ثقافة وفن

«أوراق علوم البلاغة» نحو موسوعة كتب البلاغة ورسائلها ومقالاتها

| سارة سلامة

صدر عن وزارة الثقافة الهيئة العامة للكتاب كتاب بعنوان (أوراق علوم البلاغة) «نحو موسوعة البلاغة ورسائلها ومقالاتها» للدكتور عبد الكريم محمد حسين أستاذ النقد العربي القديم في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، متضمناً أكثر من ألف عنوان، في 704 صفحات من القطع المتوسط.

مقدمة الكاتب
قبل الطريق: (ليس هذا الكتاب استقصاء لكل ما كتب في البلاغة، فذلكم بحر لا يحيط به فرد وحده، وليس الكتاب في تاريخ الكتب، لأنه لا يذكر تاريخ طباعة كل كتاب عند ذكره، فليس ذلك من شرط المؤلف، الغرض من الكتاب خدمة الباحثين وطلاب العلم الجامعي في الدلالة على ما كتب في البلاغة العربية مرتبة وفق تاريخ وفيات العلماء المتقدمين، فإن تعذر على الباحث معرفة وفاة العالم جعل تاريخ الطباعة أساساً لذكر الكتاب في موضعه، وربما نبه على موضع الوفاة أو الطباعة عند التعدد بوضع خط تحت الجهة المعدودة في التصنيف).

أوراق علوم البلاغة
هذه بداية الكتاب تذكر الكتب على ما تقدم من الخطة، وتغفل الرسائل البلاغية المطوية في الكتب المذكورة من بعد:
مجاز القرآن، صنعة أبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي عارض أصوله وعلق عليه، محمد فؤاد سيزكين، بيروت- مؤسسة الرسالة، 1981: لتأليف الكتاب سبب وجيه حملته الرواية الآتية (عن أبي عبيدة قال: «أرسل إليّ الفضل بن الربيع إلى النصرة في الخروج إليه، فقدمت عليه، وكنت أخبر عن تجبره، فأذن لي، فدخلت، وهو في مجلس له طويل عريض. فيه بساط واحد قد ملأه، وفي صدره فرش عالية لا يرتقي إليها إلا على كرسي، وهو جالس عليها، فسلمت بالوزارة، فرد وضحك إلي، واستدناني حتى جلست مع فرشه، ثم سألني، وألطفني، وبسطني، وقال: أنشدني فأنشدته من عيون أشعار أحفظها جاهلية فقال لي: قد عرفت أكثر هذه، وأريد من ملح الشعر، فأنشدته، فطرب، وضحك، وزاد نشاطه، ثم دخل رجل في زي الكتاب، له هيئة، فأجلسه إلى جانبي، وقال له: أتعرف هذا؟ قال: لا، قال: هذا أبو عبيدة علامة أهل البصرة، أقدمناه، لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل، وقرظه لفعله هذا، وقال لي: إن كنت إليك لمشتاقاً، وقد سئلت عن مسألة، أفتأذن لي أن أعرفك إياها؟ قلت: هات، قال: قال اللـه تعالى: «طلعها كأنه رؤوس الشياطين» وإنما يقع الوعد والإيعاد بما قد عرف مثله، وهذا لم يعرف، فقلت: إنما كلم اللـه العرب على قدر كلامهم، أما سمعت قول امرئ القيس:

أيقتلني والمشرفي مضاجعي
ومسنونة زرق كأنياب أغوال

وهم لم يروا الغول قط، ولكنه لما كان أمر الغول يهولم أوعدوا به، فاستحسن الفضل ذلك، واستحسنه السائل، واعتقدت من ذلك اليوم أن أصنع كتاباً في القرآن لمثل هذا وأشباهه.
سحر البلاغة وسر البراعة، لأبي منصور عبد الملك الثعالبي النيسابوري صححه وضبطه عبد السلام الحوفي- بيروت دار الكتب العلمية: تناول المؤلف في كتابه مجموعة من الفضول سماها كتباً باستقلال موضوعاتها، واشتراكها في أثرها البلاغي الموسوم بسحر البلاغة، وهي أربعة عشر كتاباً في الموضوعات الآتية: ذكر اللـه ورسوله وكتابه، الأزمنة والأمكنة وما يتصل بها وما يشاكلها، أحوال الإنسان من لدن صغره ونمائه إلى كبره وانتهائه، الطعام والشراب وما ينضاف إليهما ويقترن بهما، النظم والنثر وأصحابهما وآلاتهما وأدواتهما.
الممادح والأثنية وما يجري مجراها، المساوئ والمقابح وما يدانيها، العيادة وما يجانسها، التهاني والتهادي وما ينخرط في سلكها، التعازي وما يليق بها، الإخوانيات وما يأخذ مأخذها، السلطانيات وما يقع في أبوابها، الشوارد والفوارد وما يشبهها، الأمثال والحكم والمواعظ وما يحذو حذوها، الكتاب إبداع في كتابة أبي منصور الثعالبي في وصف تلك الموضوعات من ذلك قوله في وصف الشعر «قصيدة في فنها فريدة، قصيدة أخلصت على قصد، وفريدة أتت من فرد، هي صوب العقول تغبر في نواصي الفحول، عروس كستها القوافي، وحلتها المعاني، شعر يترقرق فيه ماء الطبع، ويرتفع له حجاب القلب والسمع». وهذا نص يكشف عن مفهوم الشعر لديه، وأسلوبه في التعبير عنه، والكتاب كله من هذا الباب منبعه، وعلى هذا النسق معدنه.

أخيراً
يعتبر الكتاب مكتبة لمقالات علماء البلاغة وكتبهم ورسائلهم الجامعية، يقدم ببلوغرافيا مرتبة وفق وفيات القدماء، ووفق طبعات المعاصرين على آثاره تتناول رؤية المؤلف أو منهجه من خلال بعض دعواه بغية تحريك سكون البلاغيين وعلماء البلاغة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن