الأربعاء الماضي القيادي في الحركة الشعبية ياسر عرمان، الذي سبق له أن صرح بتلقيه 6 رسائل، 5 من نائب رئيس المجلس العسكري وواحدة من رئيسه تطلب منه الخروج من السودان، مشيراً إلى أنه رفض ذلك.
في سياق متصل دعا بابا الفاتيكان، فرنسيس، فرقاء السودان إلى الصلاة من أجل حلول السلام فيه.
وقال البابا في عظته الأسبوعية: «تثير الأنباء الواردة من السودان الألم والمخاوف، نصلي من أجل هؤلاء الناس حتى ينحسر العنف ويسعوا لصالح الشأن العام عبر الحوار».
هذا وطالبت بريطانيا المجلس العسكري الانتقالي في السودان بالإفراج عن قادة الحركة الاحتجاجية المحتجزين لديه.
وشدد السفير البريطاني لدى الخرطوم عرفان صديق، على حسابه في «تويتر» على أنه من غير المقبول استمرار حبس ثلاثة قياديين للمحتجين المطالبين بإصلاحات ديمقراطية في البلاد، هم ياسر عرمان ومبارك أردول وإسماعيل خميس جلاب، دون أي أنباء عن حالتهم.
وأشار إلى أن الأخيرين اعتقلا بعد يوم من لقائهما بنائبه، وتابع: «يجب على المجلس العسكري الانتقالي الإفراج فوراً عنهم وعن قيادات المعارضة الآخرين».
وجاءت زيارة آبي على خلفية مقتل عشرات المحتجين جراء فض قوات الأمن الموالية للمجلس الانتقالي الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش وسط الخرطوم الإثنين الماضي، كما استدعت الخارجية البريطانية الخميس سفير السودان لدى لندن لإبداء قلقها إزاء أحداث العنف التي أودت بأرواح 61 أو 113 شخصاً، حسب تقديرات السلطات الجديدة والمتظاهرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن