من دفتر الوطن

تحدي الكبار!

| عبد الفتاح العوض

هذا التحدي خاص فقط بالمسؤولين.. وأولئك الذين يعتبرون أنفسهم مسؤولين وأولئك الذين يسيرون على هذا الدرب.
التحدي يقوم على ذكر مسؤول تولى منصباً واستطاع أن يحدث تغييراً ملموساً يشعر به الناس بحق وليس مجرد تحسينات تجميلية، «وجود حالات نادرة هنا أو هناك لا يغيّر من الأمر شيئاً».
مسؤول واحد فقط.. ليقل إنه استطاع فعلاً أن يقدم رؤية وينفذها وتصل إلى الناس.
منذ سنوات طويلة وحتى ما قبل الأزمة تحدث كثيرون عن إمكاناتهم وبدا كما لو أننا في بلد يمتلك كل من فيه العصا السحرية التي ما إن يحركها حتى تتحرك الأشياء إلى أماكنها الصحيحة.
لكن الذي يحدث أن كل المؤسسات ما زالت على حالها وربما بعضها من سيئ إلى أسوأ.
الحرب لعنة أصابت كل شيء في سورية وبالتالي لا يمكن أبداً تجاهل ما أحدثته.. لكن عندما تسمع إلى المنظرين وهم يتحدثون عن قدراتهم وإمكاناتهم، وأنهم سيفعلون ويفعلون ثم ننتظر فلا نجد إلا السراب.
خلال الفترة السابقة كشفت عورات معظم القطاعات، وأصبحت ظاهرة للعيان، وأكثر من ذلك أصبح المسؤولون عنها لا يجدون أنهم مضطرون للتفسير أو التبرير.
إذا تحدثنا في الاقتصاد فإننا نرى كل الأشياء بطريقة ملموسة، الدولار يصعد، الأسعار ترتفع، ومع ذلك لا يوجد من يتحدث لنا لماذا وكيف وإلى متى؟
الرواتب والأجور متدنية وضعيفة، والكل يعرف أنها لا تشكل أبداً إلا الجزء الصغير من تكاليف الأسرة السورية، ومع ذلك لا أحد يسأل من أين يأتي الناس بما يسد النقص في تكاليف حياتهم من حلال أم من حرام، من أبواب مشروعة أم من أبواب مشرعة على الخطايا، ثم لا أحد يقول متى وكيف الحل؟
حتى الرياضة نخسر كل فترة ولا أحد يستطيع أن يتحمل مسؤولية هذه الخسارات، ويقف بشجاعة ليقول: أنا مسؤول عن هذه الخسارات، وقدموا آخرين ليعطوا ما لديهم! مع علمنا المسبق أن الآخرين أيضاً لن يكونوا أفضل حالاً.
خبر الحكومة الأخير الذي فيه توزيع دجاجات على المواطنين يعبر عن مدى الفقر في الأفكار والوصول إلى مرحلة من القبول بالأشياء الصغيرة التي كان من الممكن أن تقوم بها بلديات ووحدات إدارية أصغر وجمعيات محلية وليس خبراً حكومياً!
مسؤول بعد مسؤول ولا شيء يتغير..
ونقرأ تصريحات لمنظرين وأكاديميين، ونتوقع أن لديهم شيئاً من الحلول والاقتراحات فنجد أن معظمهم لا يقدم لك غير صورة عن المشكلة تكبيراً وتصغيراً حسب مزاجه وقدراته.
ذات يوم كنت قد اقترحت أن يكون «مزاد» على الإنجاز في المناصب الحكومية.
بمعنى أن الذي يرغب في منصب حكومي يقدم «عرضاً» محدداً يذكر فيه قدراته على الإنجاز ويعد بنتائج قابلة للقياس، ويعطى المنصب لمن يقدم العرض الأفضل.
إذا كان لدينا فندق نعطيه لشركة إدارة، مؤسساتنا أهم من فنادقنا، ولا أقترح أن نعطيها لشركات إدارة بل نعطي إداراتها لكل من يملك القدرة والإمكانية الذي يقدم العرض الأفضل.
كفانا تجريباً.. في كل مرة نشعر أننا نبدأ من الصفر!

أقوال:
– إذا وليت أمراً أو منصباً فأبعد عنك الأشرار فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك.
– احذر اللئيم اذا أكرمته، والرذيل إذا قدمته والسفيه إذا رفعته.
– عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردد شره بالإنعام عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن