رياضة

كرة الاتحاد بعد نهاية دورينا … غابت المحاسبة فحلت مكانها الفوضى والانقسامات

| حلب – فارس نجيب آغا

للموسم الثالث على التوالي تخرج كرة الاتحاد دون أي تتويج حيث لا يختلف المشهد كثيراً عن السنوات الماضية و تكاد الصورة مماثلة وربما الاختلاف فقط بتأخره على سلم الترتيب واحتلاله المركز الرابع لكن الأحداث التي عاشتها كرة الاتحاد شبيهة من حيث المضمون، فكل شيء يعيد نفسه بداية من التعاقدات ومروراً بتغيير المدربين ونهاية بالتخبط الإداري الذي يعكس واقع الحال بكل أمانة ولم تنفع عشرات الملايين التي هدرت على أشباه لاعبين في رحلت التعاقدات التي كانت هشة ولا تخضع لأي معيار اللهم إلا الهرولة خلف الأسماء التي تبين أنها منتهية الصلاحية وهي لا تساوي قروشاً تماشياً مع الأداء والمستوى الفني الهابط لغالبية من تم التعاقد معهم وذهب شبان النادي ضحية لهذا الأمر، وكان الأجدى من المسؤولين منح الفرصة للمواهب لإثبات جدارتهم في حمل لواء النادي والدفاع عن اسمه وتاريخه بدلاً من تعاقدات هزيلة أرهقت الصندوق المالي ولم تمنح أي فوارق يمكن الحديث عنها ولعل المركز الرابع الذي احتله الاتحاد في بطولة الدوري دليل كاف على ما شهدت دفاتر الاتحاديين من صفحات ممهورة بالحبر الأسود وصراعات مبطنة كان لها دور كبير في تفاوت الأداء بدرجة متوسط وما دون، وعاشت الجماهير مباريات عصيبة بينت قدرة الفريق على صعوبة المنافسة في ظل عدم الثبات بالتشكيل والأداء والنتائج وحالة يلفحها الغموض وحرب بادرة على المدرجات عبر تيارات متصارعة بين الجماهير التي انقسمت حول المدربين ما بين مؤيد ومعارض له وبين هذا وذاك خرج الفريق بنتائج متواضعة لا تلبي طموح الجماهير التي لا ترضى إلا بأن يكون الاتحاد منافساً كالعادة لكن المنافسة بلا شك تحتاج لعوامل نجاح كثيرة لم تكن موجودة لدى الاتحاديين الذين رموا المنديل مبكراً ولم يقاتلوا في أرض الملعب ليكونوا وصيفاً للبطل على أقل تقدير مستسلمين في المراحل الأخيرة عبر تعادلات وهزائم أبعدتهم للمركز الرابع مع خروج من الدوري الأول لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي بخمس هزائم وتعادل وحيد في نسخة هي الأسوأ فمن يتحمل المسؤولية؟

ظاهرة التغيير
رحلة التحضير باتت شبه معروفة من حيث التعاقدات التي غالباً ما تكون دون أي تقييم فني وهي مفرغة من القيمة من حيث الأداء وإعلامية بحتة لا أكثر ولا أقل بدليل النوعية التي لا تعكس ما يتم دفعه من رقم مالي عالٍ قياساً للمردود وما بين المدرب محمد شديد الذي تسلم الدفة ومجلس الإدارة لم نعد نعلم من هو صاحب القرار في اختيار اللاعبين وجلبهم للنادي في بداية الدوري عبر ظاهرة تنامت كثيراً منذ موسمين على غير العادة التي كانت سابقاً تعتمد على أبناء النادي والتدعيم يكون بعدد قليل من اللاعبين ومع أن الفريق دخل مرحلة تحضير مثالية وشارك بدورة الوفاء، لكن النتائج في الأسابيع الثلاثة الأولى لم تكن ملبية للطموح فغادر محمد شديد على عجل بعد إقالته من قبل مجلس الإدارة إثر التعادل مع جبلة والفوز على النواعير والخسارة القاسية من الشرطة التي عجلت برحيله بزمن قياسي جداً وهو شيء ليس بجديد على كرة الاتحاد التي اعتادت هذا السيناريو منذ موسمين مواصلة لظاهرة تغيير المدربين حيث باتت سمة رئيسية.

انقسام جماهيري
مجلس الإدارة عيّن أحمد هواش وسط عاصفة أدت لانقسام جماهيري على منصات موقع التواصل الاجتماعي ما بين مثن على القرار وآخرين معترضين وعلى نفس الخطا لقي الثاني مصيره حين هزم من الفتوة بمسابقة كأس الجمهورية وهو شيء لم يكن متوقعاً على الإطلاق ليتم الإطاحة به وتعيين المدرب أمين آلاتي الذي حضر من ألمانيا في أجواء مشحونة لا تساعد على العمل مع تزايد حالة الفوضى وفقدان الناحية الانضباطية بشكل لا يوصف وهي سبب رئيسي مؤثر بأن يخرج الاتحاد بموسم خالي الوفاض لم نر به أي محاسبة للفريق طوال المرحلتين لكن علمنا أن هناك عقوبات ستطول الجميع مؤخراً من خلال عملية تقييم بعد نهاية الدوري إثر غرامات مالية كان من المفترض أن تطبق أثناء مسير الدوري وليس بعد النهاية لأن كل شيء قد انتهى الآن وحتى يشعر حينها اللاعب أن هناك من يتابعه.

نتائج متفاوتة
الآلاتي تسلم المهمة بعد جولتين من مرحلة الإياب وكان الاتحاد قد تغلب فيها على جبلة والنواعير ثم حقق فوزه الأول كمدرب على الشرطة وخسر من الساحل وعاد ليحقق ثلاثة انتصارات متتالية قربته من المنافسة أكثر إثر فوزه على الحرفيين والوثبة والجيش لكنه أخفق من جديد وتراجع خطه البياني وأهدر ثماني نقاط بتعادله مع الطليعة والوحدة والمجد وحطين واختتم مشوار الدوري بهزيمتين من الكرامة وتشرين والمؤشر الواضح كان بعد التعادل مع الوحدة وكأن الجميع ترسخت لديه قناعة بأن الدوري قد انتهى وأكمل الفريق البطولة كتأدية واجب فقط.

حصيلة رقمية
بلغة الأرقام الاتحاد خاض (26) مباراة، فاز في (11) وتعادل في (9) وهزم في (6) مباريات وسجل (31) هدفاً وتلقت شباكه (25) هدفاً وحصد (42) نقطة من أصل (78) نقطة واحتل المركز الرابع بعد الجيش وتشرين والوحدة، حيث حقق الفوز (5) مرات و تعادل (5) وهزم (3) في مرحلة الذهاب وجمع (20) نقطة على حين فاز (6) مرات و تعادل (4) وهزم (3) في مرحلة الإياب وجمع (22) نقطة ، وجاء محمد غباش كأفضل مسجل لفريقه بتسعة أهداف تلاه محمد الأحمد ثمانية أهداف وزكريا العمر ثلاثة أهداف، ومن ثم هدفين لأحمد كلاسي وعمار شعبان من ركلتي جزاء على النواعير ذهاباً وإياباً و أحمد كلزي، وهدف واحد لكل من: طارق هنداوي وحسام الدين عمر ومنير نشار وإبراهيم سواس وفادي بيكو.

تصحيح المسار
ما حدث لكرة الاتحاد لم يكن مستغرباً لدى المتابعين عن قرب وهم يعلمون ما يحدث داخل الفريق من فراغ إداري كبير ساعد عليه اللاعبون أنفسهم لعدم انضباطهم وهروبهم من المسؤولية نتيجة عدم المحاسبة التي زادت من هذا الشرخ ما أدى لتدهور النتائج محلياً وآسيوياً مع فلتان أخلاقي للأسف من قبل البعض في سابقة غريبة عن النادي على أمل أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار لدى مجلس الإدارة وعدم الوقوع بتلك المطبات والعمل بصورة أكثر احترافية وخاصة من حيث انتداب اللاعبين مع تحفظنا على عدد من الصفقات الخاسرة التي كانت عالة وقبضت مبالغ ضخمة لا تستحقها على حساب أبناء النادي الذين هم أجدر منهم فنياً وأخلاقياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن