رياضة

مفهوم خاطئ

| ناصر النجار

يسعى مدرب ناشئي منتخب سورية لكرة القدم إلى إلغاء الأدوار النهائية من بطولة دوري عام الناشئين بحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان، وهذا ما تناوله عدد من مدربي الفرق، وطالبوا وسائل الإعلام بالتدخل لثني هذه العزيمة التي تأخذ صفة القرار الرسمي من اتحاد كرة القدم.
هذا الخبر أصابنا بالدهشة والصدمة بآن معاً لأنه صدر عن مدرب شاب يعرف أهمية فرق القواعد في ضخ دماء جديدة تحتاجها كرتنا الوطنية على وجه الخصوص لأنها عانت وتعاني نزيفاً حاداً بسبب النقص العددي للاعبين وفي طليعتهم الشبان بسبب تداعيات الأزمة التي تضررت منها رياضتنا بشكل كبير.
والعالمون ببواطن الأمور لا يرون أن هذه البطولة تتعارض مع استحقاقات المنتخب القادمة، بل هي ستزيد اللاعبين صقلاً وخبرة فضلاً عن أنها ستكشف لنا العديد من المواهب التي تستحق أن تكون ضمن هذا المنتخب أو غيره من المنتخبات القادمة.
روى لنا بعض المقربين أن مدرب المنتخب يخشى على لاعبيه من الإصابة وبعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك معتبرين أن المدرب يخشى ظهور مواهب جديدة أفضل مما اختاره من اللاعبين كانت مدفونة في عالم الغيب.
نعود إلى المدربين الذين تعبوا مع فرقهم في بطولة المحافظات وتأهلت هذه الفرق بعد تعب وجهد وعناء، فإن الخوف أن يذهب كل هذا الجهد هباء منثوراً، وأن يصاب اللاعبون باكتئاب رياضي نتيجة إلغاء بطولة ينتظرونها استعدوا لها خير استعداد.
ورسالتنا الأخيرة إلى اتحاد كرة القدم بأن يحذر من دس السم في الدسم. فما سيحدث باطلا ولا يمكنه أن يمرّ لأنه يضرّ بقواعدنا التي نسعى إلى إعادة بنائها بشكل صحيح، ونذكر أن هذه البطولات طالب بها مؤتمر اللعبة وأقرها الاتحاد ضمن روزنامة نشاطه، ونذكر أيضاً أن منتخباتنا القاعدية لم تصل إلى المشاركة القارية والعالمية الفاعلة إلا من خلال العناية بالفرق والاهتمام بالدوري.
نأمل أخيراً من مدربنا الشاب أن يتراجع عما يفكر به من طرح سلبي له أضرار مدمرة على قواعد كرتنا، كما نتمنى من اتحاد الكرة ألا يستجيب لهذا الطرح مهما كانت المسوغات والأعذار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن