خلال مؤتمر صحفي مشترك في بكين … وانغ يي: حريصون على دفع العلاقات الثنائية مع سورية إلى الأمام … المعلم: تركيا تحتل جزءاً من أراضينا وسنقضي على الإرهاب في إدلب
| وكالات
شدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، أمس، على أن إدلب محافظة سورية وسيتم القضاء على التنظيمات الإرهابية فيها، لافتاً إلى أن تركيا تحتل أجزاء من الأراضي السورية، ومطالباً بخروج جميع القوات الأجنبية الموجودة في سورية بشكل غير شرعي.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصيني وانغ يي في بكين ورداً على سؤال حول التواجد التركي في إدلب قال المعلم حسب وكالة «رويترز» للأنباء: «نحن لا نتمنى ولا نسعى للمواجهة بين قواتنا المسلحة، والجيش التركي من حيث المبدأ»، ولفت المعلم حسب «سانا» إلى أن إدلب محافظة سورية وسيتم القضاء على التنظيمات الإرهابية فيها، وبين أن تركيا تحتل أجزاء من الأراضي السورية، متسائلاً ماذا يفعل الأتراك في سورية؟، هل يتواجدون لحماية تنظيمي «جبهة النصرة» وداعش، وحركة تركستان الشرقية الإرهابية.
وشدد المعلم على ضرورة خروج كل القوات الأجنبية الموجودة في سورية بشكل غير شرعي، ومنبهاً إلى أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، يسيطر على معظم مساحة محافظة إدلب، ويتخذ المدنيين دروعا بشرية، ومن حق وواجب الدولة السورية تخليص مواطنيها من الإرهاب، فهي تحارب تنظيمات اعترف العالم بأسره أنها إرهابية، بما فيه مجلس الأمن الدولي، الذي أدرج «النصرة» على قائمته للكيانات الإرهابية. المعلم شدد، على أن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون مسؤولية دولية، مطالباً بخروج جميع القوات الأجنبية الموجودة في سورية بشكل غير شرعي.
وأشار إلى أن سورية تتعرض لإرهاب دولي منذ عام 2011، أصاب البنية التحتية والتنمية الاقتصادية، لافتاً إلى أن الأولوية للمشاركة في عملية إعادة الإعمار في سورية ستكون للدول التي وقفت إلى جانبها في حربها على الإرهاب.
وأوضح المعلم، أن الإرهاب آفة تصيب المجتمع الدولي بأكمله، وسورية تكافحه على أراضيها بالنيابة عن العالم أجمع، معرباً عن شكر سورية للصين على موقفها الداعم لوحدة الأراضي السورية وسيادة سورية، ومؤكداً في الوقت نفسه أن سورية تدعم بشدة وحدة الأراضي الصينية، وتعتبر إنجازات الشعب الصيني إسهاماً حقيقياً في الحضارة الإنسانية، وهي تريد الاستفادة منه في مجال تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية وفي برامج إعادة الإعمار في سورية.
وجدد المعلم التأكيد على أن سورية مستمرة بالعمل لإيجاد حل سياسي للأزمة، مع الأخذ بالاعتبار أن مجلس الأمن الدولي أقر أن موضوع الدستور هو شأن يخص الشعب السوري وحده، وهو صاحب القرار في ذلك ويجب على من يتدخل في الشأن السوري وقف تدخله.
وبيّن المعلم، أن الإجراءات الأميركية أحادية الجانب المفروضة على سورية، تجعلها مع الصين في خندق واحد بمواجهة هذا الإرهاب الاقتصادي الأميركي المفروض على سورية والصين وإيران وفنزويلا ودول أخرى، داعياً إلى الوقوف في وجه هذا الإرهاب لأنه يخالف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وأسس التعامل بين الدول.
من جهته، أوضح وزير الخارجية الصيني، أنه «أجرينا محادثات مكثفة وتبادلنا وجهات النظر بشكل معمق حول العلاقات الثنائية بين بلدينا الصديقين»، لافتاً إلى أن التوجه العام للصداقة السورية الصينية مستمر ولم يتوقف أو يتغير، فالصين تحرص على دفع العلاقات الثنائية مع سورية إلى الأمام، وتدعم جهودها في التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وفي الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها وفي محاربتها الإرهاب.
وشدد وانغ يي على ضرورة تسريع وتيرة الحل السياسي للأزمة في سورية عبر الحوار، بالتوازي مع مواصلة مكافحة الإرهاب في إدلب التي ينتشر فيها إرهابيون يشكلون خطراً كبيراً، مؤكداً أنه يجب أن يكون هناك اتفاق كامل بين الدول على مكافحة الإرهاب وحشد القوى لذلك، وتوجيه ضربة قاصمة له والتخلي عن الغايات السياسية الأنانية.
وجدد الوزير الصيني رفض بلاده أي خطوة أحادية الجانب من أي طرف خارجي في سورية، مبيناً أن مثل هذه الخطوات تنتهك القانون الدولي، وداعيا المجتمع الدولي إلى بذل جهود مشتركة للحفاظ على مصالح الشعب السوري وقواعد القانون الدولي والعلاقات الدولية ومبادئ العدالة والإنصاف في المجتمع الدولي.
ولفت إلى أن تسريع عملية إعادة الإعمار في سورية يضمن تحقيق تنمية مستدامة، وأن بلاده ستواصل دعم سورية في هذه العملية، داعيا المجتمع الدولي إلى مساعدة السوريين للتخلص من تداعيات الحرب الإرهابية.
وبخصوص الاتفاق النووي الإيراني، أكد وانغ يي ضرورة المحافظة عليه وتنفيذ الدول الموقعة عليه التزاماتها بموجبه، مشيراً إلى أنه يجب الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتغيير الولايات المتحدة سلوكها وتخليها عن ممارسة الضغوط، فكل تصرف أحادي الجانب يخالف القانون الدولي، ولن يؤدي إلى حل أي أزمة بل سيفاقمها.
وكان المعلم التقى أول من أمس خلال زيارته للصين التي تستمر خمسة أيام، نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان، وأكد خلال اللقاء أن سورية ترغب في تطوير علاقاتها مع جمهورية الصين الشعبية، في كل المجالات بما في ذلك المجال الاقتصادي، للوصول بها إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية.
وفي وقت لاحق من يوم أمس عقدت في بكين جلسة محادثات رسمية بين المعلم ووانغ يي تم خلالها التأكيد على أهمية الاستمرار في تبادل الزيارات وزيادة التنسيق بين البلدين على كل الأصعدة بهدف الوصول في هذه العلاقات إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية.
كما تم تبادل الرأي حول تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة والجهود الجارية لإحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سورية بالتزامن مع ضرورة الاستمرار في مكافحة كل أشكال الإرهاب بما في ذلك الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه أميركا وعدد من حلفائها على الشعبين السوري والصيني وكانت وجهات النظر متفقة في كل المواضيع التي تم التطرق إليها.
وأعاد المعلم التأكيد على أن سورية تنظر للعلاقات مع الصين نظرة إستراتيجية وهي ترغب في الارتقاء بها في كل المجالات وصولا لشراكة حقيقية، مشيراً إلى أن سياسة التوجه شرقا التي طرحها الرئيس بشار الأسد ومبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ تعتبران أطراً مهمة للوصول إلى الشراكة المنشودة بين البلدين.
وأعرب المعلم عن تقدير سورية للدور المهم الذي تلعبه الصين على الساحة الدولية من أجل مساعدة سورية في مواجهة الإرهاب والعقوبات الاقتصادية الأحادية الجائرة المفروضة عليها، مشيراً إلى أن الحرب على سورية أخذت اليوم شكلاً جديداً أساسه الحصار والعقوبات الاقتصادية بالإضافة إلى الاستمرار في استخدام الإرهاب. وأكد استمرار سورية في حربها على الإرهاب دون توقف وصولا إلى تحرير كامل أراضيها وذلك في الوقت الذي تبذل فيه جهوداً كبيرة من أجل التوصل إلى حل سياسي يقرره السوريون وحدهم وكذلك من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب الإرهابية فيها، ومجددا الدعوة للصين للمشاركة في عملية إعادة الإعمار حيث سيتم تقديم كل التسهيلات للشركات الصينية في هذا المجال.
بدوره أكد وانغ يي انفتاح الصين واستعدادها لتعزيز العلاقات مع سورية باعتبار أن صداقة تقليدية تاريخية تربط بين البلدين، ومرحبا بسياسة التوجه شرقا التي أعلنتها سورية.
وجدد وانغ يي موقف بلاده الداعي إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية يقوم على احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، ودعا كل الدول إلى الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية والامتناع عن فرض مخططاتها وأجنداتها على الشعب السوري، معربا عن رفض بلاده لكل أشكال الضغوط والعقوبات الاقتصادية التي يمارسها البعض على سورية. وأشار إلى استمرار الصين في تقديم الدعم الكامل لجهود سورية في مكافحة الإرهاب الذي يجب على الجميع عدم التراخي في مكافحته، موضحاً أن سورية دافعت بكل حزم وقوة للحفاظ على كرامتها الوطنية واستقلالها.
وأكد وانغ يي موقف بلاده الذي يعتبر الجولان أرضا عربية سورية محتلة وأن الصين ترفض أي تصرفات أحادية لتغيير هذا الواقع الذي تنص عليه قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
حضر المباحثات نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد وسفير سورية في بكين عماد مصطفى ومدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين محمد العمراني والوفد المرافق للمعلم.
كما حضرها من الجانب الصيني تشن شياو دونغ مساعد وزير الخارجية الصيني وعدد من كبار موظفي وزارة الخارجية الصينية.
وكان المعلم التقى أول من أمس خلال زيارته للصين التي تستمر لخمسة أيام، نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان.