سورية

المركز الثقافي الروسي يستأنف عمله قريباً في دمشق … لافروف: ضرورة تطبيق اتفاق «سوتشي» وعلى أنقرة تنفيذ التزاماتها

| وكالات

شددت روسيا على ضرورة تطبيق اتفاق «سوتشي» حول إدلب والقضاء على التنظيمات الإرهابية، وطالبت النظام التركي بتنفيذ التزاماته بموجب الاتفاق، معربة عن دعمها الكامل لموقف الحكومة السورية بخصوص مواجهة الإرهاب هناك، ومجددة التأكيد أنها ستدعم القوات السورية في مساعيها للقضاء بسرعة على مصادر الانتهاكات الخطيرة لنظام «وقف التصعيد» في المنطقة.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره من غرينادا بيتر ديفيد في موسكو، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات نقلتها وكالة «سانا» للأنباء إلى أن التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «جبهة النصرة»، تسيطر على معظم مساحة إدلب وتواصل استفزازاتها واستهداف المدنيين، ومواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم، مبيناً أنه لا يمكن السكوت عن ذلك.
وشدد لافروف على ضرورة تطبيق اتفاق «سوتشي» حول إدلب والقضاء على التنظيمات الإرهابية، مطالباً النظام التركي بتنفيذ التزاماته بموجب الاتفاق.
لافروف اعتبر قي تصريحاته حسب موقع «روسيا اليوم» الالكتروني، أن تركيا تعمل بنشاط على تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق مع روسيا للتسوية في إدلب شمال غربي سورية، وقال «نحن على دراية أن شركاءنا الأتراك يعملون جاهدين على تنفيذ التزاماتهم بموجب اتفاق سوتشي حول إدلب، والمتمثلة في فصل المعارضة السورية المسلحة القادرة على الاتفاق والمستعدة للانخراط في العملية السياسية، عن عناصر العصابات الذين يرفضون أي اتفاقات ولا يمكن أن يقبلوها بحكم التعريف، فيتعين معاملتهم كالإرهابيين».
واتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بمدينة «سوتشي» الروسية في 17 من أيلول الفائت، على إنشاء ما بات يسمى «المنطقة المنزوعة السلاح»، بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً، في محيط منطقة «خفض التصعيد» الرابعة التي تضم محافظة إدلب، وأجزاء من ريف حماة الشمالي، وجزء صغير من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وجزء من ريف حلب الجنوبي الغربي، وذلك في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والميليشيات الموالية للنظام التركي وسحب السلاح الثقيل منها ومن ثم انسحاب التنظيمات الإرهابية منها، الأمر الذي كان من المفترض أن يتم في منتصف تشرين الأول الماضي وهو لم يتم حتى الآن بسبب تهرب النظام التركي الطرف الضامن للإرهابيين والميليشيات من تنفيذ الالتزامات المترتبة عليه بموجب الاتفاق.
لافروف أكد أن الجيش السوري لن يتهاون مع اعتداءات الإرهابيين من إدلب، وأعرب عن تفهّم موسكو الكامل لموقف الحكومة السورية من هذه المسألة، مضيفاً إن روسيا ستدعم القوات السورية في مساعيها للقضاء بسرعة على مصادر الانتهاكات الخطيرة لنظام وقف التصعيد في المنطقة».
على صعيد آخر أعلن لافروف أن بلاده تنتظر الرد الأميركي على مقترحاتها بشأن الاستقرار الإستراتيجي، والحد من الأسلحة النووية. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن لافروف قوله، خلال منتدى قراءات بريماكوف الدولي: «من المهم للغاية أن تعمل روسيا والولايات المتحدة سوية للاستقرار، وتتبنيان موقفا مشتركاً على أعلى مستوى، بخصوص عدم جواز الحرب النووية، وعدم إمكانية كسبها من أي طرف».
ولفت لافروف إلى أن الولايات المتحدة «تحاول ضمان المزايا الجيوسياسية أحادية الجانب والحفاظ على المركز الواحد لصنع القرار بموافقة أو دعم مباشر من حلفائها وتواصل توجيه ضربات قوية لهيكل الأمن الدولي الذي تشكل في نهاية الحرب العالمية الثانية» مضيفاً «إنهم يسعون إلى تدمير أو التحكم في أنظمة الحد من التسلح لمصالحهم ضيقة الأفق وإحداث الفوضى وإذكاء الصراعات في مناطق مختلفة من العالم».
في سياق منفصل، كشف السفير الروسي في سورية ألكسندر يفيموف، أن سفارة بلاده تأمل باستئناف عمل المركز الثقافي الروسي في دمشق قريباً.
وقال يفيموف في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية: إن «السفارة الروسية تعمل حالياً على استئناف عمل المركز الثقافي قبل نهاية عام 2019، وقد صدر قرار بهذا الشأن، وينبغي الآن حسم المسائل التنظيمية المتعلقة بالتمويل، وتعيين مَن سيعملون في المركز وتعيين مديره، وإجراء الإصلاحات التجميلية» مشدداً على ضرورة تفعيل التعاون الإنساني مع سورية.
وتم تعليق عمل المركز الثقافي الروسي في دمشق في عام 2013 بسبب التصعيد الإرهابي الذي قام به وقتها إرهابيو الغوطة الشرقية، الذين قاموا بقصف المدنيين في العاصمة دمشق بآلاف الصواريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن