لغز الحالة التي يمر بها فريق رجال سلة الجيش هذا الموسم، وأسرار هذا الأداء الضعيف والمتخبط الذي لا يبشر بالخير، فالفريق لا تنقصه من النواحي المالية إلا لبن العصفور، والمشاكل التي تعصف بمنافسيه هو بمنأى عنها، فعلاقة اللاعبين بإدارتهم واضحة ومنضبطة، والصالات متوافرة وجيش من الكادر الإداري، ومع ذلك ما زالت صورة الفريق ضبابية وأداؤه غير مقنع هذا الموسم، ويعاني الأمرين لتحقيق الفوز على فرق لا تجاريه فنياً ولا مادياً، أما اللغز الآخر هو أن الفريق يضم نخبة النخبة من اللاعبين، ولديه مدرب يعد من أفضل مدربينا وأكفأهم، فأين المشكلة إذا، وهل سيستمر الخط البياني للفريق في هذا المستوى الذي لا يليق بفريق بات متربعاً على عرش الألقاب المحلية منذ سنوات. والسؤال الأهم: هل لدى القائمين على سلة الجيش أجوبة لهذه الألغاز التي نتمنى أن يصلوا إليها قبل وصول قطار الدوري إلى مراحله الأكثر أهمية، ووقتها تبدأ حملة التبريرات والتعليلات على إخفاق أو ضياع لقب وهذا ما لا نريد.
خسارة
ليست المرة الأولى التي تخسر بها سلة الجيش أمام الجلاء، لكنها الأولى التي يظهر بها بمستوى لا يليق به كبطل للدوري، حيث تركت خسارته الأخيرة الكثير من إشارات الاستفهام لدى الكثير من عشاق الفريق ومحبيه، لكون التوقعات التي سبقت تلك المباراة صبت في مصلحة فوز الجيش لكونه يمتلك ستة لاعبين من عماد المنتخب الوطني الأول، وهم في جاهزية فنية وبدينة عالية، طبعاً نحن لن نقلل من قوة وتصميم لاعبي الجلاء على تحقيق الفوز، لأن الجلاء من أهم وأعرق معاقل كرة السلة في سورية وإنجازاته تتحدث عنه، واللعبة لديه دخلت في دوامة منذ فترة بسبب الأزمة التي عصفت بالشهباء، وخسرت سلة الجلاء الكثير من كوادرها ونجومها، لكنها بدأت تتعافى وتعود بقوة لتؤكد أنها ما زالت الرقم الأصعب في المعادلة السلوية، وخسارة الجيش لا تعني أنها جاءت لتفاوت مستواه وتراجعه، وإنما نتيجة التحضير الجيد للجلاء.
أعذار
ضقنا ذرعاً من أعذار البعض بأن سبب خسارتهم وعدم ثبات مستوى فرقهم يعودان لقرار اتحاد السلة بتحديد أعمار اللاعبين، وفرض لاعبين اثنين تحت 24سنة مع الفريق الأول، وإذا اعتبرنا أن هذا القرار له سلبياته على الأداء، فلماذا لم تتأثر منه أغلبية الفرق ومنها سلة الجلاء التي اعتلت صدارة الترتيب العام عن جدارة واستحقاق؟ حيث بدت لمسات مدربه هادي درويش واضحة على أدائه، بعدما نجح من تجانس خبرة الكبار وحماسة الشباب في فريق بات الأكثر قوة ومنافسة على اللقب.
خلاصة
لن نكون مدّاحين لسلة الجيش، وعلى القائمين عليها أن يعترفوا بأن هناك مشكلة فنية، وعليهم الإسراع في تلافيها، وتصحيح الأخطاء التي ظهرت على أداء اللاعبين، ولدى المدرب أبو طوق القدرة التدريبية الكبيرة على قلب موازين الفريق رأساً على عقب، وإعادة الفريق لنغمة الانتصارات، وكلنا أمل بإدارة الجيش بتجاوز هذه الكبوة، وهي قادرة على ذلك لأنها لا تتعامل بردات الفعل السلبية، فالخسارة يمكن أن تعوض، ومشوار الدوري ما زال طويلاً، وسيكون لسلة الجيش الكثير من الكلام والمفاجآت.