سورية

مزارعوها يحيون حقولهم من جديد … الغوطة الشرقية إلى سابق عهدها سلّة غذائية لدمشق

| الوطن- وكالات

من جديد، تنهض غوطة دمشق الشرقية من ركام الحرب الإرهابية التي شنت على سورية وطالت البشر والشجر والحجر والحيوانات، إذ عاود أهلها نصب غراسهم وتربية حيواناتهم، مصممين على إعادتها إلى سابق عهدها السلّة الغذائية لدمشق.
وقالت وكالة «أ ف ب» للأنباء، في تقرير: «يستعدّ المزارع رضوان هزاع لغرس مئات شتول الرمان الفتيّة في أراض يملكها في غوطة دمشق الشرقية، في محاولة لتعويض أكثر من ثلاثة آلاف شجرة خسرها بعدما ضاعت حرقاً أو عطشاً خلال سنوات الحرب».
وأشارت الوكالة، إلى أن الغوطة الشرقية شكلت قبل بدء الحرب على سورية في العام 2011، السلّة الغذائية لدمشق، نظراً لحقولها الشاسعة الغنية بكافة أنواع المزروعات والأشجار المثمرة والحبوب عدا عن مزارع المواشي، لكنها لم تسلم من تداعيات الحرب على مدى ما يقارب سبع سنوات.
وأضافت: «في بلدة دير العصافير، ينهمكُ المزارع الخمسيني (رضوان هزاع) في فتح قناة ري جديدة في أرضه. تتبلل قدماه بالمياه بعد تدفق كميات كبيرة من مياه بئر حفره قبل أسابيع، إثر أمطار غزيرة شهدتها البلاد، أدت لارتفاع منسوب المياه الجوفية والأنهر، ويأمل أن يستفيد منها لري الشتول الجديدة».
ونقلت «أ ف ب» عن رضوان قوله: عندما رأيت أرضي محروقة، جثوت باكياً وشعرت أن عليّ البدء من الصفر مجدداً (…) استدنت بعض المال وبدأت مرة أخرى الزرع مع بقرتين وعدد قليل من الدجاج.
وعلى غرار كثيرين من مزارعي المنطقة، خسر رضوان خلال الحرب معظم أشجاره من الرمان والمشمش والجوز، ولم تنج إلا عشرات الأشجار فقط، بينما باتت بقية أرضه عبارة عن جذوع مقطوعة أو أغصان محروقة.
وأشارت الوكالة إلى أن «رضوان نزح مع بدء المعارك في العام 2012 من بلدته إلى دمشق، ليعود في العام 2018» بعدما تمكن الجيش العربي السوري في نيسان العام الماضي من استعادة السيطرة على كامل المنطقة، ليبدأ أهلها رحلة العودة وبناء منطقتهم من جديد بالتعاون مع الجهات الحكومية.
ولفتت إلى أن نهر بردى تدفّق هذا العام وصولاً إلى أنحاء الغوطة الشرقية كافة، من جراء استمرار سقوط الأمطار حتى شهر أيار، وتابعت»: «وجد الفلاح بسام اللاز بدوره الفرصة مؤاتية لإعادة تربية المواشي، بعدما نمت الأعشاب بكثافة في أرضه وبات بإمكانه تأمين علف طبيعي بدون تكلفة».
وقالت: في مزرعته في دير العصافير، «يرشد بسام (50 عاماً) إحدى بقراته نحو وعاء معدني كبير مملوء بالمياه»، ونقلت عنه قوله: «هذه أول سنة تأكل البقرات فيها من أعشاب أرضي بدلاً من أن أشتري لها العلف» منذ بدء الحرب، وتابع: «كنت أحزن حين أرى أشجاري وأبقاري تموت الواحدة تلو الأخرى، كما لو أنّني أفقد ولداً من أولادي».
وبعد أكثر من عام على توقف المعارك في دمشق ومحيطها، يعرب بسام وفق «أ ف ب» عن «سعادة غامرة» حين يرى عروقاً خضراء تفتحت على أشجاره، ويقول: «بعض الخسائر لا تعوّض.. فقدنا أشجار زيتون عمرها أكثر من 500 سنة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن