أرخت نتائج الأيام الثلاثة الأولى من كأس إفريقيا المقامة حالياً في مصر بظلالها على المنتخبات الكبيرة التي باتت تحذر الصغار الذين يحاولون مجاراتهم وقد صمد بعضهم وخسروا بشق النفس وحقق آخرون المفاجأة أو أنصافها وتنطبق حالة الحذر على أسود الكاميرون حاملي اللقب ونجوم غانا السود عندما يفتتحان مشوارهما في البطولة بمواجهة غينيا بيساو وبنين على التوالي ضمن المجموعة السادسة.
وكانت منافسات اليوم الثالث شهدت ثلاثة انتصارات نظيفة ومستحقة لكل من المغرب والجزائر والسنغال على حساب ناميبيا وتنزانيا وكينيا.
أبطال ولكن
في نسخة 2017 عاد أسود الكاميرون إلى البطولة بقوة عقب سقوط من الدور الأول من بطولة 2015 وغياب قسري عن نسختي 2012 و2013 واستطاع الفريق تحت قيادة المدرب البلجيكي هوغو بروس الظفر باللقب الخامس على حساب الفراعنة بالنهائي واليوم تبدأ الأسود المتوحشة حملة الدفاع عن لقبها وسط تساؤلات حول مقدرتها على الاحتفاظ بالكأس وخاصة بعد المشاكل الإدارية والمالية التي سبقت مجيئها إلى مصر، فقد هدد بعض اللاعبين بعدم خوض البطولة إذا لم يستلموا مكافآت التتويج الأخير التي وعدوا بها.
التشكيلة الحالية للفريق تضم معظم اللاعبين الذي فازوا بنهائي 2017 وعلى رأسهم تشوبو موتينغ وكلينتون نجي وباسوغوغ الذي اختير يومها أفضل لاعب في البطولة وكذلك كارل إيكامبي إلا أن الحال تغيرت قليلاً فقد بلغوا النهائيات بسبب ضعف المنافسين وهم الموعودون بالمشاركة أصلاً على اعتبار ما كان من أمر استضافة الكاميرون للبطولة قبل أن تنتقل إلى مصر، أما المدرب فهو الهولندي الشهير كلارنس سيدروف صاحب التجربة الضئيلة في مثل هذه البطولات وقد قاد الفريق في تسع مباريات منذ تسلمه المهمة قبل عشرة أشهر ففاز بثلثها وتعادل بثلثها وخسر بالثلث أيضاً، وعليه فإن المهمة ستكون صعبة على الأسود إلا إذا وضعوا كل الأمور الأخرى جانباً وتفرغوا للقب السادس.
بداية مكهربة
من يتابع مشوار الأسود في النسخة الماضية يدرك أنهم فريق كبير ويملك النفس الطويل ويومها حقق فوزاً وحيداً بالدور الأول مقابل تعادلين، أما الفوز فقد جاء على حساب غينيا بيساو المنافس الأول له الليلة في الإسماعيلية وتحقق يومها بصعوبة وهو ما يسعى رفاق الحارس أندريه أونانا لعدم الوقوع فيه مرة جديدة وخاصة عقب الصعوبة التي واجهت الكبار في البطولة حتى الآن، وخاصة أن الفريق الغيني الذي يشارك للمرة الثانية فقط والذي يقوده المدرب المواطن باسيرو كاندي يطمح إلى التأهل إلى الدور الثاني بسبب نظام البطولة ومن ثم فإنه يبحث عن فوز أول فيها وفي حال حدث الليلة فسيرتفع شأن الفريق المكنى بالكلاب البرية.
يدين الغينيون بالتأهل الأول إلى نهائيات 2017 وجاء يومها على حساب زامبيا والكونغو للمدرب باسيرو كاندي الذي استطاع قيادة المنتخب مجدداً إلى النهائيات على حساب زامبيا أيضاً وناميبيا وموزمبيق وفي المرتين من مركز الصدارة، وبعد تجربة الدور الأول في النسخة الماضية أصبح المدرب يطمح لأكثر من مشاركة مشرفة ويتطلع إلى بلوغ أدوار الإقصاء ولاسيما مع سهولة نظام البطولة بوجود 24 منتخباً، ويجزم المدرب البالغ من العمر 52 عاماً أنه لن يكون أقل من المنتخبات الصغيرة التي ظهرت حتى الآن في البطولة، يذكر أن ثلاث مباريات جمعت الفريقين انتهت جميعها للكاميرون.
عقدة النجوم
وإذا كان المنتخب الكاميروني يسعى للاحتفاظ بلقبه فإن نظيره الغاني منافسه بالمجموعة السادسة يحلم باستعادة أمجاده الغابرة بعد ست بطولات متتالية لامس فيها اللقب لكنه تعثر بالخطوة الأخيرة أو قبلها، ويحز في نفس الغانيين أنهم توجوا باللقب الرابع قبل أن يظهر الكاميرونيون على منصات التتويج وهاهم الأسود تقدموا على النجوم السوداء بعدد الألقاب.
