رياضة

ملف المباريات النهائية لكأس الجمهورية 1961- 2019 … قبلة الوصال الأولى بين الطليعة والوثبة في نهائي الغد

| إعداد محمود قرقورا

ستكون جماهير الكرة في سورية على موعد مع نهائي كأس الجمهورية بكرة القدم بداية من الثامنة مساء الغد على أرضية ملعب تشرين بين الطليعة والوثبة وكلاهما ينشد قبلة الوصال الأولى مع الكأس، والقاسم المشترك بينهما أنهما لعبا المباراة النهائية من قبل وخسرا، الطليعة أمام الكرامة في نهائي 2007 بهدف لاثنين، والوثبة في نهائي 2011 أمام الاتحاد بهدف لثلاثة.
لا شك أن كلاً منهما استحق الوصول إلى المباراة النهائية، فالطليعة أزاح بطل الدوري ووصيفه وفي المواجهات الأربع أمامها تحلّى بشخصية البطل، والوثبة أبعد الشرطة والوحدة، ومباراة الوحدة تحديداً في حمص أظهرت أنه يمتلك شخصية البطل في هذه النسخة.
في الأعداد الماضية تناولنا ردود الأفعال في حمص وحماة حيال المباراة الحلم لكلا الناديين، واليوم تنفرد «الوطن» باستعراض ملف خاص وشامل عن المباريات النهائية لكأس الجمهورية وهذا الملف مستوحى من كتاب «كأس الجمهورية» الصادر عام 2016 بقلم كاتب هذه السطور.
وفي هذا الملف نبحر مع تاريخ الطليعة والوثبة في رحاب الكأس، كما نستعرض هوية الأندية التي خاضت مباريات التتويج وتاريخ المباريات النهائية وهدافيها وقضاتها وأبرز الومضات التي شهدتها المسابقة منذ النسخة الأولى المعتمدة 1961 مع العلم أن المسابقة انطلقت فعلياً في الأول من نيسان عام 1960 زمن الوحدة مع مصر ولكن المباراة النهائية للإقليم الشمالي بين العهد الجديد والاستقلال لم تقم.
وأود الإشارة إلى أن نسخة 1961 تتناقلها المواقع العنكبوتية على أن بطلها الأهلي المصري، وهذا منافٍ للمنطق الذي يقول إن الأهلي المصري بطل السوبر السورية المصرية وأن دمشق الأهلي (المجد) هو البطل الأول.

الوثبة.. لقب غائب وشمس لم تغب

اقترب نادي الوثبة من بطولة الدوري عام 1982 عندما نافس تشرين حتى المراحل الأخيرة ولكن الكلمة الفصل كانت تشرينية، وعلى صعيد الكأس اقترب مرة واحدة عندما خاض النهائي الوحيد عام 2011 ولكن الخبرة الاتحادية قالت كلمتها بثلاثة أهداف لهدف.
ورغم أنه لم ينضم لمقاعد الكبار المتوجين إلا أنه في مسابقة الكأس يمتاز بأمر مهم وهو أنه النادي الوحيد الذي لم تغب شمسه عن هذه المسابقة، إذ حضر في جميع النسخ حتى في النسخة التي أطلقنا عليها اسم تجريبية 1960.
وللدقة نبين أنه في نسخة 1964 شارك ودفع رسوم الاشتراك وتأهل بموجب القرعة للدور الثاني ولكنه اعتذر عن مواجهة الساحل واعتبر خاسراً قانوناً، كما حضر القرعة 2012 وحالت الظروف دون استمراريته فاعتبر خاسراً قانوناً أمام بردى, ومن ومضاته التي يعتز بها جمهور الوثبة أن اللقاء التاريخي الأول رسمياً بينه وبين جاره الكرامة كان خلال مسابقة الكأس بنسخة 1962 وفاز الفداء وقتها بهدفين دون مقابل، وأن لاعبه محمد خلف فاز خمس مرات بالكأس مع الجيش من أصل ستة نهائيات، إذ إنه وطارق جبان القاسم المشترك في مشوار الجيش مع النهائيات الستة.
حضر الوثبة في المربع الذهبي قبل هذه النسخة سبع مرات أعوام 1966 خرج على يد اليرموك و1968 خرج على يد الشرطة، و1990 خرج على يد الفتوة، و1994 خرج على يد الاتحاد، و1998 خرج على يد الجيش، و2009 خرج على يد الكرامة، واستطاع الولوج للنهائي مرة واحدة عندما أبعد الجيش 2011 قبل الاستسلام لحقيقة مرة عنوانها لقب غائب رغم الشمس التي لم تغب.
وتأهل لربع النهائي 1970 خرج على يد الخماسية و1982 عندما أزاحه الحرية بالترجيح و1992 عندما أبعده الفتوة، و2010 عندما خرج على يد الكرامة.
ومن المرات الخالدة في ذهن المتابعين للكأس أن نهائي 2011 هو الوحيد الذي كان فيه مدربا الفريقين حارسي مرمى وهما الدونا والجبقجي.
رقمياً حضر اسمه في 51 نسخة، لعب 166 مباراة ففاز بـ82 مقابل 32 تعادلاً و52 خسارة، وسجل 325 هدفاً وتلقى 227 هدفاً.

الطليعة.. شمعته المضيئة أطفأها الكرامة
حاول الطليعة مراراً مجاراة كبار الكرة السورية لكنه لم يفلح، وإذا استطاع تسجيل نتائج كبيرة ويكون رقماً صعباً في بعض نسخ الدوري إلا أن النهايات لم تكن على قدر الطموحات حتى عندما توفّر المال وسخا الداعمون.
فعلى صعيد الدوري جاء ثالثاً عام 2007 ورابعاً عام 2008 وسادساً عامي 2005 و2018 و2019 كأفضل صوره بين كبار دوري المحترفين.
وعلى صعيد الكأس وصل إلى الدور ربع النهائي 1989 و2005 و2006 وخاض النهائي عام 2007 ومن سوء طالعه أن خصمه كان الفريق الأفضل محلياً وهو الكرامة، وكي تكتمل مآسيه بُوغت بهدف اللقب في الوقت بدل الضائع بعد تقديمه مباراة كبيرة بشهادة كل الحاضرين.
من النتائج الخالدة في تاريخ النادي الفوز على الجيش بثلاثة أهداف لهدفين خلال نسخة 1979 ووقتها كان رابع فريق محلي يغلب الجيش على الصعيدين الرسمي والودي بعد بردى والاتحاد والشرطة، وتلك الخسارة كانت سبباً في تغييرات جذرية في فريق الجيش لاحقاً، ودار الزمن دورته فعندما عاد الجيش للمشاركة بالكأس بعد انقطاع ثأر بثمانية أهداف نظيفة لتكون الخسارة الأثقل بتاريخ النادي في المسابقة.
موسم 2006/2007 يعد استثنائياً بتاريخ نادي الطليعة واستطاع التأهل لبطولة دوري أبطال العرب، ومن أبرز لاعبيه وقتها عارف الآغا الذي تصدر قائمة هدافي الدوري ولكن القدر مكتوب على عارف عدم الفوز بالألقاب الجماعية فخسر الطليعة النهائي كما خسر حطين نهائي 1999، ومن اللاعبين الآخرين الذين كانوا قريبين من الريادة خالد البابا ويونس سليمان ويامن عبود.
خلال سنوات الأزمة لم يكن الفريق مقنعاً رغم الاستقرار النسبي الذي تعيشه حماة فتارة ينسحب ويخسر قانوناً وحدث ذلك أربع مرات، وتارة يخسر بشكل غير متوقع كخسارته أمام المليحة في النسخة الفائتة وتلك اعتُبرت مفاجأة البطولة الأبرز.
على العموم ما زالت جماهير الفريق تحلم بلقب محلي يتخطّى حدود بطولة الدرجة الثانية ولكن ذلك لا يبدو سهل المنال على المدى المنظور.
رقمياً شارك في 32 نسخة فقط، ولعب الطليعة 94 مباراة فحقق الفوز في 41 مباراة مقابل 19 تعادلاً و34 خسارة، وسجل 180 هدفاً وتلقى 142 هدفاً.

طريقهما إلى النهائي
بدأ الطليعة بالفوز على اليقظة 1/صفر سجله مروان الصلال ضمن الدور الـ32، وفي دور الستة عشر تغلب على المجد بخمسة أهداف لهدف وسجل محمد زينو هدفين وأمين حداد هدفين وعمار السمان، وفي ربع النهائي تجاوز حامل اللقب الجيش بركلات الترجيح بعد تبادلهما الفوز بهدفين لهدف، فخسر في العاصمة وسجل له مروان الصلال وفاز في حماة وسجل له محمد زينو هدفين، وفي نصف النهائي تخطى عقبة تشرين مستفيداً من أفضلية التسجيل بأرض الخصم فتعادلا 1/1 في اللاذقية وسجل له أمين حداد، كما تعادلا في حماة صفر/صفر وهي النتيجة المطلوبة لاقتلاع بطاقة العبور إلى مباراة التتويج.
وبدأ الوثبة من دور الـ32 أيضاً بفوزه على البريقة قانوناً 3/صفر، وفي دور الستة عشر فاز على الشرطة 3/1 وسجل له أنس بوطة الأهداف الثلاثة وجرت المباراة في اللاذقية، وفي ربع النهائي كان الامتحان الأصعب أمام الوحدة الذي تفوق في العاصمة بهدف ولكن الوثبة رد في حمص بثلاثة أهداف لهدف سجلها إبراهيم العبد الله وصبحي شوفان وأنس بوطة.
وفي نصف النهائي تعادل مع النواعير في حماة 1/1 وسجل له خطاب مشلب، وفي لقاء الرد تأكدت قوة الوثبة عندما فاز بثلاثة أهداف لهدف وسجل أهدافه عبد الإله حفيان هدفين وأنس بوطة قاطعاً تذكرة المباراة النهائية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن