رياضة

كأس الأمم الإفريقية بنسختها الثانية والثلاثين-3 … أساطير صنعتها البطولة وأخرى أخزتها

| خالد عرنوس

نواصل الحديث عن كأس الأمم الإفريقية التي تنطلق منافسات نسختها رقم 32 خلال أيام قليلة على الأراضي المصرية بمشاركة قياسية (24 منتخباً) ونصل اليوم إلى نجوم البطولة التاريخيين وأبرز أرقامهم من حيث خوض عدد المباريات وعدد الأهداف بداية من الديبة والجوهري وليس انتهاءً بأحمد حسن ومروراً بلوران بوكو وساليف كيتا ومولامبا وعبد الرزاق وعبيدي بيليه وروجيه ميلا وفراس وماجر وكالوشيا بواليا وحسام حسن ويكيني ودروغبا والقائمة تطول إلى بعض الإنجازات الأخرى التي سطرها هؤلاء من لقب الهداف إلى أحسن لاعب أو حتى تأثير بعضهم الكبير في مسيرة البطولة وغيرهم ولا ننسى التذكير بأبرز النجوم الذين لم يكتب لهم التتويج بلقب العرس القاري الأسمر.

الأسد الكاميروني
تبقى الإنجازات الفردية مهمة كثيرة في تاريخ كرة القدم وخاصة أنها ترسم الطريق نحو الأمجاد وتلعب دوراً كبيراً فيها، وبالطبع فإن 31 نسخة من كأس الأمم الإفريقية تحمل الكثير من الأرقام الشخصية وإن لم يرق بعضها إلى بطولات قارية أخرى لكنها خلدت عدداً من الأسماء الكبيرة التي لا يمكن إغفالها عند الحديث عن تاريخ البطولة، وبما أن الأهداف هي ملح اللعبة فنبدأ الحديث عن نجوم التهديف.
ويأتي في مقدمة هذه الأسماء الهداف التاريخي للمسابقة الكاميروني صامويل إيتو الذي سجل أرقاماً عديدة ضمن مسيرته الطويلة مع الأسود غير المروضة، فقد تصدر لاعب الريال والبرشا وإنتر قائمة هدافي البطولة التاريخيين برصيد 18 هدفاً ويبدو أنه في مأمن من تحطيم رقمه مع اعتزال القريبين منه وبعد الهدافين الحاليين وخاصة أن العرس الإفريقي لم يعرف تسجيل أرقام كبيرة للهدافين في بطولة واحدة، وقد سجل إيتو (38 عاماً) أهدافه في ست نسخ متتالية شارك بها بين 2000 و2010، ويحسب له أنه توج بلقب الهداف في أربع نسخ منها (منها اثنتان بشكل منفرد) برصيد 5 أهداف في بطولتي 2006 و2008، وقد آثر إيتو الابتعاد عن المنتخب منذ عام على الرغم من عدم اعتزاله حتى الآن وهو محترف في نادي قطر القطري.
ويعتبر كالوشا بواليا النجم الزامبي السابق ورئيس اتحاد بلاده حالياً الوحيد الذي قلد إيتو بالتسجيل في 6 نسخ لكنه اكتفى بـ10 أهداف بين 1986 و2000 ويحسب للكاميروني أنه ساهم بتتويج بلاده باللقب مرتين على حين بواليا لم يظفر به في حياته وقد خسر نهائي 1994، كان بواليا أحد الناجين من منتخب بلاده يوم سقطت الطائرة بهم وقتل معظمهم يومها عام 1993، وسجل العاجي الأشهر ديديه دروغبا في 5 نسخ بين 2006 و2013 لكنه أخفق بالتتويج والأنكى أن أفيال ساحل العاج توجوا باللقب عقب رحيله عن المنتخب.

