الأولى

ارتياح كبير لـ«صفعة» اسطنبول وأمل بمرحلة جديدة … نواب في مجلس الشعب: أردوغان «سقط سقوطاً مدوياً»

| سيلفا رزوق

لم يشكل نبأ سقوط حزب العدالة والتنمية في اسطنبول، خبراً مفاجئاً على السوريين، الذين عهدوا سقوط كل من تآمر على بلدهم وكال لهم العداء والقتل والتدمير.
الصفعة القوية التي وجهها الشعب التركي لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أوصلت رسائلها الواضحة لمن يهمه الأمر سواء لأردوغان أو حزبه، أو حتى لمناصريه من بين «اللاجئين» السوريين، ليأتي الرد من داعمهم الأساسي بتخليه عنهم عند أول مفترق طرق سياسي له.
مؤيدو أردوغان من إرهابيي سورية وغيرها، اختاروا الصمت على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما بدا الارتياح واضحاً على وجوه السوريين، الذين خبروا غدر وخيانة جارهم الإخونجي، جازمين بأن مرحلة جديدة باتت على الأبواب لن يكون للاعب التركي صولاته وجولاته بها.
أعضاء مجلس الشعب اعتبروا، أن الهزيمة التي لحقت بـ«أردوغان» هي «أمر إيجابي»، وستلقي بظلالها على سياسة النظام الحاكم في تركيا، وتؤثر بالضرورة على الملف السوري.
وفي تصريح لـ«الوطن» اعتبر عضو المجلس عمر أوسي، أن فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، وبفارق كبير من الأصوات، شكل سقوطاً مدوياً لـ«العدالة والتنمية»، وانتكاسة لأردوغان شخصياً.
وأعرب أوسي عن اعتقاده، بأن ما جرى سيكون له تداعيات كبرى على مستقبل أردوغان السياسي، في الأشهر والسنوات القادمة.
أوسي الذي لم يستبعد حصول انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة في تركيا، اعتبر أن هذا البلد سيشهد في المرحلة القادمة حالة من «اللا استقرار السياسي»، مشيراً إلى أن أردوغان سينحسر دوره وسيغيب عن الساحة تدريجياً في الفترة القادمة، وستصعد المعارضة التي باتت تسيطر اليوم على كبريات المدن التركية.
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، أوضح عضو المجلس فارس الشهابي، أنه من غير المستحسن رفع مستوى التوقعات من هذه الهزيمة، على اعتبار أن الطرف الذي نجح في الانتخابات من غير المتوقع أن يكون صديقاً لسورية، لكنه حتماً أقل شراً وعدوانية من أردوغان، كما أنه لن يحتضن تنظيم «الإخوان المسلمين» الإرهابي، ويدعمهم كما احتضنهم أردوغان، ذو الأطماع العثمانية.
ووصف الشهابي ما حصل بـ«الإيجابي»، وبأنه أول خطوة على طريق هزيمة أردوغان على مستوى تركيا»، لأنه خرج من اسطنبول، وهذا مؤشر قوي جداً على قرب سقوط أردوغان».
الشهابي رأى أن نظام أردوغان سيلجأ إلى التصعيد في الملف السوري، لأن خسارته لورقة إدلب ومعركة الشمال ستعجل من سقوطه في تركياً، لافتاً إلى أن هذا النظام سيتمسك أكثر ويكون أكثر عناداً فيما يخص معركة الشمال.
بدورها أشارت عضو المجلس الشعب نورا أريسيان في تصريح لـ«الوطن»، أن هزيمة أردوغان كانت نتيجة لأسباب داخلية تعود إلى محاولة الانقلاب العسكرية، وكذلك حصر صلاحيات كبيرة في يده من جراء تغيير النظام السياسي إلى رئاسي، أما خارجياً، فالهزيمة ستؤثر على هيبة أردوغان في الخارج والسياسة الخارجية لتركيا، معتبرة أن هذه المؤشرات، تدل على أن بعض التغيرات ستطرأ في سياسة تركيا حيال سورية، لكن بالمجمل وبحسب أريسيان فإن «تركيا مازالت تحلم بمشروعها التوسعي، وهي مازالت تحتل أجزاء من الأراضي السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن