رياضة

العودة المنتظرة..

| مالك حمود

ذات يوم وقف القيادي الرياضي المتميز والراحل مروان عرفات في أحد مؤتمراتنا الرياضية متحدثا بحرقة وألم عن غياب سورية عن العديد من مفاصل العمل في الاتحادات الدولية والقارية والإقليمية أيضاً.
الكلام مضى عليه أكثر من عشر سنوات، لتأتي الأزمة وتزيد الطين بلة، وتدخل رياضتنا في دوامة الحصار المرير وآثاره ومنعكساته المزعجة والمقيتة، وفي الأسبوع الماضي استقبلت الأوساط السلوية خبر فوز رئيس الاتحاد السوري لكرة السلة جلال نقرش بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة السلة.
الخبر أعطى سورية مكانة جديدة في اتحاد قاري، وقبلها كان انتخاب عضو الاتحاد السوري لكرة السلة جاك باشياني عضواً في اتحاد غرب آسيا لكرة السلة.
الحضور السوري مطلوب في هذه المؤسسات الرياضية الدولية، وفي هذه المرحلة بالذات وخصوصاً بعد ما عانته رياضتنا من حصار خانق، ويعد إنجازاً دولياً، لكن تبقى أهمية ذلك الإنجاز مرهونة في فاعلية التمثيل، فالرياضة السورية ليست بحاجة لمناصب ولا تسميات دولية أو شرفية، والمطلوب استثمار هذه المكانة بأقصى فاعلية، وثمة نقاط مهمة تترتب في أجندة العمل القادمة.
فالبطولات الآسيوية لكرة السلة سواء على صعيد الأندية أم منتخبات الفئات العمرية بحاجة لإعادة نظر.
فالوضوح مطلوب في النسخ القادمة من بطولات الأندية للرجال منعاً لتكرار ما حصل من انسحابات في البطولة الأخيرة التي جرت في بيروت.! والدراسة المتأنية لبطولات منتخبات الفئات العمرية مطلوبة أيضاً وبإلحاح، إذاً لا يجوز إقامة مسابقاتها خلال العام الدراسي، وكل لاعبي هذه الفئات سواء الناشئون أم الشباب هم من الطلبة والمشاركة تشكل عليهم عبئاً كبيراً، ومنهم من لا يمكنه السفر حرصاً على تحصيله العلمي، فالمشاركة لا تقتصر على أيام البطولة، فالمشكلة الحقيقية بما يسبقها من معسكرات تحضيرية محلية أو دولية، ما يعني انقطاع اللاعب عن تواصله الدراسي قرابة الشهر! فهل يعقل ذلك؟!
ولماذا لا نستثمر فصل الصيف في مسابقات وبطولات كهذه؟
الكلام لا يقتصر على المسابقات، فالمطلوب الدعم الفني على صعيد المدربين والحكام والإدارة، وكسب ما أمكن من مساعدات لسلة عانت الويلات في الأزمة، والأهم البحث الجاد والسريع والفاعل في كيفية رفع الحظر عن السلة السورية، كي تلعب في أرضها وأمام جماهيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن