سورية

لقاء احتجاجي لفصائل منظمة التحرير بدمشق … عبد الهادي لـ«الوطن»: كما صمدت سورية سنصمد

| الوطن

أكدت الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سورية، أن ما يسمى «صفقة القرن» المشبوهة المقرر تمريرها اليوم في «ورشة البحرين»، لن تمر وأنها حبر على ورق، ورأت أنه كما صمدت سورية وواجهت المؤامرة الإرهابية، سيواجه الفلسطينيون هذه «الصفقة»، معتبرة أن تشييد مستوطنة في الجولان العربي السوري المحتل باسم «هضبة ترامب» هو إفلاس سياسي.
ونظمت الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس، لقاء احتجاجياً استنكاراً وشجباً لـ«ورشة البحرين» و«صفقة القرن» في مقر المجلس الوطني الفلسطيني بدمشق، حضرها ممثلون فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في سورية ومنظمة الصاعقة وعدد من أبناء الشعب الفلسطيني والفعاليات والقوى الفلسطينية.
وفي تصريح لـــ«الوطن» على هامش اللقاء، قال مدير الدائرة السياسية للمنظمة السفير أنور عبد الهادي: «أطمئنكم أنه لن تمر أية قرارات مشبوهة وكل عملهم ونشاطهم في ورشة المنامة الهزيلة هي حبر على ورق، لأن الشعب الفلسطيني بإجماع قواه الوطنية وقيادته الوطنية والرئيس محمود عباس قالوا لا مهما دفعنا من تضحيات».
وأضاف: «نحن متمسكون بثوابت وطنية فلسطينية في حقنا بإقامة دولتنا المستقلة على خط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية وحق العودة»، مشدداً على أن المجتمعين في الورشة لن يجدوا فلسطينياً يتزحزح عن هذه الثوابت.
ورأى عبد الهادي، أن الولايات المتحدة الأميركية وكيان الاحتلال الإسرائيلي يستطيعان أن ينفذا هذه المؤامرة في حال واحد وهو إقدامهما على قتل 13 مليون فلسطيني، وقال: «لذلك نحن واثقون بأنه لو بقي فلسطيني واحد لن تمر هذه المؤامرة، لأن الشعب الفلسطيني دفع آلاف الشهداء وآلاف الجرحى والأسرى لكي لا تباع القدس، فلو دفعوا آلاف المليارات وليس فقط 50 مليار دولار لن نفرط بفلسطين والقدس».
وشدد عبد الهادي على أن كلامه له أهمية لكونه يتحدث من عاصمة سورية دمشق التي صمدت ودفعت آلاف الشهداء ودماراً كبيراً فيها من أجل أن تقول للشعب الفلسطيني «نحن معك.. لن نفرط بالقضية الفلسطينية، فهذا شيء مهم»، معتبراً أنه كما صمدت سورية وواجهت المؤامرة الإرهابية هم (الفلسطينيون) سيصمدون وسيواجهون المؤامرة الإرهابية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في موضوع ما يسمى بـ«صفقة القرن».
وحول الانقسام الحاصل بين القوى الفلسطينية، قال عبد الهادي: «لا يوجد انقسام بل توجد فئة ضالة تخطف منطقة معينة من فلسطين وتحاول أن تقيم عليها سلطة، وللأسف الشديد سلطة هزيلة، فالشعب الفلسطيني موحد مع وحدة أراضيه في الضفة الغربية وغزة في دولته المستقلة»، في إشارة إلى حركة «حماس».
وبخصوص تدشين رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي مستوطنة جديدة في الجولان العربي السوري المحتل باسم «هضبة ترامب» قبل انعقاد «ورشة البحرين»، أكد عبد الهادي أن هذه التصرفات هي تصرفات للناس العاجزة المفتقدة إلى القدرة وأنها مجرد رفع سقوف لكونها في أزمة ومأزق لأنها تعرف أن مشاريعها ستفشل، مضيفاً: «هل من المعقول أن تكون الجولان أرضاً «إسرائيلية». إن الشعب السوري الجبار الذي قاتل وقاوم الإرهاب لمدة ثماني سنوات، حكماً ستكون بالنسبة له الجولان معركة بسيطة وسيحررها كما سنحرر القدس».
وكان عبد الهادي افتتح اللقاء بكلمة جدد فيها التأكيد على رفض الشعب الفلسطيني لـ«ورشة البحرين» و«صفة القرن»، كما تحدث عن الموقف الفلسطيني من هذه المؤامرة.
وفي تصريح مماثل لـــ«الوطن»، أكد السفير المناوب في سفارة دولة فلسطين في سورية عماد الكردي، أن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني سيرفضان كل ما ينتج عن «ورشة البحرين» وكل ما يتعلق بـ«صفقة القرن» التي تستهدف المنطقة العربية بأكملها لتقسيمها وتفتيتها.
واعتبر، أن منظمة التحرير اليوم قدمت الكثير من التنازلات في سبيل أن يعم السلام في منطقتنا العربية ومنها «اتفاق أوسلو»، الذي ينص على إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي 67، وأضاف: «ولكن في المستقبل إن لم تتحقق رغباتنا ومطالبنا نقول إننا سنعيد تقييم ما جرى من اتفاقيات وتعهدات إذا لم يلتزم المجتمع الدولي ويضغط على الكيان الصهيوني لتنفيذ التعهدات وستكون هناك مقاومة شعبية سلمية ممكن أن تصل إلى حالة عصيان مدني ضد الاحتلال وسنعري كل من يقف معه».
وأكد الكردي أن ما يسمى بـ«الربيع العربي» هو جزء من «صفقة القرن»، ولكن من سوء حظهم أنهم لم يعرفوا سورية، «فصمودها أفشل هذه المخططات وبالتالي عمقنا الإستراتيجي موجود في سورية وفي الشارع العربي».
وحول تدشين «هضبة ترامب» رأى الكردي، أن تلك الخطوة نوع من «الإفلاس السياسي»، مؤكداً أن «الجولان عربي سوري كان وسيبقى» وأنه لا يحق لنتنياهو ولا لترامب أن ينتزع الصفة العروبية عن أرض الجولان العربي السوري المحتل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن