ثقافة وفن

(أدونيا) تقيم معرضاً خاصاً بالطلاب المشاركين بورشة العمل … أيمن الدقر لـ«الوطن»: المؤسسة التي لا تدعم أبناء الشهداء هي مؤسسة مقصرة

| سارة سلامة- تصوير: طارق السعدوني

عبر رسالة إنسانية سامية انطلق الشغف تجاه تأسيس مشروعهم الفني ليكون تركيزهم على الطفل ومنه إلى كل شرائح المجتمع، فتوجهت صالة (أدونيا) إلى المجتمع تعانق الموهبة وتحلق بها إلى عالم الجمال والإبداع والفن. فكانت أن توجهت أيضاً للأبطال الجرحى والمصابين في خطة تهدف إلى دمجهم بالمجتمع، اليوم تولي (أدونيا) اهتماماً خاصاً بأبناء الشهداء منطلقة من شعور وواجب وطني يملي عليها الوقوف معهم لأننا من عندهم ننتظر فجراً أكثر إشراقاً.
وبحضور المدير العام للمديرية العامة لمدارس أبناء الشهداء شهيرة فلوح وعدد من الطلاب المشاركين وأهاليهم. أقامت (أدونيا) معرضها السنوي الذي ضم الطلاب المشاركين بورشات العمل التدريبية، وتم توزيع شهادات تقدير من وزارة الثقافة، ومنحة للطالبة المتميزة فاتن الحلبي وهي عبارة عن ثلاث ورشات رسم تقيمها الصالة بإشراف الفنان التشكيلي أيمن الدقر خلال صيف 2019 وذلك تقديراً لموهبتها الفنية وتمكيناً لمهارتها في هذا المجال.

قصة فن

بين الفنان التشكيلي أيمن الدقر في تصريح خاص لـ«الوطن»: «إن صالة (أدونيا) تقيم ورشات عمل دائمة لكل الأعمار بدءاً من عمر 6 سنوات، تهدف إلى تنمية العمل والحس الفني عند الأطفال الموهوبين، وتوجهنا إلى مدارس (أبناء الشهداء) من خلال دعوة الموهوبين للمشاركة في ورشات عمل تقيمها الصالة من دون أي مقابل، وذلك من أجل تنمية مواهبهم وصقلها إن كانت موجودة. وهدفنا منذ البداية هو التوجه للطفل وليس إقامة الأعمال الفنية الضخمة، وكنت قد درّست أبناء الشهداء 3 سنوات بشكل تطوعي وأقمت لهم معارض من إنتاج الدروس مع المدير العام للمديرية العامة لمدارس أبناء الشهداء السيدة شهيرة فلوح التي تشاركني الاهتمام نفسه».
وفي الحديث عن مستوى الطلاب أوضح الدقر أنه: «وكأي مدرسة علينا انتقاء الموهبة الوسط والرفع من مستواها ومن يمتلك مستوى عالياً نزيد منه، وتميزت الطالبة فاتن الحلبي بطريقة مختلفة عن غيرها، فهي ترسم بالطريقة التي تفكر فيها منطلقة تجاه العمل الفني الحقيقي وليس مجرد صنعة إنما قصة فن، وهذا ما ميزها عن غيرها وقمنا بمنحها 3 ورشات عمل وكل ورشة تحتوي 12 حصة».
ويعتبر الدقر أن دعم أبناء الشهداء هو واجب على كل مؤسسة سواء كانت خاصة أم عامة ويقول: «المؤسسة التي لا تدعم أبناء الشهداء هي مؤسسة مقصرة ومن واجب كل قطاع خاص أو عام دعمهم، لأن الفن حالة تهذب الأخلاق والجيل وتجعله أكثر ثقافة ومعرفة، وتخلق عنده حالة من الشفافية، ونرجو من الأهالي جميعاً مراعاة الجانب الفني عند أبنائهم، ففي الدول المتقدمة والراقية أول مجال يختارونه لأطفالهم هو الفن بكل اتجاهاته».

الفن حالة تهذب الأخلاق
وأفادت المهندسة أمان حاج موسى وهي من القائمين على صالة (أدونيا): «إنه في السابق قدمنا أكثر من تجربة مع الجرحى، عبر رسالة ثقافية فنية لرفع المستوى الثقافي عند الطفل والشباب والجرحى، وذلك انطلاقاً من إيماننا بأهمية الدمج المجتمعي، وفي زمن الحرب يجب الارتقاء بالثقافة والفن ابتداء من الطفل إلى جميع شرائح المجتمع».
وبينت حاج موسى أن «هذا المعرض الثاني الذي نقوم به ويعتمد على إنتاج الطلاب وتطورهم، وطموحنا أن تكون (أدونيا) مدرسة للفن بوجود وجهود الفنان أيمن الدقر».
وأضافت حاج موسى إن: «الطالبة فاتن اشتغلت على الحالة جيداً وعلى نفسها ولديها الموهبة، لكن الموهبة يجب أن تتطور ولا تترك بلا توجيه، هذا ما نسعى له وظهرت شخصيتها الفنية ضمن الزيتي وهي تعمل بجد ولا ندري ربما تصل للعالمية، ولو خسرت والدها في الحياة إلا أنه وبجهود الوطنيين نستطيع أن نعطي فاتن حقها كأي طفل في سورية».
وعن رسالة صالة (أدونيا) من هذه الأعمال أفادت حاج موسى أن: «هدفنا غير ربحي، لأننا نعتبر أنه لا ربح بالفن، بل ننطلق من رسالة إنسانية وهي رسالة لوطننا لأنه مهما قدمنا قليل عليه، وهناك ناس ضحت بدمها ودافعت عن وطنها والتضحية والتقديم يكونان بعدة أشكال».
كل لوحة جزء مني

ومن جهتها كشفت الطالبة فاتن الحلبي عن مشاركتها في المعرض قائلة: «هذه المشاركة الأولى لي في صالة (أدونيا) وبالطبع أشكر كل القائمين عليها وأبارك جهود الفنان أيمن الدقر، وسعادتي كبيرة اليوم بإنجازي هذا حيث أشعر أن كل لوحة جزء مني وتعبر عن شخصيتي، ورسمت المرأة بعدة أشكال حتى تكون بداية قوية لي في عالم الفن، ورسمتها بجانب الرجل ترقص ورسمتها تدافع عن ولدها، وكذلك رسمت المرأة السورية بمختلف عاداتها وتقاليدها».
وأفادت الحلبي: «أحب خلط الألوان ومزجها وأرسم بالزيتي والإكرليك والفحم، تعلمت ذلك من الفنانين السوريين التشكيليين الكبار، واخترت الألوان الصاخبة التي تعبر عن العقل وهي نوع من الابتعاد عن مشكلات الحياة، كما اخترت الألوان القوية والداكنة التي تعبر عن الحزن والمعاناة والمشقات التي نمر فيها بالحياة».
وفي ختام حديثها توجهت الحلبي برسالة إلى كل فتاة بعمرها قائلة: «عندما تمتلكين موهبة ادعميها وركزي عليها وقفي بجانب نفسك لأنك بنفسك تقوين وتظهرين ذاتك وجمالك وإبداعك وتستطيعين التعبير عن شخصيتك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن