تختتم اليوم منافسات الدور الأول لكأس الأمم الإفريقية بنسختها الثانية والثلاثين الجارية على الأراضي المصرية من خلال أربع مباريات ضمن المجموعتين الخامسة والسادسة حيث الأمور متشابهة بينهما بأمور كثيرة، ففي الخامسة يتطلع المنتخب التونسي لنسيان خيبة التعادلين عندما يلتقي نظيره الموريتاني في الديربي العربي الوحيد بالدور الأول لهذه البطولة، وينتظر أن تكون المواجهة الثانية بين مالي وأنغولا لاهبة ذلك أن الفوز وحده يمكن أن يضمن لغزلان أنغولا مقعداً في ثمن النهائي، وفي السادسة يسعى الكاميروني إلى حسم الصدارة على حساب بنين على حين ستكون المعركة كبيرة بين نجوم غانا السود وكلاب غينيا بيساو البرية من أجل البطاقة الثانية.
وشهد ختام المجموعتين الأولى والثانية مفاجأة كبيرة بتأهل مدغشقر (الضيف الجديد) إلى الدور الثاني على نظيره النيجيري ورافقه (متصدراً)، وعن المجموعة الأولى تأهل صاحب الأرض المصري بالعلامة الكاملة ورافقه الأوغندي، على حين بقي المنتخبان الغيني وكونغو الديمقراطية على لائحة الانتظار.
مفترق عربي
يتعين على المنتخب التونسي الفوز ولا شيء غيره إذا أراد مواصلة مشواره بالعرس الأسمر عندما يلتقي شقيقه الموريتاني، على حين يأمل المرابطون تفجير مفاجأة من العيار الثقيل بالإطاحة بنسور قرطاج، تلك هي عناوين السهرة العربية التي يحتضنها ملعب السويس الذي يميل قطعاً نحو اللون الأحمر وربما كان مساعداً لرفاق فرجاني الساسي (السبب في تعاطف جمهور السويس)، لكن الأمر يتطلب أكثر من لاعبي الآن جيريس الذين خيبوا الآمال حتى الآن بتعادلين لم يرضيا الشارع التونسي، والأهم أن الفريق لم يقدم ما يقنع المراقبين والأنصار بأنه أحد المرشحين للمنافسة على اللقب.. وسائل الإعلام التونسية وجهت انتقادات لاذعة للجميع وخاصة المدرب الفرنسي الذي سبق له أن درب مالي ويعرف كل شاردة وواردة عنه، ومع ذلك خرج بالتعادل المزعج والذي زاد في طينه بلة الخطأ الكارثي من الحارس المعز حسن وجاء من خلاله هدف مالي ولولا الهدف السريع الذي جاء أيضاً بمساعدة دفاعية لكانت الكارثة أكبر، الفوز سيمنح الفريق تأشيرة العبور إلى الدور الثاني مع ملاحظة أنه قد يؤدي إلى صدام مبكر مع الكاميرون أو غانا وهو ما حاول التونسيون تجنبه على الأقل في دور الـ16.
مواجهة فرنسية
لا يمكننا المقارنة بين آلان جيريس مدرب النسور ونظيره (مواطنه) كورنتين مارتينيز مدرب المرابطين، فالكفة راجحة نحو الأول حتى إن الثاني لم يسمع به إلا على نطاق البطولة الإفريقية الحالية عبر إنجاز بلوغ موريتانيا النهائيات للمرة الأولى وهو عرّابه الأول بعد عمل خمس سنوات، على حين الأول سبق له الظهور في خمس نسخ فائتة مع منتخبات الغابون ومالي والسنغال وإن اقتصرت إنجازاته على المركز الثالث مرة واحدة مع المنتخب المالي، المهم أن مباراة اليوم لن تعترف بخبرة جيريس ولا بتفوق التوانسة، ولاسيما أن الفوز ربما أهدى المرابطين بطاقة دور الـ16 ولابد أن إنجاز مدغشقر بالأمس سيكون ملهماً لكل الصغار.
الغيابات التونسية تقتصر على غيلان الشعلالي الموقوف وكذلك أيمن بن محمد المصاب إلا أن ذلك غير مؤثر إذا ما استعرضنا أهم لاعبي الفريقين، إلا أن المدرب كورنتين يصر على أن فريقه جاهز لمفاجأة النسور وخاصة بعد المعنويات الكبيرة التي اكتسبوها من التعادل مع أنغولا. يذكر أن الفريقين تواجها 11 مرة في مختلف المناسبات
صدارة حائرة
وإذا كان الفريقان العربيان مطالبين بالفوز لتخطي الدور الأول فإن منتخبي مالي وأنغولا يبحثان بدورهما عن الفوز، نسور مالي من أجل الصدارة على حين غزلان أنغولا لضمان موقعهم بالدور الثاني، ويتشابه وضع الأنغوليين الباحثين عن التأهل إلى هذا الدور للمرة الثالثة والأولى منذ 2010 مع التوانسة حيث تعادل الفريقان مرتين وتأخروا بفارق هدف أقل، أما الماليون فيمكنهم الركون إلى التعادل لضمان التأهل إلا أن الفوز يضمن لهم الصدارة رغم أن كلا المركزين سيضعهم بمواجهة أحد منتخبات الصفوة علماً أن مالي فشلت بتجاوز الدور الأول في آخر مشاركتين.
التقى الفريقان في البطولة مرة واحدة لكنها كانت تاريخية بكل معنى الكلمة، ففي 2010 تقدمت أنغولا برباعية كاملة حتى الدقيقة 78 إلا أن مالي أدركت التعادل خلال 12 دقيقة في أقوى ريمونتادا بتاريخ البطولة وما زاد في إثارة النتيجة أن المباراة كانت افتتاحية وعلى أرض أنغولا.
الحذر واجب
الوضع مشابه في المجموعة السادسة كما ذكرنا في المقدمة، فالكاميرون تتقدم بأربع نقاط تليها غانا وبنين بنقطتين وكانت متساويتين بكل شيء وأخيراً غينيا بيساو بنقطة والأخيرة تقابل غانا التي لم يقدم نجومها حتى الآن ما هو منتظر منهم وهم الذين تعودوا الوصول إلى مربع الكبار في آخر ست نسخ من البطولة، ولهذا يخشى عشاقهم أن يكون أفولهم على أرض الكنانة مثلما سقطوا هناك من الدور الأول للمرة الأخيرة عام 2006، على حين يطمح الغينيون لتجاوز نقطة التعادل التي نالوها في البطولة كما فعلوا في مشاركتهم الوحيدة في البطولة السابقة ولن يجدوا أفضل من النجوم السوداء لتسجيل إنجاز كبير.
وبعد مفاجأة مدغشقر بدأ الكبار يتحسسون رؤوسهم ومنهم بالطبع المنتخب الغاني وكذلك نظيره الكاميروني الذي خرج بنقطة التعادل من لقاء الفريقين ويتحسب للقاء نظيره البنيني الحالم بدوره بتغيير التاريخ بعدما بدأ العمل جدياً بحصده نقطتين لأول مرة بتاريخ مشاركاته الأربع وبقى عليه مباغتة الأسود ليصنعوا الحدث بتخطي الدور الأول، الفريقان لم تجمعهما البطولة من قبل وسبق للكاميرونيين الفوز مرتين في مواجهتين خلال تصفيات مونديال 2006.
وللعلم فإن الكاميرون حاملة اللقب وصاحبة خمسة ألقاب فشلت بتخطي أدوار المجموعات خمس مرات خلال الثماني عشرة مشاركة السابقة وآخرها 2015 ومنها 3 مرات عندما تقام البطولة في بلد عربي.
مباريات اليوم
الكاميرون * بنين، غانا * غينيا بيساو (7.00)، مالي * أنغولا، تونس * موريتانيا (10.00).