كيف ينظر نواب إدلب لما يجري في محافظتهم؟ … القربي: كم المعلومات التي قدمها أهالي إدلب للجيش فاجأ الجميع
| سيلفا رزوق - محمد منار حميجو
كشف أعضاء في مجلس الشعب عن محافظة إدلب، أن نسبة كبيرة من أبناء المحافظة هم مع خيارات الدولة، ومع الجيش العربي السوري، رغم الظروف التي فرضت عليهم ووجود عشرات آلاف الإرهابيين المدعومين من تركيا، وشددوا على خطورة المشروع التركي القائم شمالاً، ومحاولات «التتريك» المتواصلة ومحاولات استنساخ «لواء اسكندرون» جديد، وهو ما لن يحصل بهمة الجيش العربي السوري.
عضو المجلس صفوان قربي وفي تصريح لـ«الوطن» أشار إلى أن الوجه الآخر للمواجهات العسكرية الجارية في ريف حماة، كان المواجهة الروسية – التركية، التي لم تظهر للعلن، مبيناً أن الوجود الروسي كان كبيراً في معارك الشمال وعلى الخطوط الأولى وليس على الخطوط الخلفية، لأن الوجود التركي كان أكثر من مباشر، حيث شوهدت المصفحات التركية الحديثة، والقيادة العسكرية للتنظيمات الإرهابية في ريف حماة كانت قيادة تركية، وهي من جمعت المجموعات الإرهابية ووضعت الخطط، بحيث كان الوجود التركي غير مسبوق ميدانياً ولأول مرة بهذه الشدة وبهذه القوة وبهذه الأسلحة الجديدة، لذلك كان الوجود الروسي رسالة مهمة وهي الإصرار على ألا يأخذوا متراً واحداً من الأماكن التي حررها الجيش العربي السوري.
قربي كشف عن غرفة عمليات سياسية وأمنية وعسكرية، موجودة بحماة ومنذ بدء المعارك نشطت هذه الغرفة، وهي تضم فرع الحزب وقيادات أمنية وفعاليات اجتماعية، قامت بتواصل فعال وغير مسبوق مع فعاليات اجتماعية داخل محافظة إدلب.
ولفت إلى أن كم المعلومات التي وصلت من داخل إدلب وبالتواصل مع الفعاليات السورية هناك، فاجأ الجميع بحجمه وتقنيته وفوائده، وهذا ما أثار غضب أحد الإرهابيين الموجودين داخل إدلب.
وتوقع قربي أن تنطلق المعارك في جبهات أخرى لتغير المعادلة على تخوم إدلب، «وقد نلحظ مفاجآت عسكرية لا يتوقعها أحد وستكون آثارها إيجابية على المعارك الحاصلة شمالاً».
واعتبر أن تركيا «محتل أسوأ من الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، لأن التركي يلبس أكثر من قناع ناعم، ويستغل المظهر الإنساني في حين هو خطير، علماً أن تركيا لم يحصل أن خرجت من جغرافيا كانت احتلتها»، واصفاً العمليات العسكرية التي يجريها الجيش لاستعادة إدلب بأنها تحرير بالقطعة.
بدوره اعتبر عضو المجلس عن محافظة إدلب جمال مصطو في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن معظم أهالي إدلب إيجابيون تجاه الدولة، لكن الظروف التي تمر بها المحافظة وهذا الإرهاب الذي اجتمع من كل أنحاء العالم وأيضاً من مختلف المناطق السورية، جعل القرار ليس بيد أبناء المحافظة.
ولفت إلى أن تدخل تركيا وتصرفاتها في تلك المنطقة، وخصوصاً لمن يبدي أو يظهر أي ولاء للدولة، شكلت عامل ضغط إضافياً، مبيناً أنه ومن خلال التواصل مع أهالي المنطقة هناك فئات واسعة بانتظار وصول الجيش العربي السوري، مشيراً إلى المعاناة التي عاناها طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية من أبناء المحافظة، لكي يتمكنوا من الوصول إلى مناطق سيطرة الدولة، وتقديم امتحاناتهم وفقاً لمناهج الحكومة السورية، حيث كشفت حجم هذه المعاناة كمية الإرهاب التي يتعرض لها سكان الشمال، وحجم الولاء الذي يدينه هؤلاء الطلاب وأهاليهم للدولة وتوجهاتها.
وأشار مصطو إلى محاولات «التتريك» المستمرة التي يقوم بها نظام رجب طيب أردوغان، محذراً من محاولات تركية مستميتة لاستنساخ لواء إسكندرون آخر في إدلب، «وهذا ما لن يحصل»، واصفاً الوضع في إدلب بالمعقد.
مصطو، بين أن هناك تعاوناً كبيراً بين الأهالي ووحدات الجيش، وهؤلاء زودوا الدولة بمعلومات حول ما يحضر له الإرهابيون، ومنها المعلومات عن التحضير لمسرحيات كيميائية جديدة على غرار ما جرى في الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق.
وكشف عن أن عشرات آلاف الإرهابيين الأجانب يستوطنون اليوم في أرياف ومناطق إدلب الشمالية، من ناحية دركوش وحتى جسر الشغور، حيث عمد هؤلاء إلى احتلال القرى التي هجروا أهلها وباتت مسكونة بهؤلاء الإرهابيون بالكامل، ويمنع على أي سوري الدخول إليها «فعلى سبيل المثال قرية الجميلية يقطنها إرهابيون شيشان، وقرية الزنبقي يقطنها الإيغور، وهناك العديد من القرى على الحدود مع تركيا يقطنها هؤلاء الإرهابيون الأجانب مع عائلاتهم، وهم يأتمرون بأمر من التركي، الذي دفع بهم اليوم إلى جبهات القتال في ريف حماة وزودهم بكامل الدعم من السلاح وغيره».
وبين أن تركيا لا ترغب بأي عملية سياسية، ومشروعها التوسعي واضح، وهو لن ينجح بعزيمة الجيش وإصراره على تحرير الأرض.
بدورها اعتبرت عضو المجلس عن محافظة إدلب فاطمة خميس، أن معركة إدلب لن تنتهي بأشهر والموضوع صعب جداً باعتبار أنه أصبح ملفاً دولياً معقداً نتيجة تدخل العديد من الدول فيه، «وبالتالي فإن الخيار العسكري لن يسير بالشكل السريع وكذلك الحال بالنسبة للمصالحات».
وفيما يتعلق بموضوع المخطوفين كشفت خميس لـ«الوطن»، أن «هناك أعداداً من المخطوفين موجودين حالياً في تركيا وتم توثيقهم في مقاطع فيديو وصلت إلينا حتى إنه تم تحديد المناطق التي يوجدون فيها داخل تركيا».
واعتبرت، أن المسلحين في إدلب يحاولون المماطلة في ملف المخطوفين لتضييع الوقت والضغط على الدولة السورية، مشيرة إلى أن دخول أرتال عسكرية تركية إلى بعض المناطق في المحافظة يعد احتلالاً.
النائبة خميس، أكدت أن أكثر من 85 في المئة من الأهالي في المحافظة مؤيدون للدولة وينتظرون بأي لحظة دخول الجيش، وأنه يومياً يتم التواصل مع بعض الأهالي، مشيرة إلى أن هناك معاناة كبيرة للكثير منهم في ظل وجود المسلحين.
وذكرت خميس بعض الحالات التي يعاني منها الأهالي، منها أن بعضهم يدفعون أجرة إقامتهم في منازلهم رغم أنها ملك لهم، لأن ذويهم يعملون في مؤسسات الدولة، وآخرون تمت مصادرة محاصيل أراضيهم وخصوصاً الزيتون.