وكالة «برنسا لاتينا» تحتفل بعامها الـ60 … السفير الكوبي في دمشق: الوكالة تعكس صلابة العلاقات الثنائية بين البلدين
| سارة سلامة
لم تكن الحرب التي شنت على سورية مقتصرة على أرض المعركة بل شملت التهكم على أمن الوطن والمواطن في سكنه وعمله. لتشل معها عصب الحياة. كما تعرضت لحرب الكلمة والإعلام المضاد السلبي الذي كان له دور كبير في تلك الفترة، وتخلت قنوات عديدة عن مهنيتها وراحت تطلق أخباراً لا أساس لها من الصحة من شأنها أن تلعب دوراً نفسياً حين ذلك، ولكن مع كل هذا كانت هناك أصوات تصدح بالحق وتعمل وتبحث وتحضر بجانب الجيش السوري لتنقل حقيقة ما يحدث إلى العالم أجمع، فحدودها مفتوحة ومكاتبها مشرعة في الأميركيتين وصولاً إلى آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، حيث افتتحت وكالة «برنسا لاتينا» مكتبها في دمشق عام 2011 عند بدء الحرب على سورية لأنها استشعرت بالخطر القادم ووضعت نفسها في خندق واحد مع الشعب السوري لتكون صوت الحقيقة في زمن الكذب والافتراء. وفي بيت السفير الكوبي بدمشق احتفلت وكالة «برنسا لاتينا» بعامها الستين.
ممثل للحكومة الكوبية
وفي تصريح له قال السفير الكوبي في دمشق ميغيل بورتو بارغا: «اليوم نحتفل بذكرى تأسيس وكالة «برنسا لاتينا» الستين نظراً لأهمية العمل الإعلامي الذي كانت تقوم به، وفي حقيقة الأمر هي ممثل للحكومة الكوبية في سورية وتعكس صلابة العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث سنحتفل خلال الأسابيع القادمة بالذكرى 54 لتأسيس العلاقات بين سورية وكوبا، وستكون مناسبة وفرصة لتعزيز هذه العلاقات بشكل أكبر بجميع المجالات ومنها المجال الإعلامي أيضاً».
وأضاف السفير: «كان للوكالة دور مهم في نقل الواقع إلى كوبا وأميركا اللاتينية والعالم أيضاً والقارات الخمس من خلال مراسلي هذه الوكالة المنتشرين في جميع أصقاع العالم، علماً أن المراسلين لم يوجدوا في مكاتبهم فقط إنما كانوا مراسلين حقيقيين في أرض المعركة مع الجيش السوري يغطون ما يحدث في سورية وهذا الشيء أعطاهم مصداقية في نقل الخبر وفي الأخبار التي يقومون بنقلها وبثها للعالم».
مواجهة الحملة الإعلامية المضللة
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد مدير مكتب وكالة برنسا لاتينا في سورية بيدرو غارسيا إرنانديز أنه: «وفي خضم المبادرات السياسية التي تزامنت مع انتصار الثورة الكوبية عام 1959، وبمبادرة من القائدين فيدل كاسترو وإرنستو غيفارا، تم تأسيس وكالة الأنباء الأميركية- اللاتينية (برنسا لاتينا) في 16 حزيران 1959، وكان الصحفي والثوري الأرجنتيني هورهي ريكاردو ماسيتي أول مدير لهذه الوكالة. منذ تأسيسها، الهدف الأساسي لـ«برنسا لاتينا» كان العمل الدؤوب لمواجهة الحملة الإعلامية المضللة التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد الثورة الكوبية، أما على الصعيد الدولي، فقد عملت وكالتنا على نقل الحقيقة في عالم معقد يتم تزوير واقعه والتلاعب به لمصلحة مراكز السلطة الاقتصادية والسياسية في الغرب».
وبين إرنانديز أن: «الوكالة تحتفل بعامها الـ60 ولديها مراسلون في ما يقرب من 40 دولة بدءاً من الأميركيتين وصولاً إلى آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، وتقدم خدمات الأخبار والصور والفيديو ولديها العديد من المنشورات في مجالات الثقافة والعلوم والاقتصاد والرياضة. بتفان خاص، تقوم «برنسا لاتينا» منذ عام 2011 بتغطية الحرب الإرهابية المفروضة على سورية وهي حاضرة أخلاقياً ومهنياً وإعلامياً في الخندق نفسه مع أمة يقاتل شعبها وجيشها وقيادتها من أجل الدفاع عن السيادة والاستقلال والكرامة»
وأخيراً ختم بأنه: «كنا وما زلنا وسنكون الوكالة التي تضع نفسها في خدمة الحق والعدالة والمساواة والقضايا النبيلة، وسنستمر بالتعاون مع أولئك الذين يقدرون تلك المشاعر كما هو الحال في سورية».
الوكالة تصنع تاريخاً خاصاً
وبدوره أوضح الكاتب تيري ميسان أن: «وكالات الأنباء الكبيرة تساهم في خلق العديد من الأخبار، وغالباً ما تكون حصرية للولايات المتحدة وأوروبا. وتصر اليونسكو على التعامل مع جميع وكالات الأنباء، وعدم الاعتماد فقط على الوكالات الكبيرة. وحقيقة إذا لم يكن لدينا وكالة أنباء فلن يكون لدينا تاريخ خاص. ومن الممكن أن نشير إلى قناة «الجزيرة»، حيث إن الولايات المتحدة تحاول تغيير النهج الذي تتبعه القناة، بما أنها تتبنى سياسة الإخوان المسلمين، مع أن ذلك لم يكن نهجها في السابق.
يُذكر أن وكالة أنباء «تيلسور» قد تم إنشاؤها بهدف خلق تأثير مقارب لقناة الجزيرة، و«روسيا اليوم» أيضاً، إضافة إلى عدة وكالات أخرى، والحقيقة أن وكالة الأنباء إن لم تُحدث تأثيراً فإنها ستواجه مشاكل، ومنها عدم القدرة على إحراز أي تغيير.