قضايا وآراء

كرامة الأوطان سلاح سياسي

| دينا دخل الله

لماذا تعامل أميركا المملكة العربية السعودية حليفتها الكبرى في المنطقة بإذلال وتعامل عدوتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدبلوماسية؟
لا يخفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذلك، فهو في الكثير من المناسبات يقول إنه أخبر السعوديين أن عليهم دفع ثمن الحماية الأميركية لهم. ذكر ترامب في تجمع بولاية ويسكونسن منذ أيام أنه اتصل بالملك وقال له: أيها الملك لقد أنفقنا الكثير ونحن ندافع عنك وأنت تملك الكثير من المال. كما قال في تجمع انتخابي آخر: إنه حذر الملك من أنه لن يبقى في السلطة لأسبوعين من دون الدعم الأميركي. من جانبهم رد السعوديون على لسان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إذ قال أحب العمل مع ترامب وعلينا تقبل مسألة أن أي صديق سيقول أموراً جيدة وسيئة.
يبدو أن الأميركيين يعاملون أصدقاءهم بهذه الطريقة
إن كان الأميركيون يعاملون أصدقاءهم بهذه الطريقة المذلة لماذا لا نرى هذا التعامل مع بريطانيا أو ألمانيا أو حتى تركيا؟
من جهة أخرى قام ترامب بتخفيف خطاب التهديد والوعيد الذي كان يستخدمه مع إيران، العدو، وتحول إلى خطاب عقلاني يسعى للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف. إذ قال في مؤتمر صحفي في طوكيو: أعتقد أن إيران لديها الفرصة لتكون دولة عظيمة بوجود القيادة الحالية نفسها. نحن لا نسعى إلى تغيير النظام، أريد توضيح ذلك، نحن نسعى إلى عدم امتلاك إيران للسلاح النووي. وامتدح الشعب الإيراني وثقافته مؤكداً أنه يريد التفاوض من دون شروط وهو تنازل تفاوضي واضح.
ومن أوروبا صرح ترامب أن إيران راغبة في التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة، وأشار إلى أنه مستعد للحوار حين تعلن الحكومة الإيرانية رغبتها الحقيقية في ذلك، وأكد إمكانية التوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
كما عاد وأكد أن بلاده لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران بل تريد إزالة الأسلحة النووية، ووصف الاتفاق النووي الذي أبرم في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما 2015 بالفظيع.
ما الذي دفع ترامب لتغيير أسلوبه في مخاطبة إيران؟ وما الذي دفعه لمخاطبة السعودية الحليفة بإذلال؟ قد يكون الجواب الكرامة السياسية التي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية. فإيران المحاصرة منذ ثمانينيات القرن الماضي لم ترضخ ولم تتنازل لأميركا أو غيرها بل بقيت صامدة مدافعة عن قضيتها ووجودها بكرامة.
هل يمكن القول إن هناك ما يسمى الكرامة السياسية؟ أو هل يمكن القول إن الكرامة الوطنية والتمسك بها قد تكون سلاحاً سياسياً ناجعاً في ظل البلطجة التي تمارسها الولايات المتحدة في العالم، وهي بلطجة تمارسها مع أتباعها وتذلهم، على حين نرى أن أي دولة، كسورية وإيران وفنزويلا، تستخدم الكرامة سلاحاً سياسياً تفرض على الولايات المتحدة الاحترام، ولو على مضض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن