سورية

عقد اجتماعه في دمشق تحت شعار «من القدس إلى الجولان.. الأرض لنا» … المؤتمر العام للأحزاب العربية: فلسطين لا تباع ولا تشترى

| موفق محمد

في وقت كان فيه الصهاينة يدنسون أرض البحرين عبر المشاركة في «ورشة البحرين» الرامية إلى ترويج ما بات يعرف بالشق الاقتصادي من «صفقة القرن» التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، انطلقت في دمشق أمس أعمال اجتماع الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية في دورته العادية الثانية والستين تحت عنوان «من القدس إلى الجولان.. الأرض لنا».
وشارك في اجتماع الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية الذي يستمر يومين أحزاب من سورية وفلسطين ولبنان والبحرين وتونس والأردن ومصر واليمن، ويترأسه رئيس المؤتمر العام صفوان قدسي الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي أحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية في سورية.
وخلال افتتاح أعمال الدورة لفت قدسي في كلمة له إلى أهمية استضافة سورية لهذا الاجتماع، مؤكداً «تغير الظروف في سورية التي باتت في ربع الساعة الأخير من تحقيق النصر الكامل على المؤامرة» التي تستهدفها منذ أكثر من ثماني سنوات.
وأكد قدسي ضرورة الحوار البناء بين ممثلي الأحزاب العربية المشاركة في المؤتمر وتقديم الرؤى والأفكار لاتخاذ موقف حيال مختلف القضايا العربية.
بدوره، أشار الأمين العام للمؤتمر قاسم صالح إلى أن انعقاد أعمال الدورة بدمشق قلعة العروبة وقلب الأمة النابض يترافق مع ما تمر به الأمة من ظروف خطيرة وتحولات وتحديات لم تشهد لها مثيلاً استهدفت تقسيمها بما يتسق مع المشروع الاستعماري الجديد الذي يسعى إلى تفتيت دولها خدمة للعدو الصهيوني وصولاً إلى تصفية القضية الفلسطينية لافتاً إلى أن ما يسمى «صفقة القرن» تمثل ترجمة لهذا المشروع الخطير.
وأكد صالح، أن سورية شكلت خط الدفاع الأول عن مصالح الأمة العربية وقضاياها فألحقت الهزيمة بالإرهاب التكفيري، مشدداً على رفض كل أشكال الحصار على المقاومة التي وجدت لتحرير جميع الأراضي العربية المغتصبة في جنوب لبنان والجولان العربي السوري وفلسطين.
واعتبر صالح أن معيار العروبة هو دعم الشعب الفلسطيني الأبي وقضيته المحقة ومقاومته الباسلة، وأدان الدول العربية المشاركة في «ورشة البحرين» وندد بالصفقات التي يسوقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بغية وأد القضية وخطوات التطبيع التي تقوم بها أنظمة الخليج مع العدو الصهيوني، ثم استعرض صالح الأوضاع والتحديات التي تواجهها الشعوب العربية في اليمن والبحرين وليبيا والجزائر والسودان.
من جانبه، أكد نائب رئيس المؤتمر حسن عز الدين مسؤول العلاقات العربية في حزب اللـه، أن الانتصارات التي حققتها سورية على الإرهاب أحدثت نقطة تحول كبيرة بالمنطقة، مبيناً أن المقاومة لم تعد خياراً بل أصبحت سلوكاً يومياً يجب تعميمه في كل مكان يواجه الظلم والاحتلال وثقافة كل عربي وخاصة أنها أثبتت قوتها وقدرتها على الانتصار.
وشدد عز الدين على أن فلسطين ستبقى القضية المركزية والجميع معني بها فهي أرض عربية مقدسة لن يستطيع أحد بيعها بل ستعود إلى أصحابها الشرعيين.
عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام مهدي دخل اللـه أكد في كلمته أن المقاومة لم تعد تمثل قضية سياسية ووطنية وقومية فحسب بل باتت «مسألة وجود أو لا جود.. حياة أو موت»، مشيراً إلى المعاني العظيمة لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة أعتى أشكال الاستعمار الاستيطاني التي عرفها التاريخ.
ولفت دخل اللـه إلى أنه جرت العادة، أن يقدم «السيد» المال لتابعه، ولكن في «صفقة القرن» فإن التابع هو من يقدم المال و«السيد» هو من يأخذ، واصفاً الأمر بأنه «مضحك مبك».
ودعا دخل اللـه إلى توحيد الحركة القومية العربية بشكل حقيقي وليس بالشعارات فقط واتباع نهج النقد الذاتي البناء شريطة ألا يكون هداماً يؤدي إلى الاستسلام، مؤكداً أن الوعي العربي تجاه قضايا الأمة يجب ألا يقف عند حدود الشعارات.
وشدد دخل اللـه على أهمية الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الإرهاب، وقال: «هذه أول حرب ينتصر فيها جيش نظامي في حرب عصابات».
من جهته، تحدث عضو المجلس الثوري في حركة «فتح»، حنا عيسى عن الأوضاع في القدس، وأكد أن المدينة المقدسة في خطر، لافتاً إلى أن سلطات الاحتلال الصهيوني هودت ما نسبته 97 بالمئة من المدينة، «فهي تريد ابتلاع المدينة وتقول هذه عاصمتها الأبدية».
وشدد عيسى على أن شعار «فتح» هو المقاومة وهي أول من فجر الثورة ضد الاحتلال الصهيوني، مؤكدا أن أبناء الشعب الفلسطيني كبيرهم وصغيرهم يرفضون «صفقة القرن».
وفي تأكيد على رفض الشعب البحريني «لورشة البحرين» و«صفقة القرن» والتطبيع مع الكيان الصهيوني لوحظ وضع أمين عام «التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي» في البحرين حسن المرزوقي على عنقه وشاحاً اعتاد أبناء الشعب الفلسطيني وضعه وهو مرسوم على أجزاء منه العلم الوطني الفلسطيني.
وندد المرزوقي بعقد الورشة في بلاده وبالأنظمة المشاركة فيها، وقال: «شعب البحرين لا يساوم على فلسطين. فلسطين هي فلسطين لا تباع ولا تشترى».
كما تحدث خلال اليوم الأول لأعمال الدورة عضو المكتب الإعلامي في الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا رجب معتوق، ومن حركة أمل اللبنانية محمد الجباوي، ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، ونائب الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية المنصف الشابي، والأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي في اليمن نايف القانص.
وفي كلماتهم شددوا على ضرورة إعداد برنامج تصعيدي شعبي مقاوم لكسر الحصار المفروض على سورية وكل الدول المقاومة التي تقف سداً في وجه السياسات العدوانية الأميركية الصهيونية معلنين رفضهم المطلق للإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.
وأوضح المتكلمون، أن الشعوب العربية ترفض ما يسمى «الورشة الاقتصادية» التي دعت الإدارة الأميركية إلى عقدها في العاصمة البحرينية للإعلان عن الشق الاقتصادي من مؤامرة «صفقة القرن» الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية مشددين على أن «فلسطين لا تباع ولا تشترى».
وبينوا، أن مجرد الذهاب إلى المنامة يمثل مذبحة سياسية للقضية الفلسطينية ولذلك فإن المقاومة وقدراتها هي الخيار الأوحد الذي يمكن الرهان عليه داعين إلى استنهاض الشارع العربي وتفعيل الحوار الوطني الفلسطيني الشامل لاتخاذ مواقف مناهضة لـ«صفقة القرن» التي تهدف إلى تصفية الحقوق الفلسطينية.
وأكدوا أن الحرب الإرهابية على سورية جاءت لتصفية القضية الفلسطينية لأنها مرتكز الأمن القومي العربي والمدافع الأول عن حقوق الشعب الفلسطيني.
ومن المقرر أن يختتم الاجتماع أعماله اليوم بإصدار بيان ختامي يرفض فيه «ورشة البحرين» وما سينتج عنها، إضافة إلى إقامة فعالية «معاً ضد صفقة القرن.. مقاومة من أجل الانتصار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن