رياضة

فريقان عربيان يفتتحان مشوارهما في العرس الإفريقي 2019 … المحاربون والليوث ونسيان الخيبات المتلاحقة

| خالد عرنوس

يتوالى ظهور المنتخبات العربية تباعاً في كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها مصر فبعد خوض صاحب الضيافة مباراة الافتتاح أمس الأول يبدأ منتخبا الجزائر والمغرب مشوارهما بمواجهتين هما الأسهل نظرياً، ففي المجموعة الثالثة يتقابل محاربو الصحراء الجزائريون بنجوم هارامبي الكينيين ويسبقها ضمن المجموعة ذاتها لقاء أسود السنغال مع نجوم تايفا التنزانيين، وفي المجموعة الرابعة يلتقي ليوث الأطلس المغاربة مع محاربي كينيا الشجعان على أن يلتقي أفيال ساحل العاج مع البافانا بافانا الجنوب إفريقي ضمن المجموعة ذاتها غداً.
ويسعى الشقيقان لتغيير مسيرتيهما في البطولة التي ترافقت مع سقطات كبيرة خاصة في العقدين الأخيرين وكلاهما لا يملك أكثر من لقب يتيم في خزائنه، ويدخل الفريقان البطولة من بين المرشحين للمنافسة على اللقب لأسباب كثيرة أهمها الأسماء الكبيرة التي ترصع تشكيلتيهما في الوقت الراهن.

محاولات للعودة

عاشت الكرة الجزائرية عقدين من التخبط منذ التتويج باللقب الإفريقي قبل أن تعود من الباب العريض إلى مونديال 2010 ورغم حلول المنتخب بالمركز الرابع في كأس إفريقيا في العام ذاته وكذلك المشاركة الرائعة في مونديال البرازيل بعد 4 سنوات فإنه لم يلب طموحات جمهوره خاصة عقب خسارة مقعد المونديال الروسي وكذلك السقوط المتتالي في العرس القاري، فكان الغياب عن 2012 مزعجاً ثم السقوط من الدور الأول للنسخة التالية وتحسن الوضع قليلاً في 2015 يوم غادر من ربع النهائي لكن الألم تجدد بمغادرة نسخة 2017 من الدور الأول.
اليوم يبدأ المحاربون مرحلة جديدة في محاولة للنهوض مجدداً والعودة إلى حظيرة الكبار عندما يفتتحون مشاركتهم الثامنة عشرة في النهائيات أمام كينيا أحد صغار القارة التي سبق لها المشاركة في خمس مناسبات لم يتجاوز خلالها الدور الأول والعائد إلى النهائيات بعد 15 عاماً، ويرى معظم الجزائريين أن فرصة المحاربين ستكون كبيرة في النسخة الحالية مع وجود نخبة من النجوم على رأسهم نجم السيتي رياض محرز ومعه بعض المخضرمين أمثال سليماني وبراهيمي وفيغولي وبعض الشباب آدم وناس ويوسف عطال ومحمد فارس إضافة أندريه ديلور أحدث الوجوه وأيضاً الهداف المتألق في قطر بغداد بونجاح.

المهمة الصعبة

يدرك المدرب بلماضي أن معظم المراقبين يضعون فريقه على قائمة المرشحين للمنافسة على اللقب ولذلك يحاول إبعاد لاعبيه عن الضغوط وقد فرض منذ وصوله نظاماً صارماً على تصرفاتهم مطالياً الجميع بتحمل المسؤولية ولم ينس مطالبة الجماهير بمساندة اللاعبين، وكان الفريق خاض مباراتين تجريبيتين قبل البطولة فتعادل مع بوروندي 1/1 وفاز على مالي 3/2 وذلك في معسكره بالدوحة حيث الأجواء الحارة مشابهة لطقس مصر هذه الأيام.
وكان المنتخب الجزائري قابل الفريق الكيني 7 مرات رسمياً فتقاسم معه الانتصارات بواقع 3 لكل منهما مقابل تعادل وحيد، أما آخر المواجهات فكانت ضمن تصفيات كأس العالم 1998 وانتهت جزائرية بهدف، وهذه المواجهة الأولى بينهما في البطولة، وسبق للمحاربين أن حققوا الفوز 4 مرات فقط في المباراة الأولى من المشاركات السابقة في البطولة مقابل 7 تعادلات و6 هزائم، ولا يحمل الأشقاء ذكريات طيبة من مشاركتهم الوحيدة لهم في البطولة على الأراضي المصرية فقد خرجوا من الدور الأول لبطولة 1986.

أحلام الكبار

بدوره يدخل المنتخب السنغالي البطولة بمواجهة سهلة ضد نظيره التنزاني العائد للبطولة بعد غياب 39 عاماً ويعد أسود التيرانغا أبرز المرشحين للمنافسة بعد حضوره بالمونديال الروسي تحت قيادة المدرب أليو سيسي الذي سبق له أن قاد منتخب الأسود (لاعباً) خلال حقبته الذهبية مطلع الألفية الثالثة التي لم يكتب في نهايتها اللقب المنتظر فحل وصيفاً للأسود (الكاميرونيين) في نسخة 2002، يعول سيسي على مجموعة من المحترفين وعلى رأسهم بالدي كيتا لاعب إنتر ميلانو وثلاثي البريميرليغ إدريسا غايي وشيخو كوياتي وساديو ماني، وهذا الأخير على الرغم من غيابه عن مباراة اليوم بداعي الإيقاف فإن مجرد حضوره مع الفريق دافع لجذب بعض المشجعين المصريين ذلك أنه زميل نجمهم المحبوب صلاح في ليفربول.
وكان المدرب سيسي صرح بأنه لا يخشى أحداً ومع قناعته بأن المنافسة الأشرس ستكون مع الجزائر إلا أنه يجب عدم الاستهانة بالآخرين، بينما أكد إدريسا غايي لاعب إيفرتون بأن ترشيح منتخب بلاده للمنافسة يجب أن يكون حافزاً لهم لا أن يسلموا بهذا الأمر.

رينار والفأل الحسن

ليوث الأطلس هذا هو لقب المنتخب المغربي الذي يبدأ مشاركته السادسة عشرة بطموحات وآمال كبيرة رغم الظروف الغامضة التي تلف أجواء معسكره الإعدادي ومنها إبعاد الهداف حمد الله وكذلك الخسارتان الوديتان أمام غامبيا وزامبيا (كلتاهما خارج البطولة)، ولم يحقق الأشقاء النتائج المرجوة على صعيد البطولة منذ خسارتهم نهائي 2004 حيث خرجوا من الدور الأول في أربع مشاركات قبل أن يتذوقوا أدوار الإقصاء في النسخة الأخيرة قبل عامين وخسروا يومها من المصريين ولاح منذ تلك المشاركة أمل كبير بالعودة إلى السدة القارية خاصة بعد عودة الأسود إلى المونديال الروسي والأداء اللافت الذي قدموه هناك.

وبالتأكيد فإن وجود المدرب الفرنسي هيرفيه رينار على رأس الجهاز الفني يشكل دفعاً معنوياً كبيراً ذلك أنه سبق أن توج بكأس البطولة عامي 2012 و2015 وحقق الأسود نتائج جيدة تحت إمرته منذ عام 2016، ويحمل رينار الرقم 39 في تاريخ المغرب (بينهم 24 أجنبياً) والفرنسي التاسع.
ويضع المراقبون ليوث الأطلس في مقدمة المرشحين بفضل التشكيلة المتميزة من اللاعبين حيث يملك رينار خط دفاع رائعاً بقيادة الخبير مهدي بن عطية وبجانيه داكوستا والظهيران حكيمي ومزراوي ويعد خط الوسط رمانة الميزان بوجود زياش وبلهندة وفيصل فجر وبوصوفة ومرابط، أما في الهجوم فهناك بوالطيب والنصيري وإدريسي، وباستعراض سريع لهذه الأسماء نجد أنها تجمع بين الخبرة والشباب والنجومية.

ذكريات

3 مواجهات رسمية جمعت المغرب وناميبيا منها مرتان في تصفيات مونديال 2002 وانتهت الأولى بالتعادل السلبي بينما فاز المغربي بالثانية 2/صفر، واللقاء الثالث ضمن نهائيات إفريقيا 2008 وانتهى مغربياً بنتيجة 5/1 وهو الفوز الأعلى للأشقاء في البطولة بين 21 فوزاً في سجلهم مقابل 22 تعادلاً و18 هزيمة خلال 16 مشاركة خاض خلالها 61 مباراة، منها مرتان على الأراضي المصرية فحل رابعاً عام 1986 وخرج من الدور الأول 2006، وكان المنتخب المغربي تعادل 9 مرات في مباراته الأولى في البطولة وفاز 3 مرات فقط وخسر أربعاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن