قال المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران حسين أمير عبد اللهيان إن خطوات إيران اللاحقة بعد مهلة الستين يوماً التي منحتها للأوروبيين لتنفيذ التزاماتهم بموجب الاتفاق النووي لن تكون في صالح أميركا.
وقال عبد اللهيان في تصريح للقناة الأولى في التلفزيون الإيراني إن «الغربيين تصوروا بأن إيران ستستمر في تنفيذ الاتفاق النووي من دون الحصول على منافع من ورائه وستولي الاهتمام لوعودهم» مضيفاً إن «المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اتخذ قراراً دقيقا بهذا الصدد وكان بمنزلة صدمة جادة لأميركا والغرب.
وأوضح أن القرارات العقلانية والعملية التي اتخذتها إيران حثت الغرب على «بذل جهود جادة».
في غضون ذلك أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي أن الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة ضد الشعب الإيراني تستهدف الأمن والاستقرار في كل أنحاء المنطقة وتتسبب بمزيد من التصعيد فيها.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن عراقجي قوله خلال لقائه رئيسة لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الفرنسي ماريل دوسارنز في طهران أن «الاتفاق النووي يعد التجربة الناجحة الوحيدة لحل الخلافات عبر الحوار في منطقة غرب آسيا المضطربة إلا أن أميركا جعلت هذا الاتفاق والدبلوماسية والتعددية عرضة للتهديد والفشل بخروجها منه».
هذا وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أمس أن إيران ستعلن خطوات إضافية اليوم الإثنين للحد من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
وقالت إيران الشهر الماضي إنها ستبدأ في تخصيب اليورانيوم لدرجة أعلى إلا إذا تمكنت قوى عالمية من حماية اقتصادها من تبعات العقوبات الأميركية خلال 60 يوماً.
كما أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن الوعود التي قدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والدول الأوروبية للرئيس الإيراني حسن روحاني بالحفاظ على الاتفاق النووي لم تتحقق كما أن القناة المالية الأوروبية «اينستكس» بقيت حبراً على ورق.
وقال لاريجاني لدى استقباله رئيسة لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الفرنسي ماريل دوسارنيز إنه «لا يمكن مواصلة التعاون الاقتصادي بين البلدين ما لم تتوفر إمكانية تسيير العلاقات المصرفية».
وشهد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران مزيدا من التصعيد في الأيام الماضية إذ اتهمت واشنطن طهران بتنفيذ هجمات يوم الخميس على ناقلتي نفط. ونفت إيران ذلك.
وفي هذا السياق قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني أن الاستهدافات المشبوهة لناقلات النفط في بحر عمان هي تتمة لمسلسل استهداف إيران.
ولفت لاريجاني إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يقدم نصائح لإيران باستخدام الدبلوماسية في الوقت الذي تتخذ فيه بلاده إجراءات إرهابية اقتصادية وتفرض أشد أنواع الحظر ضد الشعب الإيراني متسائلا «هل هذه خطوة دبلوماسية.. وهل انتهاك الاتفاق النووي والحرب الاقتصادية ضد الشعب الإيراني هو عمل سياسي».
بدوره أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن الادعاءات والمزاعم التي تحمل إيران مسؤولية الوضع المتوتر في بحر عمان لا يمكن التعويل عليها أو أخذها بعين الاعتبار.
وأكد بيسكوف أن «حديث البعض عن وجود نوع من المعلومات السرية حول ما حدث في بحر عمان أمر سخيف».
في المقابل جدد وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، تحميل إيران المسؤولية عن استهداف الناقلتين في بحر عمان، الخميس الماضي، معتبراً أن هذا الأمر «مؤكد تقريباً».
بدورها استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير البريطاني في طهران راب مكاير للاحتجاج على تصريحات وزير الخارجية البريطاني ومماشاته للمزاعم الأميركية بضلوع إيران بحادثة ناقلتي النفط في خليج عمان.