قمة «سيكا» تعارض سياسة الإجراءات القسرية الأحادية الجانب … بوتين: من الضروري دعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية
| وكالات
في وقت أكدت قمة «سيكا»، معارضتها سياسة الإجراءات القسرية الأحادية الجانب، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه من الضروري دعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، بعد يوم من تأكيده أن بلاده ستواصل دعم سورية حتى القضاء على الإرهاب نهائياً في جميع أراضيها.
وقال بوتين في كلمة له أمس خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الخامسة لرؤساء دول مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا «سيكا» بالعاصمة الطاجيكية دوشنبه، بحسب وكالة «سانا» للأنباء: إن «سورية حررت معظم أراضيها من الإرهاب ومن الضروري دعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها والتمسك بما تم التوصل إليه من اتفاقات في إطار منصة أستانا وتسهيل المجتمع الدولي عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم».
وبين بوتين، أنه لا يمكن ضمان الاستقرار في آسيا والعالم إلا بتسوية الأزمات عن طريق الحوار والتوحد في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه.
وشدد على ضرورة مواصلة العمل على كشف التنظيمات الإرهابية والقضاء على الأفكار المتطرفة وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب ومنع وصول الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل الأخرى إلى أيدي الإرهابيين.
وبشأن الاتفاق النووي مع إيران أشار بوتين بحسب «سانا» إلى أن الجميع قلق بشأن الاتفاق وأن انسحاب الولايات المتحدة منه يهدد الاستقرار في المنطقة ويؤثر بشكل فعلي على نظام منع انتشار الأسلحة النووية، مشدداً ضرورة التزام جميع الأطراف بتنفيذ تعهداتها بموجب الاتفاق.
من جهتها، نقلت مواقع إلكترونية معارضة، عن وكالة «تاس» الروسية للأنباء، أن بوتين قال: «إن تحسين الوضع في سورية يتطلب إصلاحات سياسية»، وأضاف: «نحن نعتقد أن استقرار الوضع في سورية أمر حاسم لضمان الأمن في منطقتنا»، مشيراً إلى أنه «من المهم تمهيد الطريق للإصلاحات السياسية في البلاد بأسرع وقت ممكن».
واعتبر الرئيس الروسي أن التنسيق بين روسيا وإيران وتركيا (ضامني مسار أستانة) في إطار مسار «أستانة» يحقق «نتائج إيجابية»، وتابع: «سنعمل على تسهيل العملية داخل سورية، بما في ذلك تشكيل وإطلاق اللجنة الدستورية».
يأتي ذلك بعد يوم على تأكيد بوتين في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الـ19 لمنظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت أول من أمس في العاصمة القرغيزية بيشكيك، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن مكافحة الإرهاب من أهم الأولويات وأن روسيا ستواصل تقديم الدعم لسورية حتى القضاء على الإرهاب نهائياً في إدلب وجميع الأراضي السورية، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم جهود عملية إعادة الإعمار وزيادة حجم المساعدات الإنسانية بعيداً عن التسييس.
كما دعا الرئيس الروسي إلى تنشيط عمل لجنة مناقشة الدستور لتمارس مهامها.
وأجرى الرئيس الروسي، لقاء قصيراً مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان قبيل انطلاق قمة «سيكا».
وأفاد الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، وفق وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، بأن بوتين وأردوغان «أجريا حواراً قصيراً» استغرق عدة دقائق، من دون تقديم أي تفاصيل أخرى، مضيفاً: إن وزيري خارجية البلدين شاركا أيضاً في اللقاء.
وجاء في البيان الختامي لقمة «سيكا» وفق وكالة «إنترفاكس»: أن خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بالاتفاق النووي مع إيران أكدت فعاليتها وليس لها أي بديل.
كما أعربت القمة في بيانها عن الترحيب بتنفيذ إيران الكامل لكل التزاماتها في المجال النووي.
وأضاف البيان: «ندعو كل الأطراف الأخرى لتنفيذ التزاماتها بالكامل وفق خطة العمل المشتركة الشاملة وقرار مجلس الأمن رقم 2231 وذلك لتحقيق الأهداف المشتركة في وقتها وبالطريقة المحددة».
وأكد المشاركون في القمة التزامهم بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس معربين عن رفضهم أي قرار أحادي الجانب يمكن أن يؤدي إلى تغيير الوضع الراهن في القدس المحتلة.
وفي وقت تعاني فيه سورية والشعب السوري من الإرهاب الاقتصادي من قبل أميركا وحلفائها الغربيين والعرب، عبر العقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب، الغير شرعية، قال البيان الختامي للقمة: «مع الأخذ بعين الاعتبار ميثاق الأمم المتحدة والقواعد المعترف بها ومبادئ القانون الدولي نرفض أي ضغوط سياسية واقتصادية غير شرعية على أي دولة من الدول المشاركة في القمة وخاصة الدول التي تعاني شعوبها من العواقب السلبية للإجراءات القسرية الأحادية الجانب في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية».
وشدد البيان على التمسك بمبادئ القانون الدولي بما في ذلك عدم قبول استخدام القوانين الوطنية خارج حدودها خلافاً لمبادئ القانون الدولي.
وتعهدت الدول المشاركة في القمة بمنع استخدام أراضيها من قبل أي حركات وهيئات انفصالية مؤكدة «التمسك بالنظام التجاري المتعدد الجوانب المكشوف والشفاف وغير التمييزي والمعتمد على القواعد والذي تم إنشاؤه على أساس منظمة التجارة العالمية مع الأخذ بعين الاعتبار عملية إصلاحها ومعارضة كل أشكال سياسة الحمائية».
وبدأت في وقت سابق من يوم أمس في دوشنبه أعمال القمة الخامسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا «سيكا» بمشاركة عشرات الدول بينها روسيا وإيران.
وشارك في القمة أكثر من 26 دولة بما فيها روسيا والصين وإيران والولايات المتحدة وغيرها إضافة إلى منظمات الهجرة العالمية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.