رياضة

السر العلني في نهائي كأس الجمهورية

| محمود قرقورا

سر علني عنوان مسلسل تلفزيوني مصري ينطبق على واقع لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم.
فمن الحكايات غير المشوقة طبعاً أن اتحاد كرة القدم يتكتم على اسم حكم المباراة النهائية لكأس الجمهورية حتى قبل دقائق من انطلاق المباراة الاستثنائية التي ستحمل في ثناياها بطلاً جديداً للكأس بين الوثبة والطليعة.
التفاصيل الصغيرة قيمتها بمدلولاتها، فنحن في صحيفة «الوطن» نبني مواضيع كثيرة على تفصيلات صغيرة وشغفنا بالأرقام والإحصائيات تنقلنا إلى عالم آخر في البحث والتقصي الذي يأخذه أهل الاختصاص طازجاً دون أدنى عناء.
عصر الجمعة اتصلت «الوطن» بمقيم حكام النهائي نزار رباط تسأله عن هوية حكم المباراة فيأتي الجواب:
لا نستطيع الإباحة بالسر، لنتصل على الفور بأحد كوادر اللعبة ويعطينا اسم طاقم حكام المباراة كاملاً.
حاولت جاهداً إقناع الرباط بأن الإباحة باسم الحكم حالة طبيعية على غرار كل بطولات الكرة الأرضية دون جدوى، وتصوروا أننا لم نطلب اسم الحكم قبل يوم أو يومين بحثاً عن خبطة صحفية تهز أركان الشارع الرياضي وتزيد مبيعات الصحيفة.
حجة رئيس وأعضاء لجنة الحكام في هذا السر المعلن إبعاد الحكام عن الضغوط وهنا نقول:
إذا كان حكامكم ضعاف نفوس لدرجة لا تستطيعون الإباحة باسمهم، فالأولى أن تستعينوا بطواقم تحكيم خارجية وفق اتفاقيات تبادل مع دول الجوار.
إذا كنتم غير واثقين بحكامكم فالأولى أن تجلسوا في بيوتكم وصافرتنا بالتأكيد ليست رهن أفكاركم.
لو كان الأمر سرياً للغاية ولا يعلمه إلا أنتم لقبلنا على مضض، لكن إخفاء أمر لا يقدم ولا يؤخر على الإعلام فهذا يؤكد بعدكم عن الشراكة الإعلامية التي تنادون بها شعاراً للاستهلاك فقط.
إذا كنتم قد سعيتم لإقامة حكام المباراة في أحد الفنادق لإعدادهم نفسياً كما زعمتم ومنعتموهم من الرد على أجهزتهم المحمولة فما دوافع الخوف الأخرى يا سادة القرار لولا أنكم غير واثقين بهم؟
عندما تقولون بأن عملكم مؤسساتي بحت وهدفكم وضع الصافرة السورية على السكة الصحيحة، فماذا تسمون خوفكم من الإعلان عن اسم الحكم؟
إذا أرادت القناة الناقلة للمباراة إعداد تقرير عن قاضي المباراة فما سبيلهم وأنتم تعضون على السر العلني بالنواجذ؟
لو أدرك المعنيون أن توجيهات المدربين جزء منها مرتبط باسم الحكم لما ناموا على سر أسرار تطور كرتنا.
إذا كان تبريركم بأن رئيس الاتحاد لا يجبركم على البوح باسم الحكم ولا يهمه، فهنيئاً لكرتنا بديمقراطية رئيس الاتحاد فادي دباس الذي لا يعنيه الأمر حتى انطلاق صافرة البداية في حدث تعجز مدينة الفارابي الفاضلة عن وصفه.
قبل شهر جرت المباراة النهائية للشامبيونزليغ بين ليفربول وتوتنهام وأُعلن اسم الحكم السلوفيني سكومينا قبل 18 يوماً، ولكن مباراة ليفربول الوثبة وتوتنهام الطليعة تختلف، وإدارتها أصعب من الوصول إلى قمة جبل إيفريست، وأهم السبل لإدارتها السر المعلن حول هوية الحكم، وفي الآن ذاته لا خوف على إعلان اسم المراقبين الإداري والتحكيمي وربما خبرتهما تجعلهما لا يتأثران بالضغوط خلافاً للحكام.
في كأس العالم الفائتة أعلن الفيفا عن طاقم المباراة النهائية قبل ثلاثة أيام كي يتهيأ الحكم الأرجنتيني بيتانا للموقعة، ونحن على ذمة أهل الحل والربط أنهم أخطروا محمد العبد الله قبل ساعة بأنه قاضي مباراة الهم والاهتمام وسحب هذا الشرف من وسام ربيع وسؤالي المشروع:
تنحية وسام ربيع عن قيادة المباراة قبل دقائق أليس تقليلاً منه وعدم ثقة بصافرته؟
في اتصالنا معكم أمس الأول قلتم اكتبوا ما شئتم فنحن هكذا وها نحن استجبنا لرغباتكم ونعدكم بالمزيد.

بعد الصافرة
محمد العبد الله قاد المباراة النهائية للمرة الثالثة بعد نهائيي 2013 و2015 والملاحظ أن المباريات الثلاث لم تحسم خلال الوقت الأصلي.
طرد لاعبين ليس الرقم القياسي لفريق ما في مباريات التتويج، ففي نهائي 1998 طرد ثلاثة لاعبين من الكرامة.
الانقياد للترجيح حصل للمرة السادسة لكنها المرة الأولى التي يتم فيها تسديد 16 ركلة.
الوثبة هو البطل الرابع عشر للكأس ولا عزاء للطليعة الذي لم يستفد من ظروف مثالية للتتويج وأهمها الزيادة العددية قرابة 40 دقيقة.
ختاماً أعتقد جازماً أن محمد العبد الله قاد المباراة الأخيرة في مسيرته وأظن لو كان مسموحاً له التصريح لأعلن أنها مباراة اعتزاله، ولكن كيف له الإباحة بالسر العلني وتحترق الطبخة؟ وبحيادية أقول: محمد العبد الله يستحق مباشرة الانضمام إلى مقيمي الحكام في دورينا رغم التحفظ على أدائه في المباراة الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن