نشر الإعلامي الصهيوني إيدي كوهين تغريدة على حسابه على تويتر كشف فيها عن اجتماعه مع معارض سوري اسمه عصام زيتون، لا أعرف من يمثل وما هو وزنه وتأثيره، وأعتقد أن الرأي العام السوري لم يسمع بهذا الشخص إلا عبر زياراته، وعمالته مع العدو الصهيوني، والغريب في الأمر أن هذا المعارض ذهب إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي ليطرح مبادرة تقوم على تقسيم سورية لفترة مؤقتة لا تتجاوز عشر سنوات ووضعها تحت وصاية أطراف إقليمية عدة ودولية مقابل إيقاف إطلاق النار وحل القضايا العالقة، ويرى هذا المعترض من خلال مبادرته أن تكون سورية مقسمة لدويلات عدة بشكل مؤقت أفضل من استمرار آلة القتل على حد زعمه.
وحسب ما جرى تداوله في بعض وسائل الإعلام الصهيونية فإن هذه المبادرة وصلت إلى صياغة قانونية، ووقع عليها لغاية اللحظة 511 حقوقياً سورياً، وسوف تكون لجنة الوصاية شبيهة بلجنة الوصاية الدولية التي استلمت الوصاية على ألمانيا بشقيها الغربي والشرقي عقب الحرب العالمية الثانية وأطلق الصهاينة الإسرائيليون والسوريون هذه المبادرة بـ: نهاية بألم خير من ألم بلا نهاية.
طبعاً لن أناقش هنا هذا الكلام التافه لشخصية سورية تافهة لا تمثل إلا نفسها، وعمالتها للموساد الإسرائيلي، ووضاعتها الأخلاقية والسياسية، لأن هذا الطرح هو حلم صهيوني أسقطه السوريون وجيشهم الباسل، وأصبح كلاماً لا قيمة له سوى في مخيلة البعض وفي أوهامهم، ولكن أردت أن أقدم صورة بشعة من واقعنا السوري لشخص واهم عميل وخائن، ولا توصيف آخر لدي، وليس ذلك فقط إنما صدقوني أني لم أسمع باسمه إلا من بعض وسائل الإعلام.
مقابل هذه الصورة البشعة التي لن تغير من الواقع الجديد الذي صنعه السوريون وجيشهم البطل، نقرأ خبر استشهاد الشاب رواد مرهج ابن التاسعة عشرة في معارك إدلب سيراً على خطا والده الذي استشهد قبل سبع سنوات في معارك الليرمون بمحافظة حلب، وهي الصورة الأجمل والأرقى والأنقى التي تقدم الفرق الهائل بين هؤلاء الأبطال الذين سيخلدهم الوطن وذاكرة الشعب السوري، وبين أولئك الخونة الوضيعين الذين سيذهبون إلى مزابل التاريخ، وسيرميهم مشغلوهم عندما تنتهي مهمتهم القذرة حتى لو غلفوها بمسميات بحثية وجامعية وألقاب من هنا وهناك، لأن ما يطرحه هؤلاء ليس إلا مخططاً إسرائيلياً بأسماء سورية، وهذه صورة بشعة للعمالة والخيانة التي تسعى لتقسيم بلدهم وتفتيته خدمة لأعداء بلدهم الذين يحلمون ويتوهمون بما يطرحه هؤلاء، وأما الصورة الأجمل فهي أن الشباب السوري الذي يستشهد أو استشهد دفاعاً عن وحدة سورية واستقلالها وسيادتها، فقد قدم أغلى ما يملك من أجل هدفٍ سامٍ ونبيل ومن أجل مستقبل أبناء سورية، وكذلك من أجل سورية أكثر قوة ومنعة، وهذه الصورة الجميلة الرائعة هي التي ستبقى أمانة في أعناقنا جميعاً لنستمر في الطريق الذي عبّده هؤلاء المضحون والأبطال والأيقونات السورية على امتداد ساحات هذا الوطن الأبي.
إن الصورة البشعة التي مثلها ويمثلها خونة صغار وعملاء تافهون بعنوان سياسي أو بحثي أو جامعي أو ديني أو متطرف عنصري أو مذهبي ديني، ليست إلا صورة قذرة لأشخاص قبضوا مالاً وقبلوا أن يكونوا إمعات للبترودولار، أو للعدو الصهيوني أو لمشاريع الهيمنة، مهما حاولوا الاختباء والتلطي خلف الشعارات البراقة والعناوين المضللة، ذلك أن الصورة الجميلة والأبهى للشهداء والجرحى هي الصورة التي ستبقى وتُخلد في ذاكرة ووجدان السوريين لأجيال وأجيال، وأعتقد أن من يراجع التاريخ المعاصر لسورية ولكل شعوب الأرض لن يجد صورة بشعة لخونة ومرتزقة إنما سيجد صورة الأبطال والأشعار والآداب والقصص، التي تتحدث وتروي عظمة قيمة الشهادة والتضحيات من أجل الشعب والوطن.
الصور البشعة التي مرت ومازالت تمر في ذاكرتنا وأمامنا طيلة سنوات تسع وستستمر، هي صور مؤلمة ونافرة ولا تنسجم مع قيمنا وتاريخنا، ولكنها صور موجودة وحقيقية، وعلينا أن نمحوها من ذاكرة أطفالنا وشبابنا وأجيالنا القادمة، كما هو حال الماء الآسن الذي نعرف جميعاً إلى أين يجب أن يذهب. أما الصورة الجميلة الرائعة والمثلى للشهداء والجرحى ولكل الذين دافعوا عن هذا البلد وقيمه ووحدة ترابه، فهي الصورة التي يجب أن تُقدم للأطفال والشباب، لأنها صورة تمثل عظمة تاريخنا وسيرة أجدادنا وكرامتنا الوطنية، التي لن يستطيع الأقزام وضعاف النفوس والخونة أن يغيروا فيها مهما احتالوا وزينوا العناوين والشعارات والأسماء، فالطريق أمامنا واضح في تحرير كل شبر من أرض سورية فهو قادم لا محالة، ومن لديه شباب يضحون على درب آبائهم وأجدادهم من أجل وطنهم فهو منتصر لا محالة حتى لو طال الطريق قليلاً، ولمن يريد أن يتأكد فليقارن بين أعوام 2011-2019 ليعرف عن ماذا نتحدث.
المجد والخلود دائماً وأبداً لأبطال الجيش العربي السوري، ولكل سوري يعرف معنى الوطن وقيمته وكرامته، والخزي والعار للخونة والمرتزقة بأسمائهم وألقابهم المنتحلة وإن غداً لناظره قريب.