أيقونة الأفيال
وإذا كان دروغبا هو النجم الأكثر شهرة بين أقرانه العاجيين فإن مواطنه لوران بوكو سبقه إلى دخول التاريخ الإفريقي ومازال حيث سجل 14 هدفاً في نسختي 1968 و1970، بواقع 8 أهداف في الأولى و6 في الثانية ليحتل المركز الثاني بصدارة هدافي البطولة علماً أنه توج هدافاً للنسختين، أما رقمه في النسخة الأولى فيعد ثاني أفضل رصيد لهداف في نسخة واحدة ولسوء حظه لم يتوج بدوره بالكأس.
أما الهداف الأعلى في بطولة واحدة فليس سوى الزائيري نداي مولامبا الذي قاد منتخب بلاده إلى لقبه الثاني عام 1974 على الأراضي المصرية وقد سجل 9 أهداف وساهم بوصول فريقه ليكون ممثل إفريقيــا في المونديــال الألماني أيامهــا.
ويعتبر النيجيري الراحل رشيدي يكيني أحد نجوم البطولة وهدافيها وقد سجل ما مجموعه 13 هدفاً في 4 بطولات وتوج هدافاً لنسختي 1992 و1994 والأهم أنه قاد النسور المحلقة إلى اللقب في الثانية، أما أفضل هداف عربي فهو حسن الشاذلي أحد قلة من اللاعبين المصريين الذي تألقوا خارج القطبين (الأهلي والزمالك) وسجل 12 هدفاً توج بنصفها هدافاً لبطولة 1963.
العجوز الراقص
ويعد الكاميروني روجيه ميلا أحد أبرز الوجود الإفريقية على مستوى اللعبة وذلك بعد ظهوره اللافت في مونديال 1990، فقد أبدع بأهدافه الأربعة يومها ورقصته الجميلة وقد برع روجيه ميلا في حقبة الثمانينيات عندما قاد الأسود إلى اللقب مرتين والوصافة مرة وتوج مرتين بلقب الهداف ومنها 1988 بهدفين مشاركة مع ثلاثة نجوم آخرين، وشكل الأسد العجوز صورة ناصعة لإفريقيا رغم عدم ظهوره مع أندية كبيرة في القارة العجوز لكن بصماته في البطولة القارية واضحة وجلية.
وعندما نذكر العواجيز فلا يمكن إغفال المهاجم المصري الفذ حسام حسن أحد هدافي البطولة (11 هدفاً) مشاركة مع الكاميروني مبوما والعاجي ديديه دروغبا وينفرد حسام حسن بأكثر من رقم حيث كان أكبر مسجل بعمر 39 سنة و172 يوماً عندما هز شباك الكونغو الديمقراطية في بطولة 2006 وهو أول من توج باللقب 3 مرات يومها والوحيد الذي توج بلقبين بفارق 20 سنة (1986 و2006)، وهو أحد هدافي 1998 بواقع 7 أهداف مشاركة مع الجنوب إفريقي مكارثي.
وقبل أن نغلق ملف العواجيز لا بد من ذكر حارس المرمى المصري عصام الحضري أكبر مشارك في البطولة وذلك بعمر 44 سنة و21 يوماً عندما خاض نهائي 2017، وأصبح يومها ثاني لاعب يخوض أربع مباريات نهائية ولا ننسى أنه شارك في 7 نسخ وكان حاضراً مع منتخب بلاده عندما توج باللقب 4 مرات بين 1998 و2010 إلا أنه لم يشارك في نسخة 1998، ولا ننسى أن الحضري أصبح أكبر لاعب يظهر بالمونديال في روسيا 2018.

عميد المصريين
وإذا كان حسام حسن أحد أساطير الكرة الإفريقية ولقبه العميد باعتباره الهداف الأعلى لمنتخب مصر وكان أكثر خوضاً للمباريات الدولية (69 هدفاً في 169 مباراة) فإن زميله وخلفه أحمد حسن فهو تخطى كل أرقام حسام (عدا الأهداف) فقد أصبح الأكثر خوضاً للمباريات الدولية (184 مباراة) وهو رقم قياسي على مستوى العالم، وأصبح الوحيد الذي يتوج بكأس إفريقية في 4 مناسبات، ويتصدر قائمة الأكثر خوضاً للبطولة من حيث عدد النسخ وكذلك من حيث عدد المباريات.
ويشارك أحمد حسن بعدد المشاركات الكاميروني الراحل ريغوبرت سونغ أحد أشهر مدافعي القارة السمراء وقد ظهر في ثماني نسخ في الفترة ذاتها بين 1996 و2010 يحسب لسونغ الذي كان سيئ الحظ مونديالياً أنه حمل لقب البطولة عامي 2000 و2002 وسبق له اللعب في أندية فرنسية وإنكليزية وتركية.
ويلي حسن وسونغ على لائحة الأكثر ظهوراً الحضري وحسام حسن ثلاثة لاعبين من ساحل العاج بينهم كولو توريه أحد أشهر المدافعين في بلاده والذي لعب لأندية مانشستر سيتي والآرسنال وليفربول في إنكلترا وقد خاض هؤلاء منافسات 7 نسخ ومعهم الكاميروني جيريمي نيتجاب والمالي سيدو كيتا وهما من الأسماء الكبيرة أيضاً وقد لعبا للريال والبرشا على التوالي.
وإذا كان حسام حسن والحضري هما الأكبر سناً بين اللاعبين والهدافين في العرس الإفريقي فإن الغابوني الذي يدعى شيفا نزوغو سجل المجد من طرفيه عند ذكر الأصغر فقد كان أصغر لاعب في البطولة بعمر 16 عاماً و93 يوماً عندما لعب مباراة جنوب إفريقية في بطولة 2000 وسجل أحد أهداف فريقه يومها فبات المسجل الأصغر.

فرصة تاريخية
الكل ينتظر النسخة القادمة لكن أسامواه جيان سيكون على أحر من الجمر فهذا المهاجم الغاني المخضرم الذي يتطلع لقيادة النجوم السود إلى سدة التتويج من جديد لم يكن من الهدافين الأعلى في تاريخ البطولة ولم يسبق له التتويج فيها جماعياً أو فردياً لكنه سجل في 6 نسخ سابقة بواقع (8 أهداف) وفي حال تسجيله سيصبح الأكثر تسجيلاً في 7 نسخ متقدماً على إيتو وبواليا، وكان جيان اعتذر قبل فترة عن خوض البطولة بسبب سحب شارة القيادة منه إلا أنه عاد ليشارك برغبة خاصة من رئيس بلاده.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن