تصعيد خطر لليوم الثالث: شهيد وأكثر من 95 مصاباً و30 معتقلاً في العيسوية … اشتية: الاحتلال يستهدف كل من يعمل لأجل القدس والحكومة ملتزمة بواجبها
| وفا
قال رئيس الوزراء محمد اشتية: إن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف أي فلسطيني يعمل من أجل القدس وأهلها، لكن الحكومة ستبقى ملتزمة بواجبها تجاه المدينة المقدسة وسيستمر نشاطها التنموي فيها وكذلك متابعة شؤون أهلها اليومية.
وطالب رئيس الوزراء، بالإفراج الفوري عن وزير شؤون القدس فادي الهدمي، الذي اعتقلته قوات الاحتلال فجر أمس الأحد، بعد مداهمة منزله في مدينة القدس.
وقال: إن «الهدمي منذ تسلمه مهامه عمل بكل إيمان وعزيمة لخدمة مدينته وأهلها، وسعى بكل طاقته لاستنهاض روح الشراكة بالقدس والتشبيك بين مكوناتها، وتنفيذ مشروعات لمواجهة التحديات التي يعيشها المقدسيون والحفاظ على هوية المدينة».
وطالب المجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل للإفراج عن الوزير المعتقل، وإدانة سياسات الاحتلال في المدينة المقدسة والمحاولات المستمرة لتهويدها وتزوير هويتها، مؤكداً أن هذه الانتهاكات للاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي تدمر أي فرصة مستقبلية للخوض في عملية سياسية.
وفي غضون ذلك أكد محامي الهدمي أمس أن الشرطة الإسرائيلية أطلقت سراح الوزير بعد ساعات من اعتقاله والتحقيق معه.
وبحسب المحامي مهند جبارة، أفرج عن الوزير الهدمي من مركز تحقيق المسكوبية دون قيود.
كما استنكر رئيس الوزراء حملة التنكيل الجماعي التي تنفذها قوات الاحتلال بشكل يومي تجاه سكان العيسوية في القدس، والتي أدت الجمعة إلى استشهاد شاب مقدسي وإصابة واعتقال العشرات.
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الثلاثة الماضية مواطناً وأصابت أكثر من 95، واعتقلت 30 آخرين من بلدة العيسوية وسط مدينة القدس المحتلة، في عدوان متواصل يبدو أنه فصل جديد من مخطط تهويد المدينة المقدسة وإفراغها من سكانها.
ولم يكتف الاحتلال بالقتل والاعتقال بل فرض عقوبات جماعية وإساءات وتضييقات وتنكيل واقتحام مستشفيات وتعطيل لحياة المواطنين المقدسيين.
ويتزامن ما يحدث في العيسوية مع حرب مشابهة تشنها سلطات الاحتلال في عدة مناطق من القدس، وخاصة تلك المحاذية للمسجد الأقصى، تستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة.
وأعدمت قوات الاحتلال، يوم الخميس الماضي الأسير المحرّر محمد سمير عبيد «20 عاماً» بدم بارد، بعد أن استهدفته برصاصة في القلب من مسافة قريبة، خلال مواجهات اندلعت إثر قمع الاحتلال لوقفة احتجاجية، في بلدة العيسوية، وتواصل قوات الاحتلال احتجاز جثمان الشهيد عبيد.
وأصيب أكثر من 95 مواطناً في بلدة العيسوية خلال المواجهات المستمرة مع قوات الاحتلال منذ مساء الخميس المنصرم.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر بأن طواقمها تعاملت مع 95 إصابة خلال المواجهات المندلعة في القرية منذ مساء الخميس، بينها 74 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و7 إصابات بالكسور، و15 إصابة بالاختناق بالغاز.
كما شنت قوات الاحتلال خلال الأيام الثلاثة الماضية، حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 30 مواطناً من العيسوية، وقال محامي نادي الأسير مفيد الحاج: إن سلطات الاحتلال مددت فترة اعتقال أغلبيتهم حتى اليوم الإثنين وغداً الثلاثاء.
وبالتزامن مع حملة الاعتقالات، تفرض سلطات الاحتلال عقوبات جماعية بحق الأهالي في بلدة العيسوية، تتمثل في تحرير الغرامات والاعتداء على الممتلكات وتحطيم المركبات، وتشديد الحصار، انتقاماً من صمودهم على أرضهم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في حي جبل الزيتون، الطور المُطل على القدس القديمة، واعتدت على طواقم طبية ومرضى وفتشت أقسامه وغرفه، بحجة البحث عن إصابة خلال مواجهات اندلعت في القدس، كما تمركزت قوة على أبواب المستشفى ومداخله.
وكان أهالي العيسوية قد نظّموا وقفة احتجاجية الخميس الماضي، استنكاراً لسياسة العنف والعقاب الجماعية التي ينتهجها الاحتلال بحقّهم، وضد الاقتحامات اليومية لجيش وشرطة الاحتلال، وللتنديد بإخطارات هدم وإخلاء لأراضي المواطنين في البلدة العيسوية لإقامة حديقة «تلمودية».
ولا يختلف ما يجري في العيسوية من عقاب جماعي ضد الأهالي عما يجري في بلدة صورة باهر وتحديداً في حي وادي الحمص «إخطار 16 بناية تضم أكثر من 100 شقة بالهدم»، وغيرها من القرى والأحياء المحاذية للمسجد الأقصى، كل ذلك يؤكد بدء مرحلة جديدة في تعامل الاحتلال مع المقدسيين، في ظل الصمت الدولي ودعم الإدارة الأميركية بقيادة ترامب، الذي يسعى إلى تطبيق ما يسمى «صفقة القرن».