سورية

اتفاق إيراني صيني على حلول سياسية لأزمات سورية والمنطقة وعزل الخصوم الإقليميين

الوطن – وكالات :

بعد تدفق المسؤولين في دول الاتحاد الأوروبي إلى طهران واعترافهم بضرورة دور إيران لاستعادة الاستقرار في المنطقة، وضمان تمرير الاتفاق النووي في الكونغرس الأميركي، واصلت الدبلوماسية الإيرانية جهودها لعزل منافسيها الإقليميين عن القوى الدولية، وهذه المرة توجهت إلى بكين التي تواجه تهديدات لأمنها القومي بسبب سياسات تركيا والسعودية في سورية.
ومؤخراً، أبدت كل من السعودية وتركيا، اهتماماً بتطوير علاقاتهما مع الصين وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، من أجل احتواء تداعيات ما تعتقدان أنه توافق أميركي إيراني، سيلي موافقة الكونغرس على الاتفاق النووي.
وعشية توصل إيران ومجموعة (5+1) إلى الاتفاق النهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني، زار ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان، روسيا، وفي نيته عقد تفاهمات مع القيادة الروسية حول المنطقة. وبعد التوصل إلى الاتفاق زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصين. لكن الوزير السعودي والزعيم السابق لحزب العدالة والتنمية التركي، فشلا في تحقيق أي خرق في المواقف الروسية والصينية لصالحهما، في حين يبدو أن رئيس الدبلوماسية الإيرانية محمد جواد ظريف قد نجح إلى حد كبير.
وفي الأمس، طلب وزير الخارجية الإيراني من الصين أن تقدم المساعدة في حل التوترات والاضطرابات في سورية والشرق الأوسط. وأبلغ ظريف نظيره الصيني وانغ يي، في بداية اجتماع ببكين، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء، بأن «هناك الكثير من المنافع المتبادلة بين الصين وإيران في الكثير من المجالات»، مؤكداً أن البلدين يواجهان «تحديات وفرصاً متماثلة».
وأشار ظريف إلى أنه ونظيره الصيني يحملان «وجهات نظر متماثلة بشأن القضايا الإقليمية التي يجب حلها بطريقة سياسية»، وأضاف قائلاً: «نود التعاون مع الصين في قضايا باليمن وسورية والشرق الأوسط، من أجل التوصل لحل سياسي».
بدوره قال وانغ: «اتفقنا على أن التوترات في منطقتي غرب آسيا وشمال إفريقية لا يمكن أن تستمر»، وأضاف «يجب حلها سياسياً، وعلينا أن نعمل من أجل التوصل إلى حل يعالج مخاوف الأطراف المتنازعة».
وتدعم كل من السعودية وتركيا المجموعات المسلحة في سورية. وقد سهلت تركيا وصول عشرات آلاف المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق للانضمام إلى صفوف تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين، أو لتشكل بأنفسها مجموعات مسلحة مستقلة مثل الحزب التركستاني في سورية (والذي جاء مقاتلوه من إقليم شنغيانغ الصيني) أو كتيبة الشيشانيين الذين قدموا من الاتحاد الروسي.
ويشكل «الحزب التركستاني» تهديداً خطيراً للأمن القومي الصيني، وخصوصاً أن عناصره قد باتوا مقاتلين شرسين ساهموا في معارك «النصرة» في جسر الشغور ومطار أبو الضهور وحصار قريتي الفوعة وكفريا، وإذا ما عاد هؤلاء إلى الصين، بعد الخبرات التي اكتسبوها من القتال في سورية، فإنهم سيشعلون مناطق شنغيانغ إرهاباً.
وتواجه بكين أعمالاً إرهابية تنفذها مجموعات مسلحة في شنغيانغ، تدعو إلى انفصال الإقليم عن الصين، تحت اسم «تركستان الشرقية».
والشهر الماضي اتفق مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون العربية الإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، على تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب في الشرق الأوسط.
وبعيد توقيع الاتفاق النووي زار إيران مسؤولين رفيعي المستوى من ألمانيا فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية، أجمعوا على محورية الدور الإيراني في المنطقة وضرورة التصدي للإرهاب، وبعضهم، مثل وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو، دعا من طهران إلى التفاوض مع الرئيس بشار الأسد لإنهاء الأزمة في سورية، معتبراً أن ذلك هو الطريق الوحيد للمضي نحو قتال تنظيم داعش في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن