رياضة

لماذا أنديتنا تقف عند حدود ربع النهائي؟ … لقاء أخير للجيش في بطولة الاتحاد الآسيوي مع القادسية

ناصر النجار :

يخوض مساء اليوم فريق الجيش مباراة الإياب في ربع نهائي بطولة الاتحاد الآسيوي أمام فريق القادسية الكويتي الذي فاز ذهاباً 3/صفر، واقترب من التأهل إلى نصف النهائي بنسبة كبيرة، وباتت آمال فريقنا ضعيفة في تعويض هذه الخسارة التي يحتاج فيها إلى الفوز بفارق أكثر من ثلاثة أهداف ضمن معادلة قد تكون مستحيلة التحقيق، وخصوصاً أن الفريق فقد أكثر من نصف لاعبيه الأساسيين بعد أن انتهت عقودهم وغادروا الفريق إلى أنديتهم الجديدة.
ورغم استقالته من تدريب الفريق إلا أن أنس مخلوف سيقود مباراة اليوم بناء على طلب الإدارة وستعتبر الاستقالة بعدها جارية، إن لم يحدث شيء يغيّر من استقالة المخلوف، والأنباء تتحدث عن قرب التعاقد مع أحمد الشعار بديلاً، لكن لا شيء رسمياً حتى الآن.

المسؤولية
لم يشأ المخلوف التحدث عن الاستقالة وأسبابها أو وجهته القادمة، مفضلاً الصمت، فربما السكوت هنا من ذهب، لكن الخسارة الثلاثية ألقت بظلالها على ما تم اإجازه في البطولة المذكورة، ففضل الاستقالة، وكانت فوق أي اعتبار آخر وكأنه يحمّل نفسه مسؤولية هذه الخسارة، وهذا أمر لم نعهده في الكثير من المدربين المحليين الذين كانوا يرمون حمل الخسارة على الحكم والظروف وعلى اللاعبين أيضاً.
وفي معرض حديثه عن مباراة الإياب خصّ المخلوف «الوطن» بكلماته التالية: البعثة وصلت الكويت على دفعتين، الأولى مساء الجمعة، والثانية صباح السبت ونحن نتدرب بشكل يومي وجاد لمباراة الإياب، أعرف أن مهمتنا صعبة جداً، وخصوصاً بغياب الأساسيين الذين غادروا محترفين إلى أندية عربية ومحلية ومنهم: سعد أحمد ومحمد شريفة وباسل مصطفى وعبد اللطيف السلقيني ومؤيد الخولي، وقد تشهد القائمة نزيفاً أكبر، وخصوصاً أن نادي الشرطة دخل سوق الانتقالات بقوة.
سألعب المباراة بالبدلاء وأتمنى أن يكونوا عند حسن الظن، وأنا لا أنظر إلى المباراة بعيون المهزوم أو الخارج من البطولة، وسأزج بكل أوراقي فيها، وسنجتهد لفعل شيء ما في أقله حفظ ماء الوجه.
وعن مسيرته القادمة مع الفريق قال: قدمت دراسة عن واقع الفريق، وطلبت عدداً من اللاعبين ليتم التعاقد معهم لترميم أي نقص وتداركه بالفريق، وأعتقد أن الأمور تسير بإيجابية، ويبقى فريق الجيش كبيراً وإدارته حريصة على بقائه في القمة.

