موسكو تصر على مناقِشة إعمار سوريّة.. وواشنطن وتل أبيب تشددان على «التمركز الإيراني» … اجتماع ثلاثي روسي أميركي إسرائيلي اليوم.. وخلافات حول جدول الأعمال
عشية انعقاد الاجتماع الثلاثي لرؤساء مجالس الأمن القومي لروسيا وأميركا و«إسرائيل»، في القدس المحتلة اليوم، كشفت تقارير عن خلافات بين موسكو من جهةٍ وبين تل أبيب وواشنطن من الناحية الأخرى حول جدول أعمال المؤتمر، ذلك أن روسيا، تُصر على أن يُناقِش الاجتماع إعادة إعمار سورية، على حين تُطالِب واشنطن وتل أبيب بالتشديد على ما يسمى «التمركز العسكري الإيراني» في سورية.
ومن المقرر أن يعقد مستشار الأمن القومي لروسيا نيقولاي باتروشيف، ومساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، ورئيس مجلس الأمن القومي «الإسرائيلي»، مئير بن شبات اجتماعاً في القدس يستمر يومين لبحث «الملف السوري»، في ظل تصعيد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، في حين ذكرت تقارير «إسرائيلية» أن الاجتماع الثلاثي سيتناول مسألة ما يسمى «خروج القوات الإيرانية من سورية». وتحدثت مصادر إعلامية «إسرائيلية» بحسب صحيفة «رأي اليوم» الأردنية الإلكترونية عن خلاف بين موسكو من جهةٍ وبين تل أبيب وواشنطن من الناحية الأخرى يتركّز حول جدول أعمال المؤتمر، فروسيا، تُصر على أن يُناقِش المؤتمر قضية إعادة إعمار سورية، فيما تُطالِب واشنطن وتل أبيب بالتشديد على ما يسمى «التمركز العسكري الإيراني»، وهو الأمر الذي ترفضه موسكو جملةً وتفصيلاً، على حدّ قول المصادر.
ونقل تلفزيون «كان» شبه الرسمي العبري: أنه تجري محادثات مُكثّفة بين الأطراف الثلاثة من أجل رأب الصدع والاتفاق على جدول أعمال المؤتمر، لافتةً إلى أنه في نهاية المطاف سيتم التوصّل إلى مُعادلةٍ تُرضي الطرف الروسي فيما يتعلّق بمطلبه بإعادة بناء سورية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجه خلال حوار تلفزيوني مفتوح، قبل أيام، رسالة قوية في هذا الشأن، لكل من واشنطن وتل أبيب، وقال بوتين رداً على سؤال حول احتمال عقد «صفقة كبيرة» بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سورية: «ماذا تعني صفقة؟ الحديث لا يدور عن قضية تجارية. لا، إننا لا نتاجر بحلفائنا ومصالحنا ومبادئنا». من جهته قال الأمين العام لمجلس الأمن القومي الأعلى في إيران، علي شمخاني الذي زار موسكو قبيل الاجتماع الثلاثي: إن وجود إيران على الأراضي السورية «شرعي» وإن أحداً «لن يجبرها» على مغادرتها.
ويوم أمس أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي عن ترحيبه بفرصة تعميق العلاقات وتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة و«إسرائيل»، وخلق حوارات إستراتيجية بينهم، موجهاً سلسلة من المواقف العدائية والتهديدات لإيران، بما يرضي الموقف «الإسرائيلي» بالكامل وذلك بعيد وصوله إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، للمشاركة في الاجتماع الثلاثي.
وخلال مؤتمر صحفي في القدس المحتلة عقده مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، صعّد بولتون من لغة تهديداته، معتبراً أن الجيش الأميركي مستعد للتحرك.
تصريحات بولتون أراحت على ما يبدو نتنياهو الذي لم يخف مشاعره تجاه ما تقوم به الولايات المتحدة من أعمال عدائية تجاه إيران. وقال: «إيران مصرة على مزيد من العمليات العدائية في المنطقة… وبفضل العقوبات الأميركية، فإن إيران تواجه ضغوط اقتصادية غير مسبوقة.. وأنا مسرور بإعلان الرئيس ترامب بأن العقوبات سوف تستمر وتزداد»، حسب وكالة «سبوتنيك».
وكان ترامب أعلن في تغريدة له أول من أمس، أن بلاده ستفرض عقوبات جديدة «كبرى» على إيران.