واستحق المنتخب الغاني لقب غير المحظوظ ولاسيما أنه استطاع بلوغ مربع الكبار في النسخ الست الأخيرة وخسر النهائي مرتين آخرهما عام 2015 بركلات الترجيح، ويتعادل النجوم مع الفراعنة والنسور الخضر بعدد مرات الحلول بين الأربعة الأوائل بواقع 14 مرة وينفرد عنهما بأنه بلغ المربع في ست نسخ متتالية.
اللقب الخامس
إذا هو ما يبحث عنه النجوم في مصر وهم الذين لا يحملون ذكريات طيبة على أرض الكنانة فلم يحضروا هناك سوى بطولة واحدة (2006) خرج من دورها الأول، ويبدأ الغانيون البطولة بلقاء بنين وهو أسهل اللقاءات نظرياً إلا أن بعد المباريات الأولى في البطولة فلا يمكن الإقرار بذلك، ولذلك يدخل الأخوان آيو ورفاقهما المباراة باحثين عن حصد أول ثلاث نقاط تحسباً لأي طارئ.
ويقود المنتخب المدرب جميس أبياه الذي سبق له قيادته بين 2012 و2014 ويعول على تشكيلة تعج بالخبراء ويقودها على أرض الملعب أساموا جيان عميد اللاعبين والهداف التاريخي ومعه كوادو أساموا وأندريه وجوردان آيو وكل هؤلاء كانوا حاضرين خلال النسخ الست الأخيرة، وتضم البعثة الغانية إلى الإسماعيلية 22 محترفاً جرياً على عادة النجوم السوداء منذ عقدين.
وإذا كان الغانيون يبحثون عن فك عقدة اللقب فإن سناجب بنين تبحث عن فوز أول في البطولة فقد سبق لها أن شاركت 3 مرات من قبل (بين 2004 و2010) ولم تعرف إلا تعادلاً يتيماً مقابل 8 هزائم ولن نكون مخطئين إذا اعتبرنا تعادلاً ثانياً لن يكون سيئاً لفريق يلعب كل أفراده في أندية ثانوية خارج البلاد وأشهرهم ستيف مونيه (هيدرسفيلد)، وكان الفريقان تقابلا 6 مرات رسمياً ضمن تصفيات إفريقيا والمونديال ففاز الغانيون 4 مرات وخسروا مرة وتعادلوا بأخرى.
انتصارات متفاوتة
وكان اليوم الثالث في البطولة شهد انتصارات متفاوتة الصعوبة فقد تعذب المنتخب المغربي طويلاً واحتاج إلى مساعدة من المنافس والدقيقة قبل الأخيرة ليحقق فوزاً شاقاً على نظيره الناميبي بهدف المدافع كيوميني بمرماه، وهو الهدف الأول عبر النيران الصديقة في البطولة، ومن سوء حظ اللاعب كيوميني (المهاجم) أنه كان وراء الخطأ الذي جاء منه الهدف قبل أن يحول كرة رأسية بمرمى فريقه وأكمل الليلة السيئة ببطاقة صفراء هي الوحيدة في اللقاء.
وفي المجموعة الثالثة لم يتأثر أسود السنغال بغياب نجمهم الأعلى ماني (الموقوف) وخرجوا بثلاث نقاط بفوزهم على تنزانيا بهدفي كيتا بالدي وكربيين دياتا والأول سجل هدفه الخامس دولياً على حين الثاني (20 عاماً) افتتح أهدافه الدولية، وهيمن السنغاليون على المباراة من الباب للمحراب إلا أنهم اكتفوا بالثنائية في حين اكتفى منافسوهم بالفرجة على الفرص المهدورة التي بلغت 20 فرصة سانحة.
وفي المجموعة ذاتها حقق محاربو الصحراء الفوز بالنتيجة ذاتها على كينيا مع فارق أنهم حسموا الأمور منذ الشوط عبر ركلة جزاء (هي الثانية في البطولة) نفذها بغداد بونجاح مسجلاً هدفه رقم 12 خلال 24 مباراة دولية وسجل رياض محرز الهدف الثاني وهو الحادي عشر لنجم السيتي في 43 مباراة، أما فوز الجزائر فقد حمل الرقم 23 في البطولة مقابل 25 هزيمة و20 تعادلاً.
مواعيد
• أمس: ساحل العاج * جنوب إفريقيا 1/صفر، تونس * أنغولا، مالي * موريتانيا.
• اليوم: الكاميرون * غينيا بيساو (8.00)، غانا * بنين (11.00).
• غداً: نيجيريا * غينيا (5.30)، أوغندا * زيمبابوي (8.00)، مصر * الكونغو الديمقراطية (11.00).