من ملفات الدوري الممتاز لكرة القدم.. صراع محموم … سباق الدوري حسمه الفريق الأكثر استقراراً والأطول نفساً
| نورس النجار
المطلع على الموسم الكروي من بدايته لنهايته يعلم أن مقولة لكل مجتهد نصيب صحيحة وغلطة الشاطر بألف أصح.
بعد نهاية المنافسات وجدنا أن البطولة حسمها الفريق صاحب النفس الطويل والأكثر استقراراً عن غيره، وكذلك الأمر بالنسبة لصراع الهبوط، الضوء اليوم نسلطه على منافسات الدوري بين فرق المقدمة وفرق المؤخرة فنجد أن سباق الدوري بين الجيش وتشرين كان من أروع السباقات إثارة، وربما روعته تكمن في حدة المنافسة واستمرارها أسبوعاً بعد أسبوع، أغلبية مراحل الدوري كان تشرين هو السبَّاق لكن عثراته في المراحل القاتلة جعلت الجيش يسبقه، الوحدة كان متسابقاً شرساً وابتداءً من الجولة الثامنة عشرة قرر التغريد خارج السرب، الطليعة والاتحاد نافسا على المركز الرابع لكن الطليعة خرج منها مبكراً ودخل الوثبة جو المنافسة في مرحلة الإياب لكن دخوله كان متأخراً.
فرق حطين والكرامة والنواعير والشرطة والساحل لعبت فيما بينها لعبة الكراسي أما جبلة فقد انتفض في القسم الثاني من الإياب وغرق المجد والحرفيون بالهموم فكان نصيبهما الهبوط.
فرق المقدمة
بداية السباق بين تشرين والجيش كان فيه تشرين هو الأسبق بعد تحقيق أربعة انتصارات متتالية محققاً 12 نقطة مقابل 8 نقاط للجيش عبر فوزين وتعادل ليخسر الفريقان بالجولة الخامسة ويتوقف رصيد تشرين عند 12 نقطة والجيش عند ثماني نقاط، الوحدة بدأ الدوري بخسارتين مع افتتاح الدوري وحقق فوزين وتعادلاً ليكون رصيده سبع نقاط والاتحاد بفوزين وتعادلين بـ8 نقاط والطليعة غارق بالهموم والغيوم ورصيده خمس نقاط.
في الجولتين السادسة والسابعة انخفضت الهوة بين الجيش وتشرين فحقق الجيش انتصارين وخسر تشرين إحدى مبارياته فصار رصيد الجيش 14 نقطة مقابل 15 نقطة لتشرين والوحدة بـ13 نقطة عبر انتصارين متتالين، أما الاتحاد بفوز وخسارة وله 11 نقطة والطليعة استمر بتعثراته مع نهاية الجولة السابعة برصيد 8 نقاط.
سباق تشرين والجيش كان متسارعاً في الجولات اللاحقة وكان تشرين هو الأسبق بخطوة ففاز بالجولة الثامنة وتعادل الجيش ثم فاز الجيش وتعادل تشرين ثم فاز تشرين وخسر الجيش ليحقق بعدها الجيش ثلاثة انتصارات متتالية مقابل فوز وتعادلين لتشرين جعلت الفريقين متساويين بعدد النقاط نفسها ولكل منهما 27 نقطة.
الوحدة من الجولة الثامنة حتى الثالثة عشرة حقق ثلاثة انتصارات وتعادلين رفعت رصيده إلى 27 نقطة متساوياً مع تشرين والجيش، على حين تعثر الاتحاد كثيراً بثلاثة تعادلات وفوز ورصيده 20 نقطة أما الطليعة فكان أكثر الفرق اجتهاداً بأربعة انتصارات وتعادل واحد فارتفع رصيده إلى 22 نقطة، وانتهت مرحلة الذهاب بالمنافسة بين الفرق الخمسة على اللقب، وكان الوثبة يسير سير السلحفاة بخمسة انتصارات وخمسة تعادلات وثلاث خسارات وله 18 نقطة فقط.
في مرحلة الإياب سارت فرق الوحدة وتشرين والجيش معاً بفوزين وتعادل حتى الجولة السادسة عشرة ليفوز بعدها تشرين ويتعادل الوحدة والجيش ثم تعود الفرق الثلاثة للتعادل ويقلص بعدها الجيش الفارق بفوزه، وتعادل تشرين وخسارة الوحدة ثم خسر الجيش وفاز تشرين وتعادل الوحدة مع الجولة العشرين، وكانت الجولات الست الأخيرة هي الفاصلة لفريق الجيش التي حقق فيها 16 نقطة عبر خمسة انتصارات متتالية أحدها على تشرين جعلته برصيد 53 نقطة مقابل 50 نقطة لتشرين وفي الجولة الأخيرة كان التعادل كافياً ليفوز الجيش باللقب (54) وجاء تشرين وصيفاً بفارق نقطة واحدة (53).
الوحدة بقي مترنحاً في التعادلات التي أرهقته فخرج بـ49 نقطة والمركز الثالث والاتحاد رابعاً سجل في المراحل الأخيرة ثلاثة تعادلات وثلاث خسارات فكان له 43 نقطة والطليعة والوثبة بـ39 نقطة.
فرق الوسط
مشوار النواعير مع سباق الدوري كان سلبياً وخصوصاً بمرحلة الإياب التي نال بها عشر نقاط إضافة إلى سبع خسارات وأربعة تعادلات وانتصارين فقط في الوقت الحاسم من الدوري.
الساحل خمس خسارات متتالية جعلته يخسر موقعه كحصان الدوري الأسود، الشرطة في المراحل العشر الأخيرة من الدوري لم يحقق سوى تسع نقاط مع فوز على الحرفيين وتعادلات متعددة، لكن هذه التعادلات لم تكن كافية لمسح وجه ماء الفريق كركن سابق من أركان الكرة السورية.
في مرحلة الإياب تعرض فريق حطين لثلاث خسارات فقط وحقق 18 نقطة بعشر مباريات جعلته يرتقي للمركز الثامن بعد أن كان بالمركز الحادي عشر بنهاية الذهاب.
السباق الأخير كان بين جبلة والمجد وعلى الرغم من النتائج السلبية لجبلة إلا أنه نجا من الهبوط
بثلاثة انتصارات وخمسة تعادلات على حين نال المجد ثلاثة تعادلات وفوزاً واحداً فتراجع للمركز قبل الأخير ليهبط لدوري الدرجة الأولى.
أخيراً
الغاية من هذه القراءة دراسة واقع المنافسات بكل طوابق الدوري ليتمكن المختصون من دراسة واقع فرقهم وأين تكمن العلة في مراحل الدوري ومع مَن من الفرق تعثرت فرقهم، ودراسة الظروف والأحوال في كل المباريات نجاحاً وإخفاقاً، وهذه الدراسة يمكن البناء عليها لفريق الموسم القادم، فعندما نعرف الأسباب والمسببات من الممكن أن نتجاوزها ليكون الفريق في الموسم القادم أفضل على صعيد الأداء والنتائج ويحقق النقلة النوعية وخصوصاً أن قرار اتحاد الكرة يقضي بهبوط أربعة فرق في الموسم القادم إلى الدرجة الأدنى.