وفد من خارجيتي البلدين تسلل إلى الرقة وشجع «الإدارة الذاتية» على الانفصال … فرنسا وهولندا تستعيدان 14 طفلاً من أبناء مواطنيهما الدواعش
| وكالات
أعلنت فرنسا إعادة 12 طفلاً فرنسياً من أبناء مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات النازحين شمالي شرقي البلاد، في وقت تسلّمت هولندا طفلين أيضاً، وذلك بالترافق مع تسلل وفد مشترك من خارجيتي البلدين إلى شمالي شرقي البلاد وتشجيعه ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية على الانفصال.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان، أمس، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «فرنسا تُعيد 12 طفلاً فرنسياً يتيماً كانوا في مخيمات شمالي شرقي سورية إلى الأراضي الفرنسية»، وأضافت: إن السلطات المعنية «سلمت الأطفال إلى السلطات القضائية الفرنسية لتأمين متابعة صحية واجتماعية خاصة لهم».
وكانت وزيرة العدل الفرنسية، نيكول بيلوبي، قد أكدت، في وقت سابق، عزم السلطات الفرنسية إعادة الدواعش الفرنسيين من سورية، لكي تتم محاكمتهم، وقالت بيلوبي، خلال مقابلة مع إذاعة «آر تي إل» بحسب «سبوتنيك»: «لقد اتخذنا قراراً بالسيطرة على الوضع وإعادة الجهاديين إلى فرنسا».
وتابعت: «السلطات تدرس الخيارات المطروحة، هناك واقع جديد غيّر الوضع كلياً إلا وهو انسحاب الأميركيين من سورية، ولهذا السبب نحن نتحضر لعودة الجهاديين الفرنسيين من سورية إلى فرنسا».
وأوضحت بيلوبي، قائلة: إن العقيدة الفرنسية المتعلقة بـ«محاكمة الجهاديين في المكان الذي تم فيه إلقاء القبض عليهم تغيرت»، وتابعت: «في حال تم إطلاق سراح الجهاديين المحتجزين لدى الأكراد سيكون لدينا مسؤولية جماعية بالتأكد من مصيرهم لكيلا نتركهم أحراراً يذهبون أينما يشاؤون».
وحصلت سلسلة عمليات تسليم من هذا النوع إلى عدد من الدول، لكنها تبقى محدودة مقارنة بالأعداد الضخمة لأفراد عائلات مسلحي تنظيم داعش شمالي شرقي البلاد.
وكانت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية قد أعلنت من جانبها، في وقت سابق من يوم أمس، تسليم الأطفال السلطات الفرنسية.
وكتب الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في «الإدارة الذاتية»، عبد الكريم عمر، أمس، على حسابه على «تويتر»، «بناء على طلب الحكومة الفرنسية، سلمت الإدارة الذاتية في شمالي وشرقي سورية في التاسع من حزيران 12 يتيماً فرنسياً من عائلات تنظيم داعش إلى وفد من وزارة الخارجية الفرنسية في بلدة عين عيسى».
وأشار إلى أنه تمّ أيضاً تسليم طفلين هولنديين لوفد من وزارة الخارجية الهولندية.
وأوضح مسؤول في «الإدارة الذاتية» فضل عدم الكشف عن اسمه وفق «أ ف ب»، أن بين الأطفال الفرنسيين أفراداً من عائلة واحدة، كما أن أكبرهم يبلغ من العمر يبلغ عشر سنوات، وبحسب الوكالة الفرنسية فإنه من المتوقع أن تجري عمليات تسليم أخرى لأطفال فرنسيين قريباً.
وترفض الدول الأوروبية استعادة مواطنيها الدواعش المعتقلين لدى «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، على الرغم من مطالبة الولايات المتحدة الأميركية لهم باستعادتهم ومحاكمتهم في بلادهم، إلا أن فرنسا كانت أعلنت أنها ستكتفي على الأرجح بإعادة الأطفال اليتامى من أبناء الدواعش، واستعادت في آذار الماضي وللمرة الأولى خمسة منهم.
وكان الأطفال الفرنسيون الـ12 موزعين بين مخيمي «الهول» و«روج» في محافظة الحسكة، على حين كان الطفلان الهولنديان يقطنان في مخيم عين عيسى.
وتؤوي مخيّمات عدة واقعة في مناطق سيطرة «قسد» شمالي شرقي البلاد، وأبرزها مخيم الهول، 12 ألف أجنبي، هم 4000 امرأة و8000 طفل من عائلات مسلحي تنظيم داعش الأجانب، موزعون على أكثر من 40 جنسية، ولا يشمل هذا العدد العراقيين منهم.
ومن الجدير ذكره، أنه التقى وفد مشترك من وزارتي الخارجية الفرنسية والهولندية الأحد، مع مسؤولين في «الإدارة الذاتية» في محافظة الرقة، وذكرت الأخيرة عبر أدواتها الإعلامية، أن الوفد الفرنسي أبدى استعداده لدعمها عسكرياً ودبلوماسياً وسياسياً، كذلك أبلغها أنه بصدد إنشاء أكاديمية للتدريب على إزالة الألغام من شمالي شرقي البلاد، وذلك بحسب ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
ووفق تلك الأدوات الإعلامية فإن الوفد تحدث عن إقامة اجتماعين في باريس، الأول في 25 والثاني يوم 27 حزيران الجاري، لبحث آلية دعم «الإدارة الذاتية»، تشارك فيه «فرنسا وهولندا، أميركا وبريطانيا» ودول أخرى.
وأشارت إلى أن الوفد الهولندي قدّم لها وعوداً بتقديم الدعم الكامل لإنشاء محكمة دولية في سورية تهدف إلى مقاضاة قيادات ومسلحي تنظيم داعش.