رسالة سورية جسدها أطفال موهوبون حملت بين ثناياها الكثير من السلام والمحبة والقيم الإنسانية النبيلة، ليسجلوا بصمتهم وخبايا ثقافتهم من خلال المعرض الذي أقامته منظمة (ألوان من أجل السلام) العالمية في ألبانيا.
وتعتبر هذه المشاركة استكمالاً لمشروع (ألوان وأفكار من أجل السلام لسورية) الذي أطلقته وزارة التربية عام 2017، بالتعاون مع صالة (ألف نون) للفنون والروحانيات في إطار تشجيع الحركة الفنية ونشر الطاقة الإيجابية للطلاب في جميع المدارس من خلال رسم لوحات تعبر في مضمونها عن التسامح الذي يمثل شعار المشروع.
وجل ما سجله الأطفال في موضوعاتهم التي تقارب 15 عملاً المحبة والسلام في المدارس وأولوية الوطن في حياتهم، وكان واضحاً تأثرهم بالحرب وآثارها على المجتمع كما كان الجندي العربي السوري والعلم السوري حاضرين في أغلبها.
وعن مشاركة سورية في المبادرة العالمية قال الفنان التشكيلي بديع جحجاح ومدير صالة (ألف نون) في تصريح لـ«الوطن»: «الفن ثقافة إنسانية توحد النوع الإنساني وترتقي به عبر ترسيخ قيم الحق والخير والجمال وبناء جسور الصداقة لعبور الثقافات فيما بينها»، وكان المشروع انطلق في سورية من مسابقة رسومات مرفقة بجملة اشترك فيها الطلاب من جميع المراحل العمرية، اختير من بينهم مجموعة من الأعمال لتشارك في المعرض الحالي الذي تضمن رسوماً لأطفال من 86 دولة في العالم.
مبيناً أن إقامة هذه الفعالية في ألبانيا بلد الأم تيريزا تعكس رسالة المعرض في نشر التسامح والسلام.
وسيتم اختيار اللوحات الفائزة في المعرض عبر سفراء منظمة ألوان من أجل السلام كأعضاء في لجنة التحكيم الدولية وهم من سورية الفنان جحجاح ومن الإمارات عبيد خميس السويدي ومن الأرجنتين ماريانا تورشيو وبابلو سانشيز ومن المكسيك ميريام كرويشرو نورما مدينا وجينارو جايمس ومن نيبال أجاي ديشار ويونغ بيكاس.
وكانت الفكرة والمبادرة بدأت من خلال رئيس منظمة «ألوان من أجل السلام» أنطونيو جيانيلي لدعم الحديقة الوطنية الإيطالية للسلام في (سانتانا دي ستازما، توسكانا) حيث قتل الأطفال والنساء خلال الحرب العالمية الثانية في هذه الحديقة، وتعد هذه هي الحديقة الثالثة للسلام في العالم بين هيروشيما وناغازاكي.
ومن جهته أكد رئيس المنظمة أنطونيو جيانيلي أننا: «قررنا نقل صوت الأطفال إلى العالم من خلال رسوماتهم من أجل السلام والعمل تم دعمه في مناطق مختلفة من العالم ومن خلال سفراء الألوان من أجل السلام».
وكانت صحيفة مارجوتيانا آرت فورتي دي تناولت في أحد أعدادها 57 مبادرة لمنظمة ألوان من أجل السلام ووصفتها بكونها واحدة من أكثر المعارض الفنية نجاحاً وشهرة التي حدثت في إيطاليا مبينة أن المعرض القادم بعد تيرانا بألبانيا سيقام في الإمارات والمكسيك والأرجنتين ونيبال وسورية.