في سياق سياستها الاحتلالية والاستفزازات التي تمارسها ضد سورية وحلفائها تقوم حكومة كيان الاحتلال «الإسرائيلي» في جلستها الأسبوعية اليوم بالتصويت على تسمية مستوطنة جديدة في الجولان العربي السوري المحتل باسم «هضبة ترامب».
وذكرت وسائل إعلام «إسرائيلية»، أن حكومة الكيان ستصادق اليوم على إنشاء تجمع سكاني جديد باسم «هضبة ترامب» أي باسم الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، وذلك «عرفاناً» من الاحتلال باعتراف ترامب بـ«السيادة الإسرائيلية» على الجولان المحتل، بحسب ما ذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني.
وذكر إعلام الاحتلال، أن جلسة الحكومة «الإسرائيلية» ستعقد في تجمع «سيلا» في الجولان المحتل، حيث سيصادقون على إنشاء التجمع الجديد.
ووقع الرئيس ترامب في آذار 2019 إعلاناً اعترف بموجبه بـ«سيادة إسرائيل» على الجولان المحتل، وقال حينها في البيت الأبيض وإلى جانبه رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو: «لقد جرى التخطيط لهذا الأمر منذ فترة»، على حين وصف نتنياهو الاعتراف بـ«التاريخي».
وفي وقت لاقت الخطوة الأميركية – «الإسرائيلية» رفض وتنديد كبير حتى من حلفاء واشنطن، أشارت العديد من التقارير الإعلامية، وكذلك السفير الأميركي السابق في دمشق، روبرت فورد، حينها إلى أن الإعلان الأميركي جاء لإنقاذ نتنياهو في الانتخابات «الإسرائيلية» التي جرت مؤخراً، كما أنه كان بمثابة رشوة من ترامب المأزوم داخلياً للحصول على دعم اللوبي الصهيوني داخل أميركا.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية صوتت في منتصف تشرين الثاني 2018، للمرة الأولى ضد قرار أممي يعتبر ضم «إسرائيل» للجولان «لاغياً وليس في محله».
وتحتل «إسرائيل» منذ عدوان حزيران 1967 نحو 1200 كيلومتر مربع من الجولان في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، في حين بقي نحو 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية.
ويعتبر الجزء المحتل من الجولان، حسب القانون الدولي، أرضاً محتلة، ويسري عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لعام 1967، الذي ينص على ضرورة انسحاب كيان الاحتلال منها.
وفي كانون الثاني 1981 تبنى البرلمان «الإسرائيلي» قانوناً أعلن «سيادة إسرائيل» على الجولان، لكن مجلس الأمن الدولي رفض هذا القرار، في حين أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عدم شرعية احتلال الهضبة داعية إلى إعادتها لسورية.
تأتي الخطوة «الإسرائيلية» الأخيرة بالترافق مع أنباء حول اجتماع أميركي- روسي- «إسرائيلي» في القدس المحتلة خلال الشهر الجاري، لا بد أن الملف السوري سيكون على رأس المباحثات، وخصوصاً مسألة الجولان المحتل، ما يشير إلى تصعيد «إسرائيلي» تجاه موسكو استباقاً لهذا الاجتماع.
في غضون ذلك، عاش سكان قرية بقعاثا في الجولان المحتل، ومستوطنتي «أودم» و«مروم» حالة هلع إثر إطلاق صافرات الإنذار، الذي جاء بعد اختراق طائرة مسيرة لبنانية أجواء المنطقة الخاضعة لسلطات الاحتلال.
وذكر جيش الاحتلال في بيان، بحسب «روسيا اليوم»، أن إطلاق الإنذار يأتي «ضمن تجربة صافرات جديدة تم تركيبها في الجولان، استعداداً لأي طارئ».
لكن البيان لم يبدد حالة الهلع التي انتشرت، لاسيما بعد الإعلان عن اختراق طائرة مسيرة من لبنان باتجاه المستوطنات «الإسرائيلية» وعودتها إلى لبنان.
وبحسب موقع «إندبندنت عربية»، فقد رصدت أجهزة الرقابة الخاصة بالاحتلال، الطائرة عند عودتها، من دون إمكانية إسقاطها، وأشار الموقع إلى أن التحقيقات مستمرة لمعرفة الأسباب وراء هذا الحدث الخاطف، والتأكد من احتمالية أن تكون الطائرة صورت أماكن إستراتيجية مهمة أو رصدت تحركات.
ونقل الموقع عن خبراء قولهم: إن «اختراق الطائرة خطوة أولى تنذر بخطر احتمالات تصعيد مفاجئ في المنطقة الحدودية بين لبنان وسورية وإسرائيل»، وبأنه «رد غير معلن على القصف الإسرائيلي المتكرر على سورية، وكان آخره قصف مواقع عسكرية في درعا والقنيطرة».