رياضة

المكتب التنفيذي يعلنها صراحة: المنتخب الأول سيقوده مدرب وطني

| مهند الحسني

أيام قليلة ونجد أنفسنا أمام استحقاق سلوي هام ينتظر منتخبنا الوطني الأول يتمثل بدخوله معترك التصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائياًت أمم آسيا، ويعتبر هذا الاستحقاق بمثابة امتحان جديد وجدّي لاتحاد السلة الذي لم ينجح حتى الآن في تحقيق إنجاز سلوي على صعيد المنتخبات منذ توليه لمهامه منذ تسع سنوات تقريباً، حيث غابت الإشراقات عن منتخباتنا لا بل شهدت في بعض المراحل تراجعاً مخيفاً ومنيت بخسارات مؤلمة كانت كافية بوضعها على هامش المنافسة.
تعتبر هذه المشاركة هامة لمنتخبنا الذي بات في المستوى الأول قارياً، وهو مركز جيد في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها الرياضة السورية بشكل عام، وأي انتكاسة جديدة ستجعلنا نتراجع نحو المستوى الثاني، وسيكون لها انعكاسات سلبية على سلتنا الوطنية، والمشاركة المقبلة لن تكون سهلة لكون منتخبنا سيواجه منتخبات من مستوى عال، وتضم لاعبين سوبر ستار ومدربين أجانب من النخبة، لذلك اللعب أمامها لن يكون سهلاً، ومنافستها ليس مستحيلاً في حال توافرت الأجواء التحضيرية الملائمة لمنتخبنا.
يبدو أن بلوغ منتخبنا لهذا المستوى لم يأت بتلك السهولة، حيث بلغنا منتهى الطموح، وعرج بنا إلى مصاف التطلعات، فما عاد هناك ما يحفزنا لفعل شيء جديد من شأنه أن يضيف بعض المتممات أو الرتوش لهذا المنتخب الذي شارك في التصفيات العالمية الأخيرة، وبدا واضحاً أن اتحاد السلة بدأ بإعداد منتخب للمستقبل رغم أنه لم يحقق أي انتصارات، ولم يتمكن من حجز مكان لنفسه في النهائيات العالمية، لكنه قدم رغم ظروفه الصعبة مستويات جيدة أمام منتخبات تتفوق عليه بكل شيء.
يبدو أن ماعانى منه المنتخب في تلك التصفيات لن يكون له حلول في الأفق المنظور، ما يعني أن اتحاد السلة لم يستفد من أخطائه السابقة التي كانت واضحة في إعداد المنتخب السابق، لكن ثمة ما يدعو إلى التساؤل ونحو مقبلون على مشاركة هامة حول ماهية الأهداف التي نبتكرها، وكيفية الوسائل التي نسخرها لتجسيدها، وهل لدينا قائمة أهداف مرحلية، وبنك للأهداف الإستراتيجية لمنتخب الجديد، أم إن هناك خلطاً وتداخلاً في كل شيء، وارتجالية في القرار وعشوائية في المنهج، ولماذا لا يكون هذا المنتخب بالذات بداية مشروع نهضوي سلوي، وليس مجرد إشراقة لا تلبث أن تخبو، أو شذرة مصيرها المحتوم الاضمحلال، وهل سيبقى المنتخب الأول هاجساً يؤرق المعنيين بالأمر، ودون أن يحشدوا له كل الطاقات والإمكانات، مكتفين بالبكاء على الأطلال، وإلقاء اللائمة على الظروف الراهنة التي حالت دون أن تثمر مجهوداتهم المخلصة والمضنية.
يبقى المنتخب الأول في بوتقة الاهتمام ودائرة الضوء والتفاصيل الدقيقة، والجزئيات المملة تظل معيناً لا ينضب للأحاديث والتجاذبات، وقضية المدرب الجديد لمنتخب السلة في مرمى جميع المهتمين والمتابعين، وربما المتلهفين لمعرفة هويته، وتحديد قدراته على قلب الأمور، وتغيير الأحوال، ونسيان الهزات السابقة التي تعرضت لها منتخباتنا في الفترات الماضية، لأن موضوع التعاقد مع مدرب أجنبي قد حسمه المكتب التنفيذي حسب قول نائبه ماهر خياطة الذي أكد أنه في ظل الظروف المالية الصعبة لا يمكن التعاقد مع أي مدرب أجنبي، وسيتم التعاقد مع مدرب وطني لقيادة المنتخب في التصفيات المقبلة.

مدرب وطني

يبدو أن موضوع استلام مدرب وطني بات محفوفاً بالمخاطر الجمة بعد العديد من التجارب قريبة العهد، إضافة إلى سلسلة من الانتقادات والتشكيك بقدرات كوادرنا المحلية، وبين المدرب الوطني الحذر وخيارات المدربين الأجانب العاديين الذين ابتلت بهم منتخباتنا في المراحل السابقة وبحسب الإمكانات المتاحة، لابد من حسم الموضوع، لكن هناك من يتضامن مع المحلي، ويعتبره البلسم الشافي لأسقام سلتنا، وهناك من يعتقد أن الأجنبي ذا المستوى العالي الذي يقبض آلاف الدولارات وكل شيء يحرز ثمنه، هو الحل الأمثل لمشكلة تدخل هذا وذاك في اختيار اللاعبين والتشكيلة وطريقة اللعبة وغيرها من الأمور.
لن يجد اتحاد السلة أي حلول تلوح بالأفق حيال التعاقد مع مدرب أجنبي لأن المكتب التنفيذي قطع عليه الطريق، لذلك على الاتحاد الإسراع في تكليف كادر وطني جيد من أجل انتقاء اللاعبين الأفضل والأجهز لتمثيل المنتخب أثناء سير مباريات الدوري الحالية، والتي تعتبر فرصة مناسبة لأي مدرب لاختيار ما يراه مناسباً، ومن ثم البدء بالتحضيرات فور الانتهاء من مشوار الدوري العام، وسلتنا تمتلك كوادر وطنية يشهد لها بالخبرة والمعرفة أمثال المدربين هيثم جميل، وهادي درويش، وخالد أبو طوق، وعزام الحسين.
وإذا كان اتحاد كرة السلة حيادياً وعادلاً، فإن المدرب هيثم جميل هو الأقرب والأنسب لمصلحة المنتخب نظراً لتفرغه وعدم ارتباطه مع أي فريق، وخبرته الكبيرة في معرفة اللاعبين الذين أشرف على أغلبيتهم في مراحل سابقة من إعداد المنتخبات الوطنية، إضافة لمتابعته المستمرة للعلوم الحديثة لكرة السلة التي يفتقدها الكثير من مدربين المحليين نتيجة الظروف التي أحاطت بعملهم خلال الفترة الماضية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن