زحمة بطولات عالمية وقارية وضعتنا بكل القسوة أمام حالنا الكروي الذي يزداد تأزماً وتقهقراً رغم كل محاولات الترقيع والتلميع.
لا نستطيع أن (نبلعها) ونحن نرى منتخب مدغشقر على أعتاب الدور الثاني في بطولة من وزن أمم إفريقيا وفي حضوره الأول في النهائيات.
بينما تضيع كرتنا بكلّ (عراقتها) حتى دون أن يفكر أحد بالبحث عنها وكأنها يتيمة الأبوين، بل استغربوا واندهشوا كيف نتوجّع من كرة القدم؟
لو أننا نرى أي خطوة عملية جادة لما عدنا إلى (النقّ)، ولكن كل ما نراه قد يذهب بنا في الاتجاه المعاكس، لنخسر عقداً جديداً من عمر كرتنا، ولنتحدث عن بداية جديدة بعد كل فشل ودون أن نكلّف أنفسنا دراسة أسباب الفشل.
نتابع أمم إفريقيا وكوبا أميركا وبطولة العالم للسيدات وقبلها كأس العالم للشباب، ولن نحسد الآخرين على ما وصلوا إليه لكننا نبكي حالنا الذي لا نعرف كيف نخرج من وحله؟
مشكلتنا أننا نغرق في سوء النيّات فتضيع منّا البوصلة فنخال النصيحة فخّاً والرأي قنبلة موقوتة فنعمل بفردية وارتجال فلا نصل إلى أي نتيجة إيجابية حتى على صعيد بطولاتنا المحلية التي اختتمت بنهائي كأس الجمهورية أمس الأول وما شهده من نرفزات وتوتر.
قلناها كثيراً وكررناها أكثر من مرة: ألا تستحق كرة القدم السورية ورشة عمل حقيقية تناقش وضعها فتشخّص وجعها وتقدم الحلول المفيدة؟
ألا تستحق كرة القدم السورية بضع ساعات تحتضن خبراءها ومحبّيها والغيورين عليها حول طاولة مستديرة؟
كل هذا (الصراخ) لن يتحول إلى أغنية.
وأي عملية إنتاج بحاجة إلى فريق عمل منسجم وغيور وإلا فسنبقى على أرجوحة الاحتمالات ننتظر طفرة قد تأتي وقد لا تأتي.
السؤال:
هل هناك من يخشى النجاح؟ لماذا يهرب من مقوماته كل من يعمل في كرة القدم السورية؟