قطع فريق الجيش نصف المشوار نحو التأهل لنهائي بطولة الاتحاد الآسيوي عن منطقة غرب آسيا بعد فوزه على فريق الجزيرة الأردني بثلاثة أهداف نظيفة في مباراة الذهاب التي جرت في البحرين مساء الثلاثاء الماضي، ويلتقي الفريقان ثانية مساء اليوم الساعة 7٫30 في عمان بمباراة الإياب الحاسمة.
وأدى الفريقان مباراة كبيرة ذهاباً، وكان فريقنا (الأذكى) في الشوط الثاني عندما سجل أهداف فوزه الثلاثة وكانت كلها جميلة وملعوبة وإن كان أجملها هدف الواكد من منتصف الملعب وقد رشحه البعض لجائزة بوشكاش، وقبل هذا الهدف سجل باسل مصطفى هدفين، الأول برأسه متابعاً عرضية من حرة غير مباشرة والثاني بتسديدة ذكية من خارج الجزاء مستفيداً من تمريرة الواكد.
وتعامل (الجبّان) بحرفنة مع المباراة، حيث ترك فريق الجزيرة يصول ويجول في الشوط الأول ليستنفد قواه، وليكتشف ثغرات خصمه، مع التشديد على الأداء الدفاعي الصلب الذي كان له الدور الأكبر في الحفاظ على نظافة الشباك، لكن الدقائق الأخيرة من الشوط الأول شهدت تحولاً كبيراً بخروج عبد الملك عنيزان بالحمراء، فاعتقد المتابعون أن الشوط الثاني ستميل الكفة راجحة للضيف الأردني.
تكتيك الجيش في الشوط الثاني كان ناجحاً وخاصة في الشق الدفاعي حيث لم يسمح دفاعنا لمهاجمي الفريق المنافس بالدخول إلى المنطقة الخطرة.
ولم يمنحهم الفرصة للتجوال المريح، واستطاع وسطنا تمرير كرات ذكية لمهاجمينا كان لها الأثر الكبير في تشكيل خطورة على مرمى الفريق الأردني.
ولوحظ أن لاعبينا آثروا العمل الجماعي فغابت الأنانية وظهر التفاهم واضحاً وخصوصاً بين الواكد والمصطفى اللذين كانا رمانة الميزان في الفريق.
التحدي الكبير
للإنصاف والعدل نقول: الفريق الأردني لم يكن في يومه بمباراة الذهاب وصحيح أنه استحوذ على الكرة أكثر من فريق الجيش إلا أن استحواذه كان سلبياً لأنه لم يستثمره فرصاً خطيرة أو أهدافاً، وربما دفاع الجيش (شلّ) حركة المهاجمين، وخبرة وسطنا بالتضييق على لاعبي الفريق الأردني أجهضت محاولاتهم لأداء كروي إيجابي وصدمة الخسارة القاسية على الفريق الأردني وجمهوره كان لها آثارها الكبيرة، وربما التهديد الأكبر سيلاقيه المدرب التونسي الذي قد يغادر الفريق مساء اليوم.
من هنا سنجد حرص الفريق الأردني على مصالحة جماهيره بالدرجة الأولى وحرص المدرب على ترك بصمة بالفريق حتى لا يخرج من الموسم بلا حمص.
وبناء عليه فإن متغيرات كثيرة ستحصل بمباراة اليوم، أولها أن فريق الجيش سيلعب على أرض الفريق المنافس وأمام جمهوره العريض، وثانيها: إن أخطاء الفريق بلقاء الذهاب سيتم إصلاحها ويتحدث المدرب أن الشوط الأول انتهى بتقدم الجيش لكن أمامنا شوطاً آخر حاسماً، فهل يسير الجزيرة نحو (ريمونتادا) كما فعلت الفرق الأوروبية ببطولة أندية أوروبا؟
رغم أن هذا الكلام لا يخلو من الحرب الإعلامية التي هدفها كسر الروح المعنوية لفريقنا، إلا أن بعضاً منها صحيح، ويتمثل بالضغط الكبير الذي سيمارسه الفريق الأردني على زعيم الكرة السورية فضلاً عن ضغط الجمهور وعوامل أخرى قد تصب بمصلحة أصحاب الأرض، وهنا يكمن الحذر.
برهان آخر
فريق الجيش ومدربه أمام امتحان جديد وبرهان آخر ليثبتوا للجميع أنهم يستحقون لقب الزعيم ولقب الفريق الأفضل هذا الموسم.
ونحن ندرك تماماً أن الفريق مستوعب لكل الأوراق الرابحة المحيطة بالمباراة والتي يسعى فريق الضيافة لاستثمارها لمصلحته وقلب الطاولة على ضيفه.
بالمحصلة العامة فإن مفهوم (الريمونتادا) غير مفعّل حتى الآن في الدوريات العربية والآسيوية، لأن لاعبنا العربي ما زال بحاجة إلى وقت طويل ليتحلى بثقافة الفوز.
الجيش سيدخل المباراة وفي قبضته مقاليد الأمور وميزان المجريات وهو الأقدر على التحكم بها من خلال الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها ومن خلال الرقم الذي منحه أفضلية كبيرة على خصمه، ففريقنا يملك أكثر من ثمانين بالمئة من حظوظ التأهل بينما لا يملك الفريق الأردني أكثر من عشرين بالمئة.
الجيش يتأهل بالفوز والتعادل بأي نتيجة، والخسارة بفارق هدفين تؤهل الجيش أيضاً، والخسارة صفر/3 تحيل المباراة إلى شوطين إضافيين وإن لم تحسم فيهما، فسيحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، أما أصحاب الضيافة فإنهم يحتاجون إلى الفوز بفارق أربعة أهداف للتأهل، وهذا أمر صعب لتقارب مستوى الفريقين.
الجيش في المباراة عليه كسب الوقت لمصلحته، والمدرب عليه إيجاد البديل المناسب لعبد الملك عنيزان الغائب عن المباراة لنيله البطاقة الحمراء في مباراة الذهاب.
التركيز والهدوء هما مفتاح التأهل، لأن ضغط المباراة على الفريق الأردني سيجعل تركيز لاعبيه سلبياً وخصوصاً إذا مر الشوط الأول من دون أهداف، ما قد يظهر عصبية اللاعبين وخشونتهم، لهذا علينا الحذر منه حتى لا ينجر لاعبونا إلى بطاقات ملونة هم بغنى عنها وخصوصاً أن الفريق بحاجة إلى كل لاعب في المباراة الختامية.
تنتهي المباراة حكماً عندما يسجل الجيش هدفاً، لأنه يصعّب المهمة كثيراً على فريق الجزيرة الذي سيصبح عليه تسجيل خمسة أهداف وهذا بعرف المراقبين أقرب للمستحيل.
إذاً فريق الجيش ذاهب إلى المباراة النهائية، لكن حذار من البطاقات الحمراء، وحذار من الأخطاء ضمن الجزاء، وحذار من العصبية والانجرار نحو ما لا يحمد عقباه، وأخيراً الثقة بالنفس ضرورية وهي عكس الغرور والاستهتار، وبالتوفيق لسفيرنا في البطولة الآسيوية.