المباراة
لا نطلب من فريق الجيش فعل المستحيل في لقاء الكويت لأنه كما يُقال «سبق السيف العذل»، لكن نؤكد على الخروج من المباراة بشيء يبيض الوجه ويرد الاعتبار، ليكون الوداع «إن كان قدراً» وداعاً منطقياً ومقبولاً، ومن المتوقع أن يلعب الفريقان بلا ضغوط وخصوصاً القادسية الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره، ويضع يديه وقدميه بماء باردة بعد الفوز المؤثر ذهاباً بثلاثية نظيفة.
هذه حدودنا
ما قدمه فريق الجيش في البطولة كان جيداً، ووصل إلى أعلى السقف فيها، ونقول: هذه حدودنا، وتجاوز الأدوار المتقدمة يتطلب ظروفاً أفضل وواقعاً أحسن، وإمكانيات توازي إمكانيات الفرق المتقدمة في هذه البطولة.
وقد يكون من سوء حظ فريق الجيش أن القرعة أوقعته مع القادسية الأقوى والأوفر حظاً، ولو وقع مع أحد فرق شرق آسيا، لكان الفوز من نصيبه وخصوصاً تلك التي خسرت الذهاب بنتائج كبيرة وقاسية.
عندما نقول هذه حدودنا، فإنه منطق كرة القدم، فأن تلعب خارج أرضك وبعيداً عن جماهيرك فإن هذه الضريبة كلفتها باهظة، وفي أهمها الإرهاق والتعب جراء السفر المتواصل، ومنها أيضاً غياب العوامل المؤثرة التي استفادت منها كل الفرق الأخرى، وغابت عن فرقنا، وهذه حدودنا أيضاً لأننا فقدنا العديد من الأوراق الرابحة ومنها نوعية اللاعبين، ففرقنا باتت تلعب بمن حضر من اللاعبين بعد أن فضلت نخبة لاعبينا عقود الأندية العربية، فالمتاح من اللاعبين الجيدين بات قليلاً، وتتنازع عليه الفرق القادرة على الدفع فقط، وإضافة للمحليين فإن أنديتنا باتت عاجزة عن التعاقد مع أي لاعب محترف بسبب ارتفاع التكلفة أولاً، وعدم السماح لهم باللعب محلياً وبالتالي استدعاؤهم لبطولة الاتحاد الآسيوي فقط أمر لا جدوى منه لاعتبارات فنية ومالية.
ناهيك عن الأمور الأخرى المهمة كالاستعداد الخارجي والمباريات التحضيرية الخارجية، التي افتقدتها فرقنا، فكان استعداد الفريق محلياً وعبر مباريات الدوري فقط.
ونضيف إلى ما سبق ضعف الثقافة الكروية عند لاعبينا وهذا ما لاحظناه في مباريات أغلب فرقنا عندما تنتهي عقود اللاعبين، فنجد اللاعب يفكر بناديه القادم أكثر من أن يفكر بإتمام مشواره مع فريقه الحالي بالهمة والنشاط والجدية نفسها، وهذا ما حدث للاعبي الجيش في لقاء الذهاب مع القادسية، فكل لاعب انتهى عقده، كان يفكر بمستقبله أكثر من تفكيره بالمباراة.

الحلول
الكرة في موضوع اللاعبين في مرمى إدارات الأندية التي تقبل عقوداً لموسم واحد وكما نلاحظ فإن أندية المقدمة تغير جلدتها كل موسم وكأنه صار عرفاً ومع كل موسم نرى الفرق بثوب جديد ولاعبين جدد وهو ما يؤثر في تطور الفريق بشكل عام لأن مثل هذه المتغيرات الشاملة تفقد الفرق خططها التطويرية، وانسجام لاعبيها وغيرها من الأمور الفنية التي لم تعد خافية على أحد.
لذلك فإن الحلول الإسعافية الأولى تكمن في اللجوء إلى تعاقدات متنوعة لأكثر من موسم لتحافظ الفرق على عمودها الفقري على الأقل.

من البطولة
تجري اليوم مباراتان، الأولى بين جنوب الصين من هونغ كونغ وضيفه دارول ناكزيم من ماليزيا، ومباراة الذهاب انتهت إلى التعادل 1/1 والثانية يستضيف فيها فريقنا الجيش ضيفه القادسية الكويتي في الكويت وذهاباً فاز القادسية 3/صفر، وغداً يستقبل بهانغ الماليزي فريق استقلال دوشانبه الطاجيكي الفائز ذهاباً 4/صفر، كما يلعب الكويت بضيافة كيتشي من هونغ كونغ والذهاب لمصلحة الكويت 6/صفر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن