وأخيراً.. انتزع أسود الشرقية بطاقة الدوري الممتاز عن جدارة واستحقاق، واستخلصوها ببراعة فائقة من أفواه ذئاب الحرية «النادي العريق»، وعادوا بها إلى عرينهم في الحسكة فرحين بها فرحة العمر، بعد أن أصبحت قصتها كقصة «فروة السبع»! نتيجة للقرار الظالم الذي كاد يطيح بأحلامهم، بعد أن قرر الفاصلة وتعطيل فرحة الفوز في التجمّع الأخير على الجزيرة والظفر ببطاقة الأقوياء التي حصلوا عليها عن جدارة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وبهذا الفوز الذي انتهى بهدفين دون رد وضع الجزيرة حداً للقيل والقال وتمكن من أن يحظى باهتمام وإعجاب كل من تابع منازلته الخاصة بتأكيد الأفضلية في فاصلة ملعب الجلاء، ولاسيما في شوط المدربين الثاني منها.
استقبال ووعود
الجزيرة حظي اليوم بالاستقبال الرسمي وبالحفاوة الترحيبية البالغة، من خلال لقاء أمين فرع الحزب بالحسكة المهندس تركي عزيز حسن ببعثة الفريق، وقدّم له المباركة والتهنئة على هذا الإنجاز الذي استحقه، والذي يعتبر إنجازاً كبيراً سُجّل باسم رياضة الحسكة، قبل أن يسبقه استقبال آخر له في مطار القامشلي الدولي من تنفيذية الحسكة وإدارة نادي الجهاد الرياضي، إضافة إلى الوعود العسلية التي ستنتظره من خلال التكريم اللائق ومن الرسميين في المحافظة خلال الأيام القليلة المقبلة القادمة تقديراً للإنجاز الذي حققه وتأكيده الجدارة للظفر ببطاقة الممتاز.
العربي والسد
فيما يخص أمر الفريق ومستقبله القادم وبالعربي الفصيح الذي بات يحتاج إلى فسحة أمل ومساحة للتفكير بعد عملية الصعود إلى الدوري الممتاز التي باتت تتطلب إجراء عملية «قسطرة» سريعة من خلال وضع تراتبيات وأولويات لا يمكن غض الطرف أو الحياد عنها، خشية من أن تقف سداً منيعاً في وجه طموح الجزيرة، حيث يندرج أولاها بلعب الفريق مبارياته على أرضه ودون قيد أو شرط، وهذا لن يأتي بالتمني ولا «بشلف الكلام» من هنا وهناك، بل يحتاج لدى من يهمه الأمر إلى اتخاذ قرار رسمي محلي ومركزي وفي آن معاً بهذا الخصوص وبشكل فوري، وثانية الأولويات تقف عند مسألة تحقيق الضمانات وربط الكلام بتأمين المال اللازم للفريق في الوقت المناسب، ولاسيما أن عملية التحضير والاستعداد للدوري الممتاز لدى معظم الفرق في الأندية قد باتت على الأبواب وقسم منها قد دخل من الأندية في أبوابها، وهذا من المفترض أن ينطبق على الجزيرة أيضاً، بعد أن يستيقظ ويصحو القائمون عليه من النوم في العسل اليوم، خوفاً من أن تأخذهم نشوة الفوز في فاصلة الجلاء بالإثم؟ وذلك للمحافظة على هذا الإنجاز وليس بالوقوف عنده والتغنّي به فقط من خلال العزف الجماعي والمنفرد لسيمفونيات الكراوانات وبطولات الحكي والتنظير الهوائي عبر الأثير وسواه؟
الأفكار والأوراق
المعطيات تؤكد كلها وتلزم الجزيرة بربط الكلام الفعلي وعلى الورق منذ الآن مع اللاعبين المبرّزين في الفريق، تحسّباً لعدم ضياعهم وتبعثرهم وتفرّقهم والتزامهم مع الأندية الأخرى، مثلما حصل مع اللاعب مالك علي الذي التزم رسمياً في نهاية الفاصلة مع نادي الشرطة، وعدم التفريط بأي منهم للاستفادة من إمكانات من يصلح منهم للاستهلاك الفني في موسم الممتاز المقبل، كما مطلوب منه اليوم أيضاً العمل على ترتيب أفكاره وأوراقه الفنية والتدريبية المقبلة بما يتماشى ومصلحة الفريق في النادي الذي أصبحت أفكاره وأوراقه فعلياً من ضمن مصاف أندية الدوري الممتاز، وهذا ينطبق أيضاً على التواصل الحقيقي مع أبناء النادي الداعمين الحقيقيين في بلاد الاغتراب، من الذين قلوبهم على النادي وكانوا أبطالاً حقيقيين ورموزاً جزراوية بالقول والفعل وبكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهم الذين لا تقل بطولاتهم ودعهمهم للفريق بالمال وبشكل متواصل عما قدمه رجال الفريق في الدوري وهنا مربط الفرس.