سورية

عشية الاجتماع الأمني الروسي الأميركي الإسرائيلي في القدس المحتلة … شمخاني: لن يجبرنا أحد على مغادرة سورية.. وبوتين: روسيا لا تتاجر بمبادئها وحلفائها

| الوطن - وكالات

استبقت إيران الاجتماع الثلاثي لرؤساء مجالس الأمن القومي لروسيا وأميركا و«إسرائيل»، الذي سيعقد غداً في القدس المحتلة، بالتأكيد أن وجودها على الأراضي السورية «شرعي» وأن أحداً «لن يجبرها» على مغادرتها، في حين وجَّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة قوية لواشنطن وتل أبيب، بتأكيده أن «روسيا لا تتاجر بمبادئها وحلفائها».
وقال الأمين العام لمجلس الأمن القومي الأعلى في إيران، علي شمخاني، الذي زار موسكو أخيراً للمشاركة في مؤتمر أمني، والتقى نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، خلال مقابلة مع قناة «آر تي» التلفزيونية الروسية، بحسب مواقع إلكترونية معارضة: إن الجانب الروسي «أبلغ طهران بترتيبات اللقاء في القدس»، وأضاف إن موسكو «أطلعتنا على أن من طرح عقد اللقاء هو الاحتلال الإسرائيلي، وأنا أرى أنه سيكون لقاءً خادعاً».
وأضاف: إن الملف النووي الإيراني لن يكون مطروحاً للبحث خلال هذا الاجتماع، و«على الأرجح سيتم التركيز على مسألة الوجود الإيراني في سورية»، وشدد على أن «وجودنا على الأراضي السورية شرعي ومتفق بشأنه مع الحكومة السورية»، رافضاً الإشارات إلى مغادرة إيران للأراضي السورية، وقال: إن أحداً «لن يجبرنا على القيام بذلك».
وحذر شامخاني من أن «أي اعتداء على الإيرانيين بالأراضي السورية من قبل الاحتلال «الإسرائيلي» سيلقى رداً حاسماً، ولن نتراجع عن خطوطنا الحمراء».
وزاد: إن «إيران أعلنت دائماً أن سياساتها في سورية واضحة تماماً»، مشيراً إلى أنه «لا تراجع عنها».
وفي إشارة إلى العلاقة مع موسكو، قال شمخاني: إن «هناك مَن لا يعجبه تقاطع مصالحنا مع روسيا في سورية، لكن سياساتنا مع موسكو مبنية على التعاون في مكافحة الإرهاب، وقمنا بتعاون ميداني جيد، ونسعى للاستقرار والأمن، ونرى أن الحوار السياسي هو الطريق الوحيد لحل المشكلة في سورية. وفي كل المنطقة يجب إنهاء الأزمات عبر الحوار السياسي».
في السياق ذاته، وجَّه الرئيس فلاديمير بوتين خلال حوار تلفزيوني مفتوح، أول من أمس، رسالة قوية في هذا الشأن، لكل من واشنطن وتل أبيب إذ استبعد خروج الاجتماع الثلاثي بـ«صفقة» حول آليات احتواء الوجود الإيراني في سورية.
وقال بوتين رداً على سؤال حول احتمال عقد «صفقة كبيرة» بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سورية: «ماذا تعني صفقة؟ الحديث لا يدور عن قضية تجارية. لا، إننا لا نتاجر بحلفائنا ومصالحنا ومبادئنا».
في الوقت ذاته، قال بوتين: «يمكننا مع ذلك التفاوض مع شركائنا حول اتفاقات بشأن حل بعض المشاكل، وتتمثل إحدى القضايا، التي يجب علينا حلها بالتعاون مع شركائنا، الذين حققنا معهم تقدماً، أقصد بالدرجة الأولى تركيا وإيران، وكذلك مع الدول المعنية الأخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في التسوية السياسية وتشكيل اللجنة الدستورية وإطلاق مهمتها وتحديد قواعد عملها».
وتساءل الرئيس الروسي: «هل يمكن حل هذه القضية؟»، معرباً عن قناعة بأن «ذلك ممكن حال توفر حسن النية من قبل كل الدول المعنية… وهي بالدرجة الأولى دول المنطقة، مثل إسرائيل ومصر والأردن والدول الأوروبية التي تعاني من تدفق المهاجرين وتهتم بتسوية القضية، يجب أن يعمل الجميع بشكل مشترك».
وذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة للنظام السعودي يوم أمس أن الأسبوع المقبل سيشهد سلسلة اجتماعات دبلوماسية وأمنية تتعلق بالملف السوري تتأرجح بين بحث مستقبل منطقة شرق الفرات والوجود الإيراني في سورية ومستقبل العملية السياسية وتنفيذ القرار 2254.
والاجتماع الأول سيكون، الإثنين والثلاثاء المقبلين 24 و25 من حزيران الحالي، في القدس المحتلة بحضور سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، مع مساعد الرئيس الأميركي (لشؤون الأمن القومي)، جون بولتون، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات.
ويدور بحسب الصحيفة الحديث حول خطة أميركية مقدمة إلى روسيا من ثمانية بنود بشأن الحل في سورية، مشيرة إلى أن الخطة تتمحور حول «تنفيذ القرار الدولي 2254، والتعاون في ملف محاربة الإرهاب وتنظيم داعش، وتضعيف النفوذ الإيراني، والتخلص من أسلحة الدمار الشامل في سورية، وتوفير المساعدات الإنسانية، ودعم الدول المجاورة».
الاجتماع الثاني سيكون في العاصمة الفرنسية باريس، يوم الإثنين من الأسبوع القادم، لممثلي ما تسمى «المجموعة المصغرة»، التي تضم أميركا وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن ومصر.
وبحسب ما ذكرت الصحيفة، فإنه من المحتمل مشاركة المبعوث الدولي إلى سورية، غير بيدرسن، والمبعوث الأميركي إلى سورية، جيمس جيفري، ورئيس «هيئة التفاوض» المعارضة، نصر الحريري في اجتماع باريس، ومن المتوقع أن يبحث الاجتماع العملية السياسية في سورية، وعقبات تشكيل اللجنة الدستورية.
أما الاجتماع الثالث فسيكون وفق الصحيفة أمنياً وتحتضنه العاصمة الفرنسية أيضاً، الثلاثاء والأربعاء المقبلين، إذ يحضر كبار الموظفين في «التحالف الدولي» بقيادة أميركا وبمشاركة جيفري، ويتوقع أن يتناول «مستقبل المناطق المحررة» من تنظيم داعش شرق سورية وغربي العراق، وفق الصحيفة.
وتمهد هذه اللقاءات المختلفة لاجتماعات قمة ستعقد على هامش قمة العشرين في أوساكا اليابانية قد تشمل لقاءات ثنائية بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي وبين ترامب ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، وبين بوتين وأردوغان، لبحث الملف السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن