سورية

موسكو تؤكد مواصلة الإرهابيين البحث عن مصادر للتمويل وهدفهم الجديد أوروبا … حداد: «التهديدات الهجينة» هدفها تدمير الجيوش وتقسيم المجتمعات

| وكالات

أكد سفير سورية لدى روسيا رياض حداد، أن الإجراءات الاقتصادية الأحادية الجانب غير المشروعة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضد سورية، تشكل أبرز المعوقات في وجه تحقيق التنمية المستدامة فيها، وتؤثر في الجهود الكبيرة التي يتم بذلها لتشجيع عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم.
وفي كلمة سورية التي ألقاها خلال المؤتمر الدولي العاشر لشؤون الأمن المنعقد في مدينة أوفا عاصمة جمهورية باشكيرستان الروسية، أوضح حداد بحسب وكالة «سانا» للأنباء، أن «التهديدات الهجينة» هي مصطلح جديد في عالم الحروب الحديثة، فهي تمزج بين مفاهيم الحرب التقليدية ومفاهيم الحرب غير النظامية والحرب الإلكترونية، وقد تتضمن هذه التهديدات أيضاً، الهجوم بالأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية والإشعاعية ووسائط المتفجرات المرتجلة والمحضرة محلياً، إضافة إلى حرب المعلومات.
وأكد حداد، أن هذه التهديدات تهدف إلى تدمير جيوش بعض الدول وتقسيم مجتمعاتها وتغيير أنظمتها السياسية أو خرائطها الجغرافية، أو حتى التوصل إلى تسويات جيوإستراتيجية على مستوى الإقليم والعالم.
ولفت إلى أن ما يزيد من أهمية الحديث عن هذا الموضوع هو التوقيت إذ نشهد حالياً استعادة الدولة السورية بدعم الأصدقاء والحلفاء سيطرتها على أغلب الأراضي، التي كانت تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة، والتي كانت إحدى أدوات التهديدات الهجينة التي تم استخدامها في سورية، الأمر الذي دفع الدول المشغلة لتلك الجماعات إلى البحث عن أدوات ووسائل أخرى.
وأشار حداد إلى أن هذه التهديدات شهدت نمطين في سورية، الأول تورط بعض الدول الكبرى دولياً وإقليمياً في دعم وتغذية تلك التهديدات، فلم يعد الأمر يقتصر على منظمات إرهابية، وإنما باتت ميزانيات وخبرات ومخازن أسلحة دول وصور أقمارها الصناعية أيضاً، توضع تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة لتعزيز قدراتها وإمكانياتها على تحقيق أكبر قدر ممكن من الضرر والدمار بالأشخاص والممتلكات على حد سواء.
وأضاف: إن النمط الثاني الذي كشفته الحرب في سورية هو نتيجة للنمط الأول إذ إن الجماعات الإرهابية المسلحة ونتيجة الدعم المباشر وغير المباشر من قبل تلك الدول باتت تمتلك قدرات تقليدية وأسلحة تشبه تلك التي كانت محصورة بالجيوش النظامية.
ولفت سفير سورية لدى روسيا إلى أن تلك التهديدات أثرت بشكل كبير على واقع التنمية المستدامة في سورية التي كانت من الدول التي حققت إنجازات في هذا المجال خلال العقود الماضية، مشيراً إلى أن الحرب على سورية ألحقت أضراراً كبيرة أيضاً بالبنية التحتية للصحة والتعليم والطاقة والمياه والصرف الصحي والزراعة والنقل ما انعكس سلباً على الواقع التنموي فيها داعياً إلى التعاون في وجه الإرهاب.
وأعاد حداد التأكيد على أن الحكومة السورية ستواصل الوقوف في وجه الإرهاب التكفيري، والقضاء عليه ومنع انتشاره وتمدده في باقي دول العالم.
من جهته أكد نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي يوري كوكوف، أن التنظيمات الإرهابية الدولية تحاول الحصول على الأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية، لاستخدامها في هجماتها.
ونقلت وكالة «تاس» عن كوكوف قوله: إن الاحتياطيات المالية لتنظيم داعش الإرهابي المحظور في روسيا، تصل إلى 300 مليون دولار، على حين يواصل الإرهابيون بحثهم عن مصادر تمويل جديدة.
وفي حديثه حول نشاط الإرهابيين في سورية والعراق، أكد المسؤول الأمني الروسي أن الإرهابيين حالياً لا يدعون أنصارهم للتوجه إلى هاتين الدولتين للمشاركة في الأعمال الإرهابية.
وأوضح أنه «سابقاً كان الداعشيون يدعون أنصارهم للانتقال إلى العراق وسورية، لكن الآن يقترحون عليهم البقاء في أماكنهم لمواصلة «الجهاد» في بلدان إقامتهم».
وأشار إلى زيادة عدد الجماعات الإرهابية «النائمة» في مختلف أنحاء العالم.
وأضاف: «إن هذه التهديدات حيوية بالنسبة لبلدان الاتحاد الأوروبي التي شهدت العام الجاري سلسلة من الأعمال الإرهابية، وخاصة يدور الحديث عن هولندا والنرويج وإسبانيا وفرنسا، الأمر الذي يؤكد جدية التصريحات التي أدلى بها سابقا زعماء المنظمات الإرهابية الدولية حول هدفهم الجديد للقيام بهجمات في أوروبا».
كما عبر كوكوف عن اعتقاده بأن منظمي الأعمال الإرهابية الأخيرة في سريلانكا، هم المقاتلون الذين كانوا يحاربون إلى جانب داعش في سورية والعراق.
وقال: «تدل تقييمات الخبراء على أن هذه الهجمات خطط لها الأنصار المحليون لعقيدة «الجهاد العالمي» المعتمدة على الهياكل الأجنبية لـداعش، أما تنفيذها فتكفل به أعضاء جماعة متطرفة محلية عادوا إلى سريلانكا بعد مشاركتهم في القتال إلى جانب داعش في سورية والعراق».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن