في كل مرة يستشعر التركي رجب طيب أردوغان خطراً على مشروعه الإجرامي في سورية يلجأ إلى المناورة والاحتيال بقصد كسب الوقت وتأجيل الاستحقاق لدفع الخطر بعيداً عنه ولأجل هذا كان في أستانا، ومن أجل هذا أيضاً لهث وراء الروسي حتى استحصل على اتفاق سوتشي الذي أملت منه موسكو حلا لتحرير إدلب يكون محدود الخسائر، وأراده أردغان للتسويف وكسب الوقت من أجل التحشيد ومنع سورية من تحقيق أهداف عملية التحرير الشامل لمنطقة إدلب كما كانت قد بدأت تحضر له بدءاً من صيف العام الماضي.
والآن وعندما لمس التركي المنافق أن سورية اعتمدت إستراتيجية تحرير ذكية تقوم على العمليات المتتالية في سياق المراحل المتكاملة طلب من الروسي نجدته ومنحه هدنة يلجأ إليها في المنطقة تتوقف خلالها العمليات ويفسح المجال لها، أي لتركيا لإعادة ترتيب أوراقها وتنفيذ ما التزمت به في اتفاق سوتشي، وقد استجاب الروسي للطلب التركي كفرصة أخيرة مؤملا هذه المرة أن يكون التركي اعتبر من سوء نتائج احتياله ونفاقه السابق، لكن سورية كانت ومن اليوم الأول تعرف أن تركيا ستتصرف اليوم وغدا كما فعلت بالأمس وقبله أي التنصل من الالتزامات والانقلاب على الاتفاقات ولذلك ورغم قبولها بالهدنة فإنها لم تثق يوماً بنجاحها.
وجاء اليوم الذي يؤكد صدق الظن السوري، حيث إن تركيا عبر المجموعات الإرهابية التي ترعاها وفي طليعتها عصابات ما يسمى «جبهة النصرة» المتعددة التسميات، مارست إجرامها الإرهابي بحق المدنيين في قرية الوضيحي بريف حلب واعتدت بالقصف المركز على الآمنين فيها ما أدى إلى استشهاد ١٣مدنيا وإصابة آخرين نتيجة الاعتداء الإرهابي الذي نفذته جبهة النصرة بالقذائف على حفل زفاف أراد منه أصحابه التأكيد على إرادة الحياة في مواجهة سياسة القتل والتدمير التي تمارسها تركيا وسواها من مكونات معسكر العدوان على سورية.
إن تركيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن جريمة الإرهابيين في الوضيحي وإن دماء شهداء الوضيحي ستكون حافزا إضافيا لتسريع عملية تحرير إدلب وفقاً للخطة السورية وهي العملية التي باتت شرطاً لا يمكن تجاوزه في مسيرة استعادة الأمن والسيادة على إدلب وعبرها استعادة الحالة الطبيعية لكل سورية.